رئيس التحرير
عصام كامل

إنجازات إبراهيم نافع


بدأت نقابة الصحفيين احتفالاتها بالعيد الماسي لمرور 75 عاما على إنشائها، وقد أطلق بشارة تقلا مؤسس صحيفة الأهرام أول نداء لتأسيسها في عام 1891، ثم تبعها نضال لأجيال متعاقبة حتى تحقق الحلم لتكون أول نقابة في العالم العربي، وتم إنشاؤها في عام 1941.


هناك الكثير من حلقات النضال الوطني والتاريخي، والدفاع عن الحريات وحقوق كل فئات المجتمع، بما يجعلنا نشعر بالفخر لانتمائنا إلى تلك المهنة، ولابد أيضا أن نضع نصب أعيننا تجاه علامات في تاريخ الصحافة المصرية.

رواد مهنة الصحافة ونقابتها عديدون ويحتاج الحديث عنهم وسرد أعمالهم إلى مجلدات، ولكن أحدهم، وهو النقيب الأسبق إبراهيم نافع لم يحظ بما يستحق من التكريم الذي يليق بما قدمه للمهنة على مدى تاريخه النقابي.

فقد حققت النقابة على يديه إنجازات عديدة. أهمها تشييد مبني للصحفيين الذي تحول على يديه إلى صرح قادر على استيعاب وخدمة الصحفيين، وتقديم كل ما تتطلبه المهنة من خلاله باعتباره مبني القرن، فقد تمكن إبراهيم نافع من تأسيس عشرات من قاعات التدريب والمؤتمرات والندوات والخدمات الأخري بما يحقق لشباب المهنة التأهيل اللازم لمواجهة مستجدات العصر وملاحقة التطور التكنولوجى المتسارع، وإن كانت هناك مآخذ على إبراهيم نافع فإن له من المزايا والأيادي البيضاء على مهنة الصحافة ما ليس لغيره، وما قدمه للصحافة يضعه في مقدمة كل النقباء، ويكفي أنه استطاع أن يحصل على عفو في أحكام حبس للعديد من الصحفيين، وكان الأكثر تأثيرا في مواجهة كل أنواع التعسف التي تمارسها على الدوام الأجهزة الأمنية التي لا تعترف بأن الإنسان حر وأن الصحافة هي مهنة تناضل من أجل حرية أعضائها وحريات المجتمع.

إن إبراهيم نافع مثله مثل كل النقباء في وطنيتهم وانحيازهم للمهنة وللزملاء ولم يستطع أحد إنكار دوره في معركة القانون 93 لسنة 1995، حيث استطاع إبراهيم نافع نقيب الصحفيين ومجلسه عقد جمعية عمومية طارئة اكتملت منذ الساعة الأولى لبدء التسجيل، وتحولت النقابة-التي وجدت نفسها تقود المجتمع ضد فساد التشريعات التي كانت تُسن لخدمة الفساد-إلى قنبلة تكاد تفتك بالنظام كله، ورغم مزاعم البعض بأن العلاقة التي كانت تربط إبراهيم نافع بالنظام يمكن أن تجعله يتخازل، إلا أنه انحاز للمهنة انحيازا تامًا واستطاع مع جموع الصحفيين الضغط على النظام وكانت المرة الأولى التي يجد فيها نظام مبارك مجبرا على إلغاء القانون المشبوه والملقب آنذاك بقانون اغتيال الصحافة.

وهذه الكلمات أردت أن أسجل بها موقفي تجاه رجل أري أن الكثيرين بدءوا يتناسون ويتجاهلون تكريمه، التكريم الذي يليق به، حتى وإن كانت هناك أحكام قضائية تلاحقه كما يتردد. ولكننا كأصحاب مهنة هي من أقدس المهن، يجب أن نتذكرـ ونحن نقيم احتفالاتنا داخل مبني نقابتنا العريق الذي يرجع الفضل في إنشائه لإبراهيم نافع ثم مكرم محمد أحمدـ أن لهؤلاء الرجال الكثير من الإنجازات التي يجب أن تكون نصب أعيننا على الدوام.

كنت أتمني أن يشهد احتفال اليوبيل الماسى إزاحة الستار عن لوحة جدارية لكل النقباء السابقين تسجل مواقف كل منهم وأعماله لتكون شمعة تبدد ما نعيشه من ظلمات التجاهل والنسيان، وأعتقد أن أكثرهم إنجازا وتأثيرا إيجابيةا على المهنة حافظ محمود وكامل زهيري وإبراهيم نافع.

الجريدة الرسمية