رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح حافظ يكتب: سحر الحرية

فيتو

 في مجلة «روز اليوسف» عدد مايو عام 1975، كتب صلاح حافظ مقالًا قال فيه:

 "إن إحسان عبد القدوس ليس أديبًا فقط، ولا شابًا فقط، وإنما كان من البداية، وقبل أن يتولى قيادة «روز اليوسف»، متحرر الفكر إلى أقصى حد، والده كاتب، والدته فنانة، والعصر الذي تربى فيه كان عصر توفيق الحكيم وطه حسين وزكي نجيب محمود وعباس محمود العقاد وعبد الرحمن الرافعي".


 وتابع: "وفي الجامعة كانت فلسفة أساتذته ليبرالية مطلقة، لا تميز بين الناس بسبب الجنس أو اللون أو الوطن أو الطبقة أو العقيدة، وهو قد حمل هذه الفلسفة معه إلى «روز اليوسف» عندما تولى قيادتها وطبقها بأمانة مطلقة، والنتيجة أن «روز اليوسف» التي كانت تعارض حزب الوفد أصبحت تعارض كل الأحزاب، وتعارض المؤسسة الحاكمة على إطلاقها، فمدرسة التحرر الليبرالي ترفض كافة القيود، والنتيجة أيضًا أن كافة التيارات الفكرية في عالم السياسة والأدب والفن أصبحت تتكلم من فوق منبر «روز اليوسف» على قدم المساواة، وأصبح أمرًا عاديًا أن نلتقي على صفحات «روز اليوسف» مع آراء خالد محمد خالد وأحمد بهاء الدين والسيدة روز اليوسف والسيدة زينب الغزالي وغيرهم.

 كانت هذه تجربة فريدة في تاريخ الصحافة المصرية لم يسبق لها مثيل ولم تتكرر حتى الآن في حدود ما أعلم.

 وقد كانت هذه التجربة أكثر من أي شيء آخر مفتاح النجاح الصارخ الذي حققته «روز اليوسف»، والذي حوَّل إحسان عبد القدوس في كتاب التاريخ الصحفي من قائد زورق صغير يقاوم الأمواج، إلى قبطان في أعالي البحار الصحفية، يسجل له التاريخ أضخم مهمة إنقاذ الصحافة المصرية".
الجريدة الرسمية