رئيس التحرير
عصام كامل

الإعلام وجلسة الاستماع


أوضح الرئيس، في جلسة أمس، أن أمر الجزيرتين لم يكن أمرا فرديا منه، ولكن هي مباحثات ومواثيق دولية وفي طيات حديثه أشار إلى أن الحرية الزائدة للإعلام أدت لنتائج عكسية في أشياء كثيرة، أهمها سد النهضة ومن الإعلامين من اقترح أن يطرح الرئيس أمر الجزيرتين لاستفتاء شعبي، فهل هذا يعقل؟ بمعنى إن كان هناك رئيس مجلس إدارة عمارة وجاء سداد مديونياتها من ماء وكهرباء فهل يحق له أن يستأذن الملاك في السداد أم لا؟ الاستفتاء هنا في الأمور المقترحة فقط أو وضع أو إلغاء قانون أو شيءء من هذا القبيل..


ولكن إن كانت هناك قضايا سترفع دوليا لإثبات ملكية مصر للجزيرتين، فنؤجل ترسيم الحدود حتى يتم البت في هذه القضايا مع استمرار المشاريع القومية للبلدين المزمع عملها من خلال إقامة الجسر الذي سيربط مصر بالسعودية.

إنما ما يحدث من قبل بعض الإعلامين وبعض الحركات والجبهات والجماعات ما هو إلا مجرد اصطياد في الماء العكر ومحاولة تقليب الأمور وهدم للنظام لا أكثر، ومحاولة تشويه قيادات الجيش والخارجية واتهامهم بالرشوة والعمالة والمطالبة بمحاكمتهم، وهذا بغرض نزع ثقة الشعب منهم ومحاولة لإشعال الحرائق والتخطيط لمظاهرات وفوضى.

ومن كانت حجته أن دماء مصرية أريقت على هذه الأرض فبالطبع تصبح من حقنا نحن المصريين! أفلم تراق دماء للمصريين في فلسطين وليبيا والجزائر والكويت والعراق واليمن، من خلال حروب كثيرة خاضتها مصر من أجل تحرير الأراضي؟.

فهل هذا يعطينا الحق بالمطالبة بهذه الأراضي، لتكون أراضي مصرية؟.

فمن لديه مواثيق تثبت أن الجزيرتين مصريتين فليتفضل بإبرازها والدفاع عنها والمطالبة بترسيم الحدود دوليا لتصبح الجزيرتان مصريتين باعتراف دولي، وبكل هدوء وتروٍّ وبدون التشكيك والاتهام بالعمالة والفضائح التي تجعل العالم كله ينظر لنا بنظرة دونية.

ومن طالب الرئيس بفتح باب النقاش في جلسته، أمس، أقول له إن الرئيس اجتمع ليوضح لا ليناقش، فهي جلسة استماع لا أكثر يقر فيها الرئيس بما لديه من معلومات واتخاذ قرارات لا لمناقشة مسائل فرعية أو فئوية فإلى الآن لا يعرف الجميع أن مثل هذه الجلسات لا بد أن تأخذ شكلا رسميا أكثر صرامة واحترامًا طبقًا للبروتوكولات المعروفة الشكل والمضمون عند اجتماع رئيس الجمهورية مع الإعلامين والنواب أو مع الصفوة كما يطلقون عليهم لا تكون بشكل عشوائي وتكون بشكل من أشكال الرسميات المتعارف عليها دوليًا، هذا لأن العالم كله يشاهدها ولا يفهم سياسة البساط الأحمدي التي يتبعها الكثير عند التعامل مع مسئول كبير في الدولة.

فإعلامنا لا يرى غير النقاط السوداء حتى لو كانت رمادية، فيحاولون إظهارها قاتمة السواد حتى تكون مادة إعلامية تجذب المشاهدين، ولا يرون الإنجازات فهم يحاولون تصدير السواد حتى يكتئب الناس فيكف عن مشاهدة التلفاز نهائيًا.

فيذكرني هذا بما فعله الرئيس السادات إبان اتفاقية كامب دافيد، والتي عارضها الكثير وأشعل نارها الكثير فهي لها ما لها وعليها ما عليها ولكن بموجبها استردت مصر كامل أراضيها وقد اعتقل السادات كثير من الإعلامين ورجال الدين لأن إسرائيل في تلك الأيام كانت تود الرجوع عن بنود الاتفاقية بحجة أن الشارع يرفضها فقد كادنا نفقد حق إسترداد أرضنا سلميا بسبب بعض المعارضين والمشككين.

فنحن لا نعرف كيف نعارض فالمعارضة عندنا تعنى التشكيك والمنهاضة والحرب والمعارضة من أجل المعارضة لا من أجل الصالح وليس هناك محاولة لتقريب وجهات النظر، وإنما أنا معارض فجئت لإعارض فقط لا غير فالمعارضة من أجل المعارضة، فأنا معارض إذن أنا كارهك على طول الخط.

فلك الله يامصر حماك الله رعاك.

الجريدة الرسمية