رئيس التحرير
عصام كامل

صحيفة: أمريكا أعلنت «الحرب الباردة» على «أردوغان»

الكاتب الفلسطيني
الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان

قال الكاتب الفلطسيني عبد الباري عطوان في مقال له نشر بصحيفة "رأي اليوم"، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أصبح على قناعة بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يفسد الديمقراطية لتحقيق طموحاته الشخصية.


وأضاف، عندما خيّر أردوغان نظيره الأمريكي بين تركيا والأكراد، لم يكن يدري في خلده حينها، أن الرئيس الأمريكي اتخذ قراره بالفعل منذ زمن، وهو إدارة الظهر لحلفائه الأتراك والسعوديين معا، والانسحاب تدريجيا من المنطقة، وتجنب الانجرار إلى حروبها الطائفية والعرقية بكل الطرق والوسائل.

ولفت عطوان، إلى أن الرئيس أوباما اختار الأكراد الذين يحاربون "داعش" والسوريين منهم على وجه الخصوص، الذين يحظون بدعم بلاده، ودعم السلطات السورية في الوقت نفسه، في واحدة من أكثر مفارقات منطقة “الشرق الأوسط” غرابة.

مستطردا، العلاقات بين تركيا الرئيس أردوغان وشريكتها الأكبر في حلف "الناتو" أمريكا، ليست على ما يرام، وتسير من سيئ إلى اسوأ، وبلغ هذا السوء ذروته عندما رفض الرئيس أوباما لقاء نظيره التركي الذي يزور واشنطن حاليا للمشاركة في مؤتمر قمة الأمن النووي، ومثلما رفض دعوته لحضور افتتاح مسجد كبير مولته الحكومة التركية للجالية الإسلامية في ولاية ميريلاند.

معتبرا أن "كلمة السر" التي يمكن أن تفسر هذا التوتر المتصاعد في العلاقات التركية الأمريكية تأتي من شقين، الأول: هو عدم شن الرئيس التركي حربا حقيقية ضد "داعش" والتجاوب مع المطالب الأمريكية بإرسال قوات إلى سورية للقيام بهذا الغرض، والثاني: إنهاء الهدنة التي توصللا إليها مع حزب العمال الكردستاني، وقصف مواقع قوات الحماية الشعبية الكردية الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني السوري، حليف واشنطن.

وشدد عطوان على أن الإدارة الأمريكية أعلنت، في رأيه، "الحرب الباردة" على أردوغان، وبدأت عملية إخراجه من دائرة الحلفاء بشكل تدريجي، وبتنسيق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحكومته، ليس لقمعه لوسائل الاعلام، فجميع حلفاء أمريكا في العالم طغاة يقمعون الحريات السياسية والتعبيرية، ولكن لأنه اعتقد خطأ بقدرته على اتخاذ سياسات مستقلة بعيدا عن سياساتها ومخططاتها في المنطقة، وفي الملف السوري على وجه الخصوص.

منوها إلى قول مسئول أوروبي كبير في أحد اللقاءات المغلقة "حجم أردوغان تضخم أكثر من اللازم ولا بد أن يعود إلى حجمه الطبيعي.. واستخدامه ورقة اللاجئين السوريين للضغط على أوروبا يعتبر تجاوزا لكل الخطوط الحمراء".
الجريدة الرسمية