رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بعد اقتحام مقر النقابة.. الصحفيين لـ«الداخلية»: «انبطحوا»

نقابة الصحفيين
نقابة الصحفيين

 عرفها المصريون على مر العصور بـ«قلعة الحريات»، و«منارة الرأي» المثقفين اتخذوا من سلالمها رمزًا يوقدون منه مشاعل الحرية.. والبسطاء اتخذوا منها ملجأً يحميهم من قمع الحكومات المتعاقبة، ويعيد إليهم حقوقهم الملسوبة، إنها نقابة الصحفيين، الرمز الذي اقتحمته قوات الأمن مساء الأمس الأحد.


والمتتبع لتاريخ نقابة الصحفيين ونضال العاملين في بلاط صاحبة الجلالة على مر العصور السابقة يدرك أن اقتحام 25 فردًا من قوات الأمن لمبني نقابة الصحفيين واستباحة ساحتها الآمنة لم يكن الهدف من ورائه اعتقال الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا فقط، بل هو رسالة أراد القائمون عليها إسقاط هيبة السلطة الرابعة وتركيع أبنائها.

 فصدام قوات الأمن مع الصحفيين لم يكن الأول من نوعه، بل هو أمر اعتاد عليه أبناء صاحبة الجلالة على مر العصور، ويكون المؤشر الذي يجعله يطفو فوق السطح بشكل علني هو تأدية الصحفيين لمهام عملهم ونقل الأخبار بحيادية تجعل المواطنين على دراية بما يحدث داخل بلدهم.

 واليوم عادت عقارب الساعة للخلف بشكل متسارع.. قوات الداخلية حاولت العودة من جديد إلى أفعال الدولة البوليسية، وسمحت لأفراد تابعين لها باقتحام «قلعة الحريات»، وهو الأمر الذي قابله نقيب الصحفيين بالإدانة الشديدة، مطلقًا عليه «شريعة الغاب»، واصفًا الاقتحام بـ«الفضيحة والكارثة»، وأن الدولة «أصبحت عصابة».

 وعلى الدرب نفسه يسير خالد البلشي، وكيل نقابة الصحفيين، متوعدًا وزارة الداخلية بالحساب، واصفًا ما حدث بـ«الجريمة» التي ستحاسب عليها الدولة كلها، قائلًا: أن «نقابة الصحفيين أمام جهاز أمني أفرط في استخدام ممارسات العنف المنهج ضد المواطنين»، مطالبًا الصحفيين بالتصدي لما حدث والدفاع عن حق نقابتهم التي تدافع عن حرية الوطن.

 وعلى أرض الواقع انتشرت في لحظات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي دعوات من الصحفيين بالتجمع على سلم نقابة الصحفيين للاعتصام ضد اقتحام قوات الداخلية لمبنى النقابة، وبالفعل استجابت أعداد كبيرة وبدأت الأصوات من فوق سلم النقابة ترتفع ليبدأ أبناء صاحبة الجلالة إجراءاتهم التصعيدية للرد على ما حدث، وأول هذه الإجراءات القول بكل ثبات لأفراد الأمن المتجاوزين: «انبطحوا».
Advertisements
الجريدة الرسمية