رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس جامعة القاهرة


الأداء رفيع المستوى للدكتور "جابر نصار"، أستاذ القانون الدستورى ورئيس جامعة القاهرة لافت للنظر حقًا. فهو باعتباره قائدًا أكاديميًا لجامعة القاهرة يتسم بالحسم الشديد في اتخاذ القرارات والجسارة في مواجهة المشكلات ولا يتردد على الإطلاق في الدخول في معارك عنيفة للحفاظ على التقاليد الأكاديمية الرفيعة لجامعة القاهرة، وللدفاع عن الحق في التعبير والاختلاف في حدود القانون.


وكانت معركته المشهودة ضد عضوات هيئة التدريس من المنتقبات شاهدة على حسمه وجرأته، وذلك لأنه لم يكن من المقبول أن تدخل أستاذة على طلابها وهى منتقبة في جامعة "طه حسين" التي أضاءت مصابيح التنوير وشهدت الأجيال الأولى من الطالبات النابغات، والتي قد تكون الدكتورة "سهير القلماوى" تلميذة "طه حسين" علامة عليهن.

ومن ناحية أخرى، وقف الدكتور "جابر نصار" بشراسة ضد عصابات الإخوان في الجامعة سواء كانوا أساتذة أو طلابا وطالبات، والذين مارسوا التخريب بعد إسقاط حكم الجماعة سعيًا وراء هدم الجامعة، وكان لقراراته الحازمة أثر كبير في انتظام الدروس الجامعية.

أما دوره التنويرى فهو لافت للنظر حقًا.. فقد أدرك مبكرًا أن إعطاء الفرصة للطالبات والطلبة لأن يتمسكوا بثمار الأدب والفن الراقى هو الذي سيمهد الطريق لبناء شخصيات الشباب بصورة سوية تبعدهم عن كل مصادر التطرف الدينى والمذهبى والذي هو المقدمة الضرورية للإرهاب.

وقد سعدت حين قرأت أن الموسيقار العظيم "عمر خيرت" نظمت له في جامعة القاهرة حفلة موسيقية، وأن الطلبة تزاحموا لكى يحضروها كما فعلوا بالنسبة لحفلات سابقة تمت فيها عروض فنية متنوعة.

دكتور "جابر نصار" قيادة جامعية جديرة بأن تحتذى ليس فقط في مجال القيادات الجامعية، ولكن في مجال القيادات الإدارية عمومًا لأننا نحتاج إلى المبادرة والحسم في اتخاذ القرارات.
الجريدة الرسمية