رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالصور.. «البططي» ملحمة جسدت حياة المسلم والمسيحي.. شاعر قبطي خصص جزءا من منزله كمصلى.. خاض حرب الاستنزاف و1973.. رأس نادي الأدب بقنا.. جنازة غير رسمية في غياب مسئولي المحافظة

فيتو

الشاعر صفوت سيفين لبيب والملقب بـــ"صفوت البططي" ابن محافظة قنا، الذي جمع بين المسلمين والأقباط في نسيج واحد، ولد في بداية الستينات وعين في ديوان عام محافظة قنا، وبعد أن وهب حياته للفن والشعر قرر ترك العمل الحكومي ورفض الاستمرار في الوظيفة، لديه 3 بنات هما "دنيا وآن وإنجي".


تعلم البططي كما كان يروى دائمًا في كتاب الشيخ على الخطيب بالسوق الفوقاني، ولم يكن وقتها الكتاب يعلم القرآن فقط، بل كان يعلم كل شيء و"أهم تعليم عرفه في كتاب الشيخ على هو المحبة ونطق الحروف باللغة العربية الصحيحة"، وبدأ البططي في سماع السيرة الهلالية في ساحة سيدي عبد الرحيم القنائي بمنطقة "بورة الضبعة"، وكان وقتها من يقوم برواية السيرة الهلالية الشيخ جابر أبو الحسن والجميع كان يتجمع ليسمع.

أول قصيدة
كتب البططي أول قصيدة شعرية له في حرب أكتوبر عام 1973، وأطلق عليها "صورة العبور"، والتي جسد فيها أروع ملحة تاريخية عاشتها مصر، كما أنه شارك في حرب الاستنزاف بعد حرب 67 وأصيب بشظية، وكان من الممكن أن تبتر قدماه إلى أن تم علاجه على يد أحد الخبراء الأجانب، وتم استبدال مفصل الحوض بمسمار يربط بين الرجل والحوض وبعد أن تم شفاؤه رجع مرة أخرى للجيش واستمر حتى حرب النصر.

كان البططي مؤلفا مسرحيا قبطيا يعيش حياة مختلفة عن الآخرين، حياة لا تعرف التعصب، محصنة ضد الفتن الطائفية، وهذا المناخ شجع البططي أن يهب مؤلفاته المسرحية وأفلامه التسجيلية لأولياء الله الصالحين، وأن يرصد مظاهر المحبة والتسامح في الدين الإسلامي من خلال أشعاره ومسرحياته المتألقة دائما، والتي حصد خلالها العديد من الجوائز على مدى حياته الفنية، ومن أقوال البططي "التراث والفن الشعبي المصري لم يفرق بين مسلم ومسيحي"، فقد قام بعمل حلقات عن شهر رمضان المعظم بمسجد سيدي عبد الرحيم القنائي، وكان يقيم مأدبة إفطار سنويًا للمسلمين، وكان بداخل منزله مكان مخصص كمصلى للمسلمين، وكانت بناته يشرفن على الإفطار سنويًا وزوجته.

مناصبه
تولي البططي العديد من المناصب الثقافية منها رئاسة نادي الأدب بقنا، وعضو المكتب الفني للمسرح، ومحاضر بالهيئة العامة لقصور الثقافة شارك البططي في حرب الاستنزاف حتى حرب أكتوبر في عام 1973، وقدم البططي حلقات تليفزيونية للتليفزيون المصري الموروث الشعبي لأهالي قنا وتحدث عن الموالد بجنوب قنا، من بينها مولدي سيدي عبد الرحيم القنائي بمدينة قنا وسيدي أحمد الطواب بمدينة قوص وحلقات عن لعبة التحطيب وغيرها من الحلقات عن الموروث الشعبي بقنا.

رحيل البططي دون حضور رسمي
توفي البططي في يوم السبت الماضي بعد صراع طويل مع المرض بأحد المستشفيات وخل الموكب الجنائزي الذي شيع يوم "الأحد" الماضي من أية مراسم رسمية، حيث لم يحضر أي مسئول بالمحافظة سوى محبيه المسلمين قبل المسيحيين، ليرحل البططي في هدوء كما عاش طيلة حياته لم يعرف قلبه سوى الحب لهذا الوطن وأبنائه.
Advertisements
الجريدة الرسمية