رئيس التحرير
عصام كامل

بعد 71 عاما على ذكرى الهولوكوست المزعومة.. الناجون يعانون الفقر بدولة الاحتلال.. نتنياهو يضع الزهور في مؤسسة «ياد إشيم» بالقدس.. ووثائق الحرب العالمية الثانية تؤكد تعاون «هتلر» مع

فيتو

تحتفل إسرائيل حاليًا بذكرى "الهولوكوست" المزعومة، وكما الحال في كل عام تستغل تل أبيب هذه المناسبة للادعاء بمعاداة السامية للتشويش على الجرائم التي تنتهكها بحق الفلسطينيين العزل، ولكن اللافت هذا العام هو أنها رأت أن معاداة السامية انخفضت في ذكري الهولوكست الحالية.


نتنياهو وإكليل الزهور
والهولوكست بحسب الادعاء الإسرائيلي، هو ذكرى لستة ملايين يهودي، قتلوا في الحرب العالمية الثانية على أيدي النازيين والمتعاونين معهم.

واستغلت إسرائيل هذه الأكذوبة على نطاق واسع كوسيلة للابتزاز، والكسب السياسي والمادي، وقاموا بتضخيم وتهويل الموضوع، مستخدمين أحقر أنواع الإرهاب الفكري والجسدي ضد كل من تصدى لأساطيرهم وأكاذيبهم التاريخية.

وشارك رئيس دولة الاحتلال، رئيس الحكومة الإسرائيلية، ناجون من الهولوكوست وأفراد أسرهم، وأشعل الناجون ستة مشاعل تخليدا لذكرى ستة ملايين يهودي وسمعت صافرة إنذار، صباح اليوم وعلى مدى دقيقتين وقف الجميع ورءوسهم محنية.

كما وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي إكليلا من الزهور في مؤسسة "ياد اشيم" في القدس إحياءً لتخليد ذكرى المحرقة النازية المزعومة.

194 ناجيا أغلبهم فقراء
وحسب إعلام إسرائيل يعيش في إسرائيل اليوم نحو 19400 ناج من الهولوكوست، لقد نجوا من الحرب العالمية الثانية ومن معسكرات الإبادة النازية وجاؤوا إلى إسرائيل من أجل إعادة بناء حياتهم، ولكن الناجين من الهولوكوست اليوم قد شاخوا وأعدادهم آخذة بالتناقص بشكل مستمر،حيث يموت نحو 40 من الناجين من الهولوكوست كل يوم، نحو 1200 شخص كل شهر، ونحو 14.200 منهم يموتون كل عام، ووفقا لبيانات تعود للسنوات الماضية، فإنّ نحو 65% من الناجين الذين يتوجهون لتلقي المساعدة تزيد أعمارهم عن 80 عاما، ونحو 45،000 من الناجين بين الأعمار 70-113 هم فقراء، ونحو 65% يقولون إنهم بحاجة إلى تلقى المساعدة في الأعمال الأساسية اليومية، مثل العلاجات الطبية وشراء الطعام، ولكن يعيش أكثر من ثلثهم وحدهم ويضطرون إلى تدبّر أمورهم بأنفسهم، وتحدث خمسهم عن صعوبات بيروقراطية لدى توجّههم لطلب المساعدة، ونحو ربع مجموع طلبات المساعدة من قبل المواطنين كبار السن هي طلبات مساعدة للناجين من الهولوكوست. تصل ميزانية المساعدات للناجين في وزارة المالية إلى 4.17 مليار شيكل.

كما يعاني 73% من الناجين من مشكلات صحية، وفقا لنتائج لجنة خبراء تقرر أن هناك علاقة سببية بين أمراض القلب، أمراض الجلد، السرطان، هشاشة العظام، وألزهايمر، وبين الظروف المادية والنفسية الصعبة التي عاشها الناجون في فترة الهولوكوست. إلى جانب ذلك، وفقا لتوجهات الناجين، فلم يكن قادرا واحد من كل أربعة ناجين على تدفئة منزله في الشتاء.

ونفسيا، فإنّ 45% أي نحو نصف الناجين الذين توجّهوا لتلقي المساعدة - اشتكوا من أنهم يشعرون بعزلة في أحيان كثيرة، وقال واحد من كل خمسة ناجين إنّه لا يشعر بالأمان في منزله، من بين حقوق الناجين وُجد أيضًا حقهم في تلقى العلاج النفسي في كل ما يتعلق بملاحقتهم إبّان الهولوكوست وبالفعل فوفقا لتقرير من عام 2015، فإنّ نصف الناجين يشعرون بقلق من عودة الهولوكوست.

معاداة السامية
وتقول التقارير الإسرائيلية، أنه سواء كان الحديث يدور عن فضيحة كرة قدم، وانتقاد مطاعم أو عملية أمنية، فكل خبر تقريبًا في المواقع الإخبارية في العالم يتطرق إلى إسرائيل يحظى مباشرة بردود فعل معادية لها، ولا تتطرق هذه الردود دائما إلى موضوع المقال.‎

ووفقا لتقرير شركة Buzzilla الإسرائيلية لعام 2015، فقد تم قياس ارتفاع نسبته 114% في خطاب معاداة السامية مقارنة بالسنة السابقة، فحصت الشركة وكشفت عن 24.693 حالة معاداة السامية في الإنترنت، مقابل 6846 في عام واحد فقط قبل ذلك.‎

وشركة Buzzilla هي شركة إسرائيلية متخصصة في دراسة المحتوى، درست الخطاب المعادي للسامية في أرجاء الإنترنت باللغة الإنجليزية وذلك ضمن: التعليقات على المقالات في المواقع الإخبارية، النصوص التي ترافق مقاطع الفيديو في اليوتيوب، المنشورات في فيس بوك وغيرها. لقد أشارت هذه التعليقات إلى ارتفاع حاد في التصريحات المعادية للسامية في الإنترنت وبشكل خاص في أيام عملية "الجرف الصامد" في غزة، وفي أعقاب قرار مقاطعة منتجات المستوطنات وموجة عمليات الطعن في إسرائيل.

ومن جانبه، نفى نائب رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلي، الجنرال، يائير جولان، اليوم الخميس، أنه شبه إسرائيل بألمانيا النازية خلال خطاب له بمناسبة يوم ذكرى الهولوكوست في الليلة الماضية.

وجاء نفيه بعد أن أثارت تصريحاته التي قال فيها: إن المجتمع الإسرائيلي اليوم شبيه بألمانيا ما قبل المحرقة عاصفة في تل أبيب.

وأوضح جولان في بيان صدر عنه صباح الخميس، لم يكن لدى أي قصد بالقيام بتلك المقارنة، موضحًا إن خطابه لم يهدف إلى مقارنة أنشطة الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل بأنشطة النازيين.

وأضاف بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنها مقارنة سخيفة ولا أساس لها من الصحة ولم يكن لدى أي قصد في رسم أي نوع من المقارنة أو انتقاد قيادة الدولة، زاعمًا أن الجيش الإسرائيلي هو جيش أخلاقي يحترم قواعد الاشتباك ويحمي كرامة الإنسان.

في خطابه شديد اللهجة وغير المألوف لقائد عسكري، حذر جولان من الاتجاهات المجتمعية المتزايدة المتمثلة بالقسوة واللامبالاة تجاه من هم خارج التيار السائد في المجتمع الإسرائيلي.

وثائق الحرب العالمية الثانية
وهناك شواهد كثيرة تنفي حدوث الهولوكوست المزعوم وبحسب تقارير إعلامية فإن الوثائق العائدة إلى فترة الحرب العالمية الثانية، تقول إن ألمانيا النازية بقيادة هتلر، تعاونت مع الحركة الصهيونية؛ لإشعال الكراهية ضد الساميين، وتهجير اليهود إلى فلسطين، وبدء تأسيس دولة عبرية.

وسهلت البنوك الألمانية تسريب أموال اليهود الألمان من ألمانيا إلى بنوك يهودية في فلسطين، وبدأت الصهوينية في ترويج فكرة المعاداة للسامية في جميع الدول الأوروبية وفي شمال أفريقيا، وشجعت بعض الأعمال الإرهابية ضد تجمعات اليهود لإقناعهم ودفعهم لترك بلادهم والهجرة إلى فلسطين.

سبعون عامًا مرت على ما تسميه إسرائيل المحرقة أو الهولوكوست، مستندين إلى أكاذيب روجوها، لإقناع العالم بأن اليهود قد أحرقوا في أفران الغاز على يد "أدولف هتلر"، ليصنعوا بذلك تعاطفا دوليا يحقق لهم المزيد من المكاسب.
الجريدة الرسمية