رئيس التحرير
عصام كامل

الجمال ينقذ يوسف وهبي من الموت

فيتو

تحت عنوان "ذكريات على الشاطئ" كتب صالح جودت في مجلة المصور عام 1956 عن ذكرياته أثناء رحلاته في أوروبا.

قال جودت في مقاله:" استطعت أن أقاوم جميع أنواع الجمال في أوروبا إلا في إسكتلندا، ففي لندن قابلت صديقي يوسف وهبي فقلت له إنى هارب من الجمال الإسكتلندي.. أنه يودي في داهية.. ابتسم وهبي وقال هذا على عكس الجمال الإيطالى وجمال بنات تريسنا بوجه خاص فهو الجمال المنقذ من كل داهية، روى لى قصة هذا الجمال الذي أنقذه من الموت".


وأضاف:" يوسف وهبي قال لي في عام 1920 حين هربت إلى إيطاليا لأتعلم التمثيل غضب عليّ أبى لأنه يعتبر العمل بالتمثيل فضيحة، وعضني الجوع هناك بأنياب قاسية فأرسلت إلى أمى أطلب بعض المال فرق قلبها وأطلعت والدي على رسالتي فكتب لى أن أذهب إلى ميناء تريسنا في يوم محدد لأنتظر مجئ صديقه سينوت بك حنا لأنه قادم في طريقه إلى ألمانيا ومعه بعثة من 120 طالب مصري لإلحاقهم بالجامعات الألمانية، وقال لي اترك التمثيل واذهب معه لدراسة الهندسة في ألمانيا، ذهبت إلى تريسنا ووقعت عيناي على جمال لم أقاومه وهو جمال بنات الغجر تبتسم لي فابتسمت لها وتحدثنا حتى جاء ميعاد باخرة سينوت بك وتواعدنا على اللقاء
وذهبت إلى الميناء وقابلت سينوت بك الذي سلمني تذكرة سفر إلى ألمانيا ومبلغ عشرة جنيهات وتواعدنا على اللقاء في ألمانيا للالتحاق بالهندسة، وقابلت فتاتي ووازنت بين الهندسة وبين هذا الجمال الذي لا يقاوم وانتصر الجمال وقررت البقاء في تريسنا.
وفى اليوم التالى قرأت في الصحف أن القطار المسافر إلى ألمانيا وعليه 120 طالب مصري قد انقلب وقتل كل من فيه، فأرسلت برقية إلى والدي بأنني مازلت حيا، فأجاب ببرقية قال فيها: "لك أن تعيش كما تريد والحمد لله على ذلك". وبذلك أنقذنى الجمال من الهلاك.
الجريدة الرسمية