رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

دمار الأوطان من صنع أفكار شعوبها


من يتصور أن ما يحدث الآن في سوريا وفى حلب على وجه الخصوص سوف ينتهى برحيل بشار فهو مخطئ، فهناك من يحاول أن يُصدر للناس أن بشار يقتل شعبه مصدرين أنه شيعى ويقتل السنة وكأن ما أشعل هذا الدمار هي الحرب بين الشيعة والسنة وكأن سوريا قبل الخريف العربى الذي أصاب الشرق لم يكن بها سنة تعيش بجوار الشيعة بل كان هناك نسب في بعض الأحيان فيما بينهم.


إن ما يفعله بشار يجب ألا يُنسينا أنه الخط الدفاعى لحماية مصر وما يحدث من حرب في سيناء لهو إضعاف مخطط إسقاط سوريا ولن أقول إسقاط بشار لأن سوريا ليست «بشار».

وللأسف هناك من الشيعة في مصر من يحاول زرع الكرة والحقد للسنة لمجرد أنهم سنة والعكس فالوهابية زرعت وروجت لكره كل ما هو شيعى وقد ظهر هذا جليًا إبان حكم الإخوان وقد سمعناه في الخطب الجهورية في ميدان النهضة من بعض مشايخ الفتنة.

وإيران راعية المذهب الشيعى تدفع ببذخ وفى المقابل تدفع السعودية راعية الوهابية ببذخ أيضًا ومن يدفع الثمن شعوب أخرى تدار الحروب على أرضها ولم تبذل إسرائيل وأمريكا من الجهد ولا المال شىء يذكر فهم مجرد شرارة أطلقوها في الفتن المتوهجة بداخل نفوس العرب وعدم تقبلهم للآخر فاشتعل الحريق وقُتل الأطفال وهُدمت المنازل وخُربت الأوطان.

فمن ينادى بالجيش العربى الموحد أقول له فلتتوحد البلاد داخليًا أولًا وتتجاوز عن صراعاتها القبلية والحزبية والطائفية ثم تتداخل المصالح من خلال سوق عربية مشتركة ثم وجود جيش عربى موحد مطلب سيفرد نفسه تلقائيًا ولكنها جينات العرب والتي لا أعتقد أنها ستتغير يومًا ما ولكنها لحظات ننتصر فيها ثم ننسى أسباب الهزيمة ونعود من قبل نقطة الصفر أسوأ مما كنا ويخرج جيل يستقر في ذهنه تاريخ مشوه عن بلاده منزوع الانتماء حتى لنفسه.

إن أوروبا وأمريكا تحاربنا وتُضعف من صفوفنا لا لشىء إلا أنها تخاف من وحدتنا لأنه ببساطة نحن من روجنا أو أسهمنا في ترويج فكرة الغزو العربى الإسلامى وفتح البلاد والاستيلاء على ثرواتها باسم الإسلام فصنعوا لنا نموذح لهذا الغزو وأطلقوا عليه اسم داعش وقد أتُفق على أنه اختصار: (د) دولة (إ) إسلامية في (ع) العراق وسوريا (ش) الشام.. وهذا ليروننا نموذجًا للإسلام تمنيناه لهم.

إن دمار الأوطان من صنع أفكار شعوبها ولكن هذه الأفكار ليس من الهين التخلي عنها لأنها ببساطة عقيدة في قلوب من يناصرها.

فلنا الله فله الأمر من قبل ومن بعد.
Advertisements
الجريدة الرسمية