رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نائب بان كي مون: اللاجئون طاقة كامنة تحتاجها أوروبا

فيتو

عبر يان إلياسون، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه من النظرة السلبية التي يواجهها اللاجئون والمهاجرون في أوروبا، ودعا إلياسون قادة أوروبا إلى تقبل الهجرة والتنوع العرقي كمصدر لمجتمع ينبض بالحياة.

وأضاف أن أوروبا تواجه صعوبات جمة في التعامل مع أزمة الهجرة، لكن يجب أن ندرك بالطبع أن هذه قضية عالمية، وهناك الملايين من النازحين حول العالم، كما يجب أن ندرك بأن معظم اللاجئين والمهاجرين كانوا يعيشون في دول فقيرة للغاية، ناهيك عن الضغط الهائل الذي تتعرض له دول مضيفة كلبنان والأردن وتركيا،

وقال: «علينا أن نعي أن العبء الأكبر يقع دومًا على كأهل الدول المجاورة لبؤر الصراع، ونأمل في أن يوحد الاتحاد الأوروبي موقفه من الهجرة، بالإضافة إلى إيجاد سبل قانونية وهيكلية يمكن من خلالها تجنب هذه الكوارث البشرية وغرق الناس في البحر المتوسط، ونحن نساعد قدر الإمكان من خلال مؤسساتنا، لاسيما مفوضية الأمم المتحدة العليا لشئون اللاجئين، لكننا نريد أن نذكر العالم بالوعود الأساسية التي قطعت في اتفاقيات جنيف عام 1952، والمتصلة بالتضامن البشري».

وعن الصفقة التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع تركيا بخصوص اللاجئين أكد أن هذا اتفاق هام للغاية نأمل أن يقود إلى وضع أفضل وتهريب أقل للبشر وسبل غير قانونية أقل لدخول أوروبا، لكننا بحاجة أيضًا إلى التذكير بضرورة وجود تقييم فردي لحالة كل لاجئ أو مهاجر وأسباب تقديمه لطلب لجوء، كما أن هناك حاجة إلى إرساء شروط يمكن بموجبها ترحيل من لم تقبل طلباتهم إلى بلدان آمنة، وهناك تقارير حول إعادة تركيا لعدد من السوريين إلى بلده، ولم نقم بعد بتأكيد هذه التقارير، إلا أن ذلك سيكون أمرًا جديًا للغاية، لكنني أعتقد أن من المهم أن نقوم بالتمسك بأكبر قدر ممكن من الالتزامات الواردة في اتفاقات جنيف والمبادئ الأساسية المتمثلة في تقديم المساعدة لمن هم بحاجة لها.

وأوضح أن هناك حاجة لمساعدة دول الجوار، وقال: «لقد زرت لبنان مرتين، وثلث من يعيشون هناك حاليًا أتوا من سوريا، إنه عبء كبير على المدارس والنظام الصحي وسوق العمل هناك، لذلك، أرى بأن علينا إظهار التضامن مع الأردن ولبنان، بالإضافة إلى تقديم المساعدة لتركيا، لكن فيما يتعلق بمحادثات السلام، من المهم على جميع الأطراف الالتزام بهدف الوصول إلى وقف للأعمال العدائية، وإذا لم يجد ذلك، سنضطر إلى مواجهة وضع سيئ للغاية، فقد منعنا ذلك من القيام بما نقوم به، ألا وهو إنقاذ حياة البشر، لقد أنقذنا ما بين 400 و500 ألف شخص كانوا يعيشون حصارًا مطبقًا وتجويعًا متعمدًا، لكن هذه الجهود باتت أصعب من ذي قبل بسبب القتال المتواصل في حلب وإدلب ودمشق، آمل أن تبذل الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، ودول الجوار أيضًا، كل جهدها وتستخدم نفوذها من أجل دفع أطراف الصراع إلى العودة إلى الوضع الهادئ الذي عشناه من قبل لثمانية أسابيع، ويجب أن نستمر على الدرب السياسي».

وقال: «أنا قلق بشأن التوجه الذي ينظر إلى اللاجئين كمشكلة وليس كطاقة كأمنة، وهذا ما نشهده، ليس فقط في أوروبا، بل في مناطق أخرى حول العالم، وهناك سياق سلبي يحيط باللاجئين والمهاجرين، خاصة إذا ما تم ربطهم بقضية الإرهاب، ولأنني خدمت في منصبي هذا لفترة طويلة، فإنني أدرك الظروف المحيطة بفرارهم، إن ربطهم بالإرهاب في بعض الأحيان يضرّ بهم كثيرًا، وأنا قريب من الرأي العام في أوروبا، فقد كنت سابقًا وزير خارجية السويد، ولذلك أعلم ماهية المزاج العام في أوروبا والعالم، وأعتقد أن علينا أن نعود إلى موقف محايد، بل وإيجابي فيما يخص اللاجئين والمهاجرين، والنمو الاقتصادي سيعتمد بشكل كبير على مساهمة المهاجرين في مجتمعاتنا، كما أن النمو الديمغرافي والسكاني سيتوقف إذا توقفت الهجرة إلى بلداننا، إضافة إلى أن الأموال التي يرسلها المهاجرون إلى أوطانهم تشكل ضعف المساعدات التنموية التي تقدمها دولنا لتلك البلدان».

وأضاف: «علينا العودة إلى جمال التنوع، لدينا في دولنا ثقافات مختلفة وأناس ذوو خلفيات متنوعة، وهذا صحي وحيوي بالنسبة لكل مجتمع، أعتقد أن هناك حاجة لمؤتمر أممي نخطط لإقامته في سبتمبر لإرسال رسالة وتصحيح النظرة السلبية، وأعلم أن الذين يشعرون بالخوف يبحثون عن حلول سهلة وقصيرة الأمد، لكن هذه الحلول لن تفيد، ويمكننا إيجاد حل عندما نعمل سويًا ونتقبل التنوع.

ويشغل يان إلياسون 75عاما، منصب نائب الأمين العام للأمم المتحدة منذ عام 2012، وكان قبلها قد شغل لفترة وجيزة منصب وزير خارجية السويد، بالإضافة إلى عدد من المناصب الرفيعة في الأمم المتحدة، كما أنه المبعوث الخاص إلى إقليم دارفور في السودان.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

Advertisements
الجريدة الرسمية