رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المضاربات على الدولار


الأسعار في السوق السوداء في نظر الكثيرين تعني سعر السوق الحقيقي الناتج عن العرض والطلب، حيث ترك البنك المركزي العملة الصعبة للناس يقومون بتداولها في السوق الموازية خارج نطاق البنوك، ويتحكم فيها ليس سوق الصرافة كما نعتقد، وإنما تحول الكثير من المواطنين إلى تجار عملة أفراد يقومون بشراء وبيع العملة، أملاً في تحقيق الأرباح.


الآن هو الوقت الذي يمكننا فيه تعويم الجنيه، حيث إن الوضع لا يسمح بمزيد من المضاربات التي يقوم بها الناس والذين تحولوا إلى طلب غير متوقع على العملة الصعبة والدليل أن السعر يومًا بعد الآخر يكون الفارق جنيهًا واحدًا، وهذا معناه أن من يضاربون بالعملة يجدون السوق التي تتيح لهم تحقيق أرباح هائلة من وراء الشراء والبيع بعيدًا عن أعين الدولة، وبالتالي يخاف الباقون ويتجهون إلى "الدولرة" خوفًا من انهيار قيمة الجنية المصري، مما يشكل طلبًا متزايدًا على الدولار، والخاسر هو المجتمع.

قام البنك المركزي بزيادة السعر، إلا أن هذا السعر صوري، لأنه لم يصل إلى السعر الحقيقي ولن تتاح للبنوك موارد من العملة الأجنبية طالما تنتهج طريقًا صوريًا يعلن أسعارًا غير حقيقية، لا تمثل إلا خسارة لمن يقومون بالبيع ولذلك يلجئون إلى السوق السوداء لأنها تمثل الواقع وليس الأسعار الصورية.

لا بد أن يصل سعر المركزي للحقيقي، ثم يأخذ السوق ويسيطر عليه، ويفرض الاستقرار، لا أن يترك هذا السوق للمضاربين الذين يتزايدون يومًا بعد يوم ويشكلون أزمة حقيقية وصلت إلى عدم قدرة التجار على فرض سعر بيع لمنتجاتهم، للأسف قاموا بطلب الدولار من عملائهم بدلاً من الجنيه المصري داخل السوق المصري لتحقيق الاستقرار لهم، وتحديد الأسعار بهذه الطريقة تحمل المستهلك الفارق السعري، فإذا حدث أي تغيير فإنهم يؤمنون أنفسهم بالبيع مقابل الدولار، وهو ما شكل طلبًا متزايدًا على العملة الصعبة في السوق المحلي، مما له الأثر في ارتفاع الأسعار غير المبرر.

لا مفر من تعويم الجنيه وسيطرة البنوك على سوق العملة ولن يجدي إغلاق كل الصرافات ومنعها عن العمل، لأن المشكله ليست في الصرافات بقدر ما تحولت للناس، الذين تحولوا إلى صرافات متنقلة، تجمع العملة من الداخل ومن الخارج، أملاً في ارتفاع الأسعار وتحقيق أرباح هائلة.

سيطرة البنك المركزي ستخلق استقرارًا ولن تكون نتيجة المضاربات بهذا القدر في تغير الأسعار يومًا بعد يوم، وإنما ستكون قروشًا معدودة طالما وصل البنك إلى سعر الشراء الحقيقي، مما يعني أن لديه موارد يمكنه التحكم في السوق بعدها.
Advertisements
الجريدة الرسمية