رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

افتحوا الملفات المهمة..والوقوف مع الدولة لم يعد وجهة نظر!


نحتاج لمراجعة مجتمعية عاجلة ودقيقة لملفات كالتعليم والإعلام والثقافة، يندب لها خبراء ومتخصصون وشخصيات عامة وساسة معتبرون وممثلون لفئات المجتمع وقواه الحية ؛ لتدارس كيفية النهوض بهذه الثلاثية المتردية التي أوصلتنا لما نحن فيه.. فلا خلاف على أننا في حاجة لتعليم عصري قادر على النهوض بالعقل، وحل مشكلات مجتمع عبثت به خرافة الجهل..نحن في حاجة لجامعات تعيد للعقل المصري دوره وريادته ومسئولياته..وبحث علمي يمثل قيمة مضافة للاقتصاد، ويجعل لنا قدما راسخة في العلم والتكنولوجيا، واستعادة الجذور الحضارية التاريخية في شتى المجالات..ولا خلاف أيضًا على أننا في حاجة لإعلام يبني الوعي بتجرد، ويقدم الحقائق خالصة لوجه الوطن، لا يزايد، ولا يداهن، ولا يخدم أصحاب المال والسياسة.


آن الأوان لاستعادة دور الثقافة ومواكبها المصرية التي تشق طريقها بقوة التأثير في الدول العربية والإفريقية والإسلامية..وأن يستعيد الأزهر تأثيره ونفوذه الروحي وقدرته على بناء تدين وفهم صحيح للدين.

نحن في حاجة ماسة لعودة الإنتاج القادر على عبور تحديات المنافسة العالمية، وجلب العملة الصعبة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الزراعة.. كما تشتد حاجتنا إلى تهيئة المناخ الجاذب للاستثمار دون إفراط أو تفريط، وأن تضخ البنوك المصرية فوائضها وأرصدتها لصغار المستثمرين الوطنيين لصناعة وطنية جادة.

إن حاجتنا ماسة إلى ثورة أخلاقية في الفكر والثقافة والأداء وتنمية الحس الوطني والانتماء، وفهم التاريخ والشخصية الحضارية لمصر، وحب العمل والإنجاز وزيادة الإنتاج والتكافل والتضامن، ومد يد العون للمحرومين..وهو ما يحتاج إلى إعادة دراسة الشخصية المصرية الحالية للإجابة عن سؤال مهم: لماذا تدهورت أخلاق المصريين وسلوكياتهم..لماذا تدنت حواراتهم وألفاظهم وصراعاتهم بعد ثورة يناير؟!

فإذا كنا نطالب الرئيس والحكومة والبرلمان بسرعة الإنجاز، فلا يمكن لشيء من ذلك أن يتحقق في ظل ما نشهده من محاولات إرباك المشهد وإغراق مصر في بحر الفوضى، التي يحاول البعض جرجرتها إليها من جديد ؛ استغلالا لقضية هي الآن في يد نواب الشعب بنصوص الدستور والتزامًا بدولة القانون.

لم يعد مقبولًا لا من الحكومة ولا من الإعلام والأحزاب ولا من النخبة والشارع أن يتلكأ واحد منهم، أو يرتاب في خطورة ما يحدث من فتن ومؤامرات نُسجت خيوطها بعناية من أهل الشر الذين لا يرضيهم استقرار مصر.. فأدوارهم جرى توزيعها بدقة.. فثمة من يحرض، ومن يمول، ومن ينفذ، ومن يستعدي الخارج مثلما جرى في لقاء بعض النشطاء برئيس فرنسا أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة..

وهو ما يجعل إحسان الظن بهؤلاء أمرًا صعبًا.. فليس فيما يفعله هؤلاء نفع للوطن بل يخدم أهداف جماعة الإرهاب وأجندات الخارج..وقد خرجت خيوط التآمر للعلن، ومن ثم لم يعد الوقوف مع الدولة في محنتها وجهة نظر بل فريضة تحتمها الظروف والأولويات الوطنية..هذه هي لحظة الحقيقة..إما مع الدولة مؤازرة وتماسكًا وطنيًا، ودفعًا للمؤامرة والعدوان..وإما إلى المجهول الذي هو باب جهنم..حفظ الله مصر..حفظ الله الوطن.
Advertisements
الجريدة الرسمية