رئيس التحرير
عصام كامل

كلمة البابا تواضروس بمناسبة الاحتفال بـ«عيد القيامة»

البابا تواضروس الثانى،
البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية

هنأ البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية المسيحيين، قائلًا: «أهنئكم أيها الأحباء بعيد القيامة المجيد بالأصالة عن نفسي وباسم المجمع المقدس والمجلس الملي العام وهيئة الأوقاف القبطية وكل الإكليروس والشعب».


وأكد البابا في كلمته بعظة قداس عيد القيامة، أن فرحة القيامة تستمر لمدة خمسين يوما أو على الأدق سبعة أسابيع ورقم سبعة من أرقام الكمال فالقيامة هي الكمال للإنسان، وفى البدء خلق الله الإنسان الأول لكن آدم وحواء سقطوا في اختبار المحبة ونسوا الوصية الإلهية.

وأضاف: «يتردد حتى الآن سؤال الله لآدم "آدم آدم أين أنت" عبر كل الزمن فأين أنت من الوصية والله وأين أنت من ذاتك ونتيجة لذلك دخل الشر والعنف والجريمة والخطية بكل صورها وأشكالها والكتاب يقول لنا "الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله"».

وتابع الباب تواضروس خلال عظته: «جاء المسيح نورا للعالم النور ليس بالمعنى المادى ولكن النور في حياة الإنسان، مشيرًا إلى أن العظة على الجبل نعتبرها من أساسيات المسيحية ودستورا لنا، ونحن في التقاليد الكنسية نصلي تسبحة نصف الليل والتي تبدأ بتسبحة "قوموا يابنو النور لنسبح رب القوات"».

وأكد أن الخطية جعلت الإنسان يسقط في الظلمة، فالإنسان يملك فكرا وقلبا ويدا وهؤلاء الثلاثة سقطوا في الظلمة بفعل الخطية، فالعقل عندما سقط في الظلمة أصبح يتكلم في الفراغ والتفاهة وكلام ليس له معنى ولا يفكر ويحكم جيدًا بل أحيانا يكون سبب لبث إشاعات ومظالم وشكوك ويجعل الإنسان تائها».

وشدد تواضروس على أن الإنسان يحتاج أن يسمع هذا النداء: «قوموا يابنى النور لنسبح رب القوات» فلا قيامة لأى مجتمع إن لم يعش في النور، فالعقول المظلمة تحتاج إلى العقول المستنيرة والملهمة التي تقود الأمة من خلال أفكارهم وأقوالهم الذين يصيغون شعرا ويؤلفون الكتب التي تستطيع أن تنير عقل الإنسان ما أبهج المجتمع الذي يوجد بنى النور أصحاب العقول المنيرة.

وعن القلب المظلم أشار إلى أنه أحيانا نقول: «فلان أعمى القلب»، أي أن قلبه مظلم يمتلئ بخطايا كثرة منها الكبرياء والكراهية ومشاعر الانتقام، وأما عن اليد المظلمة فهي تقف وراء كل فساد وعنف وجريمة وهى جرثومة تهدد المجتمع كله.

وأوضح أن أي مجتمع يحتاج إلى القلوب المنيرة ونسمع عن الجهات الخيرية والجمعيات وكل هؤلاء بمثابة نور، والله خلق الإنسان لتكون حياته عامرة بالآخرين ويكون خادمًا للآخرين، وقال: «كلمة وزير تعني الذي يؤازني ويساعدني»، لافتًا إلى أن أصحاب الأيادى المنيرة هم أصحاب الإنجازات الكبيرة التي تتم في المجتمع مثلما صنعت مصر مشروع قناة السويس.

كما بعث الباب بتهنئة خاصة للعمال بمناسبة عيدهم، مؤكد أن عمال مصر هم القوة الدافعة للإنتاج على أرض مصر، وقال: «أهنئ جميع عمال مصر وأكرر شكري إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء وكل الحكومة على محبتهم».

واختتم البابا تواضروس كلمته قائلًا: «نعيش في نور القيامة وحياتنا وكل إيماننا وعقائدنا تتم في نور قيامة السيد المسيح الذي هو عيد أعيادنا».
الجريدة الرسمية