رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. تعويذة «سبت النور» أبرز عادات أسيوط لطرد العقارب والأرواح

فيتو

 للصعيد عامة ولأسيوط بشكل خاص عادات وطقوس مميزة في المناسبات والأعياد، تمر مئات السنين وتبقى تلك التقاليد راسخة متأصلة يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، وخاصة في القرى.


 بدأ منذ أيام قليلة أسبوع الآلام كما يطلق عليه أقباط مصر، والذي يمر به كل يوم شاهدًا على واقعة ومناسبة لها طقوسها الخاصة، واليوم يحتفل الأقباط بيوم السبت والذي يسبق عيد القيامة ويطلقون عليه «سبت النور»، أو عند البعض «سبت الفرح»، والذي تعود ذكراه للنور الذي سبق قيام السيد المسيح يوم الأحد.

 ويقول مايكل رمزي، أحد شمامسة الكنيسة بأسيوط: «يأتي بعد الجمعة العظيمة وقبل أحد القيامة أو عيد الفصح، ويبدأ الاحتفال به من ليلة الجمعة مستمرًا حتى صلاة عيد القيامة، والذي يعبر عن ذكرى ذهاب النساء إلى قبر المسيح والذي شهد قيامه من بين الأموات، وسُمي بـ"سبت النور" لأن السيد المسيح أنار على الذين كانوا في الظلمة».

 ولأهالي أسيوط في هذا السبت عادات يمارسونها، حيث يعتبرون ذلك اليوم الحامي لباقي أيام العام والنور الذي أضاء للعالم قيام السيد المسيح فيقومون فيه بمحاربة العقارب والزواحف والأرواح الشريرة بتعويذتهم المشهورة وإضاءة الشموع..

 يقول نادي بشاي، مهندس، مقيم بمركز البداري في أسيوط: «إن سبت النور يبدأ عادة نهاية يوم الجمعة بقيام ربات البيوت بإشعال شموع السبت، أو أضواء السبت، وتقام فيه الصلوات، ويقوم المصلون بتمرير أيديهم مقابل نور الشموع ومسح وجوههم ودائمًا ما يشعرون بسلام ومحبة وطمأنينة روحية لهذا اليوم العظيم».

 وأوضحت فيولا أم ماركس، مقيمة بقرية العتمانية، أن يوم السبت فجرًا يقوم الأبناء بإعداد تعويذة العقارب والأفاعي، ونقضي الساعات الأولى من النهار في لصق الأوراق على الحوائط والأبواب وفي مداخل البيوت، وخاصة في المناطق القديمة التي يكثر فيها الزواحف، اعتقادًا منا أن تلك الكلمات والتعويذة تحبس العقارب والثعابين وتمنعهم من دخول المنطقة طاردة لها وللأرواح الشريرة، وأجدادنا اختاروا ذلك اليوم لأنه يكون بداية دخول فصل الصيف الذي تنتشر فيه تلك الزواحف.

 أما عن طريقة عملها تقول أم ماركس: «تُقطع أوراق متساوية لا تتعدى حجم نصف كف اليد، ويتم كتابة كلمة تتوالى بعدها كلمات بشكل هرمي على أن تنقص كل كلمة عما قبلها بحرف إلى أن تنتهي الكلمات بحرف واحد وترسم حولها دائرة أو مربع، دليل أن تلك الكلمات عندما تراها العقارب أو تقرأها الأرواح الشريرة تحبسها داخل الإطار ولا تخرج منه ولا تقترب من المنازل المحاطة بها، وعادة ما تكون الكلمة "الليعما"، ولا نعلم لماذ اختار الأجداد تلك الكلمة».

 وأضافت "فيولا" أن ربات المنازل تعد عجينة مكونة من الدقيق والماء في طبق وتقوم بخلطها وتلصق بها الأوراق الموزع على كل المنازل تاركة بين كل ورقة وأخرى مترين أو ثلاثة، وفي بعض الأحيان يحتاج المنزل الواحد إلى 10 ورقات إذا كان قريبًا من منطقة الجبل.

 وقالت أم مصطفى، إحدى جيران فيولا: «إن المسلمين والأقباط على حد السواء يقدمون على تكحيل العينين للرجال والنساء والأطفال ظنًا منهم أن الكحل في هذا اليوم وخاصة "الكحل البلدي" يشفي الأعين من الأمراض ويجمِّلها ويقوي نظرها»، مؤكدة أن تلك العادة لم تتغير منذ أن نشأت في قريتها الصغيرة وحتى أحفادها وجيرانها مازالوا يمارسونها حتى الآن.
الجريدة الرسمية