رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

25 أبريل.. وصدمة الإخوان!


من تابع ما كان يردده الإخوان في الخارج قبل ٢٥ أبريل، سوف يستنتج عن حق أن هذا اليوم جاء للإخوان سواء في الداخل أو الخارج بصدمة جديدة!

قبل ٢٥ أبريل كان إخوان الخارج يتحدثون عن تغيير قادم في مصر وعودتهم إلى الحكم مجددًا، بل إن فيهم من ذهب بخياله بعيدًا حينما تحدث عن قرارات مهمة سوف يتخذها مرسي بعد انتقاله من السجن إلى القصر الرئاسي لا تشمل فقط خروج كل المعتقلين من السجون، بل العفو عمن تورطوا في تأييد الإطاحة به من الحكم!

وهكذا كان إخوان الخارج يتحدثون وكأنهم متأكدون من انتهاء محنتهم -كما يسمون ما يحدث لهم- واستعادتهم مجددًا الحكم الذي ذاقوا طعم حلاوته لنحو سنة فقط، بينما كانوا يخططون للاستمتاع بحلاوته لمئات السنين!

ولذلك لابد أن ٢٥ أبريل جاءهم بصدمة جديدة وكبيرة أيضًا.. فقد مر اليوم دون أن يخرج ملايين المصريين التي تصوروا أنها سوف تغطي شوارع وميادين القاهرة والمدن المصرية الأخرى، ودون أيضًا أن تسقط الشرطة لتفتح الباب أمام التغيير السياسي الذي روجوا له، بل دون أن يقتحم مركز أو قسم شرطة واحدًا أو سجنًا واحدًا.. لقد بقي قادة الإخوان في السجون لم يخرج منهم أحد، واستمرت المحاكمات التي تجرى لهم، ومرسي لم يعد إلى القصر الرئاسي كما كانوا يحلمون.. بل حتى من ينتمون لجماعة الإخوان وحلفائهم لم يخرجوا إلى الشوارع ولم يشاركوا في تظاهرات أو مسيرات باستثناء بعض أفراد قليلين منهم شاركوا في تظاهرة واحدة بمحافظة الجيزة، وهي التظاهرة التي راهن عليها الإخوان، وخسروا هذا الرهان أيضًا!

باختصار لقد بقي كل شيء على حاله، ولم يتحقق ما كان يحلم به إخوان الخارج، وهو الحلم الذي داعب أيضًا خيال بعض إخوان الداخل.. هنا لابد أن تكون النتيجة صدمة جديدة وكبيرة قد أصابت الإخوان في الداخل والخارج معًا.

والصدمات عادة إما أن تؤدي بمن يصاب بها للوقوع في أسر حالة من اليأس والضغوط تجعله يستسلم ويسلم بالواقع، ويكف ويتوقف عن محاولاته لتجاوز هذا الواقع.. وإما أن تدفع من أصابته الصدمة إلى إدمان الهلاوس وتصديق الأكاذيب والوقوع في أسر الشائعات.. أي أن يظل الإخواني مستمرًا في الاقتناع بأنهم سوف يستعيدون الحكم مجددًا وقريبًا إن لم يكن اليوم فالغد، فهو ينفصل تمامًا عن الواقع ولا يرى إلا ما يحلم به أو ما يتمناه ويتطلع إليه.

وكلا النتيجتين متوقع حدوثهما في أوساط الإخوان في ذات الوقت.. أي سوف يصيب اليأس قطاعًا من أعضاء تلك الجماعة بمرور الوقت، ومع توالي الصدمات التي تعرضوا لها.. وأيضًا سوف يصاب قطاع من أعضاء الجماعة بحالة انفصال عن الواقع أو إنكار هذا الواقع، وسيبقون يحلمون باستعادة الحكم الذي فقدوه في ٣ يوليو ٢٠١٣، بل سوف يتورطون في أعمال عنف يتخيلون أنها سوف تحقق لهم هذا الحلم الذي صار مستحيلا.

إذًا علينا أن نتوقع استمرار العنف الذي نتعرض له في المستقبل المنظور أو حتى إشعار آخر.
Advertisements
الجريدة الرسمية