رئيس التحرير
عصام كامل

أرتيكاريا رقم (25)


ورد في المقال السابق "الخائفون من كل حدث يدور في البيت المصري، ومن لديهم ارتكازية رقم (25)، هم الفاشلون ومن تبعهم من الفسدة..."، ولم أقصد تعبير ارتكازية، وللتصحيح، فكان التعبير المقصود هو "أرتيكاريا" أي المرض الجلدي المصحوب بالهرش والحك، وظهور بقع حمراء بأحجام مختلفة في أنحاء الجسم. وعلى أي حال فثمة ترابط بين التعبيرين!.


البقع الجلدية الحمراء تلك، هي أزمة الجسد المصري التي تتعطل الحياة مع ظهور هذا الطفح العشوائي في بدايته، مع أن النصائح الطبية تؤكد أن أمر الحياة قد يستمر بلا بأس مع هذه البقع، واحتوائها بأبسط أنواع العلاج، فقط يكفي ماء بارد! أي استيعاب الفكرة والتحليق معها في سقف الحرية ليتحول مرض البعض إلى عرض للتقدم.

لكن الفقر العقلي المختل بحسابات المصالح الشخصية، وخلطها بالمصالح العامة. هو ما يؤكد أن بيئة النسيج المصري أصابها الجرب في صفوة نخبتها متسيدة الموقف العام في البلاد. هذه النخب التي تنظر إلى ارتكازية محور رقم (25) إلى نوع من الأرتيكاريا المرضية التي تهيج بثور القيح والغل.

والمصيبة أنهم لا يقدمون أي حل إلا تطعيم المرض بكل فطر يساعد على انتشاره وتفشيه. حالة الهلع من غول رقم (25) الثائر جعلت مؤسسات الدولة فريسة لجلاديها من الصفوة الغشاشين الأفاكين التقليديين.

في أبسط أنواع تعريفات الكذب التقليدي أنه فعل مقصود بهدف توجيه ادعاءات معينة للآخرين عن الآخرين، وتبقى قوة الكذب في أن موجهه يدرك بوعي أن ادعاءه خاطئ بشكل جزئي أو كلي. الأقبح في ذلك والأفجر أن أنصار ادعاءات الدولة لا يدركون الخط البين بين ما هو جزئي وكلي، فيعم الكذب الغبي المفسد للدولة ككل إن استمر.

وعليه، فحالة البلاد تزداد سوءا عقليا ونفسيا وأخلاقيا منذ ادعاءات مؤامرة رقم(25)، والكذب على أهل مصر، وها هي الحالة تزداد سوءا استراتيجيا على كذبة سعودة (أم الهول!)، فالأمر سيان بين حسن البنا الذي قبّل يد الملك السعودي.. وبين النظام الحالي الذي...!.

وبين الحالتين طفح المرض الجلدي المُعدي طفحا لم تدركه دولة الإخوان وأنصارها في رفع أعلام المملكة السعودية "أيا كان اعتبارها" في ميادين الوطن. وبين النظام الحالي الذي رفع نفس العلم الأخضر!.

وعلى صعيد متصل في الهم الغنائي "قالت لينا أم الجموع.. شمس الحقيقة غابت.. طرح الغل في وادينا.. ضل الطريق بينا، مشينا، ما درينا مين العدو من الشقيق"، ربما هذا هو الحال الذي وصلنا له في مرضنا المزمن.

وعلى الرغم من ذلك، طالما أمنت بصحو الشعب والضمير في (25) وطالما حزنت على تراجعه خوفا عليها، لكنه معذور. ومع ذلك نحت ونقشت على جدران العقول العشرات من المسلات تحرض وتسجل وتدعم (25) ضمير.

سيبقى رقم (25) مصانا ضد كل أرتيكاريا وكل فيروس. أغلب الثورات في الضمير البشري سجلت باسم السنة التي ولدت فيها إلا أن الضمير المصري وذكراه سجل رقم (25) على أفواه خلاصائه وأشد خصومه كي يبقى علامة إنسانية لصحوة المصرية كيوم مشهود!.

الجريدة الرسمية