رئيس التحرير
عصام كامل

عسل أسود


ومازالت الحرب الباردة على مصر مستمرة بكل صورها القبيحة من أجل إسقاطها وتقسيمها، ولكن الكثير لايستوعبون تلك الحروب، فينظر فقط إلى احتياجاته ويعيل ارتفاع الدولار وارتفاع تكاليف المعيشة مع نقصان القيمة الشرائية للجنيه المصرى، إلى فشل الحكومة في إدارة أزماتها، ومادمت الحياة تسير بطريقة اعتيادية فالكل تناسى أن هناك حربا حقيقية على أرض مصر، وعندما توضح لهم الصورة تجدهم دائما غاضبين ويجاهرون بأن الإرهاب ليس حجة تتكئ عليها الحكومة لتبرر فشلها..



أرى أنه ليس هناك مبرر لما فعلته إيطاليا بالتهديد بسحب السفير وقطع العلاقات مع مصر، وكذلك بقلب أوروبا كلها ضد مصر إلا تلاكيك من أجل ماذا ؟ من أجل شخص إيطالى قتل في مصر وتم تعذيبه قبل قتله ويريد الجميع التصدير بأن الشرطة هي من قامت بتعذيبه وسحله وقتله، وهذا ما خططت له جماعة الإخوان وأنصارهم لمخطط تشويه صورة الجيش والشرطة وكأنهم يصرحون بأن الشخص الأوروبي شىء ثمين جدا وأن المصرى لا قيمة له.. فلم أجدهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها كما يفعلون مع ريجينى لخطف مصرى أو قتله في أوروبا وهذا للعلم يحدث كل يوم.

فشىء سخيف أن تجد البسطاء المنتمين لجماعة الإخوان هم من ينساقون وراء هذه الإشاعات ويروجونها وأنا على يقين تام بأنهم لا يدركون نتائج ما يفعلونه من انسياق لقيادات هذه الجماعة والتي ينفون بأن هذه القيادات هي من تقوم وتروج لمثل هذه الإشاعات معللين بأن قياداتهم في السجون غير مدركين بأن هذه الجماعات هي مافيا عالمية وتنظيم عالمى له تسلسل في قياداته، ولا يعتمد على أفراد بعينهم فهل ماتت المافيا في أوروبا لموت قيادى أو سجنه؟

فالشرطة معروف عنها أنها تخشى التعامل بطريقة سيئة مع كل ما هو أجنبى وخصوصا الجنسيات الأوروبية والأمريكية فحتى المواطن المصرى عندما يحمل باسبور أمريكى فيكون له معاملة خاصة وهذا ما شاهده الجميع في فيلم عسل أسود..

فكيف يتم احتجاز المواطن الإيطالى وتعذيبه وقتله ثم إلقاء جثته في الشارع وعلى مرأى ومسمع من كل ضباط الشرطة في القسم أو أي جهة تابعة لوزارة الداخلية، فمن غير المعقول أن عذب ريجينى على يد الشرطة سرًا ثم ما هو المبرر القوى لهذا ؟

إنها أمور تحاول جماعة الإخوان وكل المتعاطفين معهم وكل من له مصلحة قوية في عودة نظامهم أو من له مصلحة في انهيار النظام الحالى وانهيار مصر حتى لو كان هذا على حساب جثث الجميع، فهولاء لا تنبت بذورهم إلا في الخراب..

فالمخطط هو محاصرة مصر من كل الجهات وجعل الشعب يتذمر من الغلاء ورفض كل المشاريع القومية الكبرى معللين أنها تصرف في غير وضعها الصحيح، قائلين إنه كيف تقام مشاريع كبرى وحالة المواطن بهذا السوء، شىء مضحك فكيف سيصلح النظام حالة المواطن بدون إقامة مشاريع كبرى وتوفير فرص عمل ومحاولة ربط مصلحة دول العالم الكبرى بمصر من خلال مشروع مثل قناة السويس على سبيل المثال لا الحصر.

فحتى أوروبا مازالت متخيلة أن الإرهاب سينتهى من على أرضها عندما يسقط النظام الحالى ويتجمع الإرهابيون في سيناء والدول العربية المجاورة لمصر، ومتخيلون بأنهم كما مولوهم سيسهل القضاء عليهم لو تجمعوا في الشرق الأوسط.. فهم غير مدركين أن الإرهاب لا دين له وسينالون منه ما لا يحمد عقباه إذا لم يتعاونوا مع مصر في القضاء عليه.

وبرغم ما أشاهده وأستشعر بخطره وبخطر تلك التنظيمات الإرهابية في كل دول العالم وبرغم محاولة تصدير الخوف والرعب من المستقبل في مصر، وبرغم الشكوى من الغلاء ونقص قيمة العملة المصرية فأنا متفائل إلى أبعد الحدود، فبنظرة إلى تاريخ الأمم وبنظرة على بلدان المنطقة من حولنا وبنظرة على ما شهدته مصر على مر تاريخها ستغلبك الطمأنينة مثلى فمصر باقية ولم ولن تموت..
ولك الله يا مصر... حماك الله ورعاك.

الجريدة الرسمية