رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

في أول أيام عمله.. وزير الآثار يصطدم بـ«نجمة داود».. بعثة ألمانية تكتشف «نجمة سداسية» في معبد «أوزير نسمتي» البطلمي.. وأثري يتهم الوزارة بتزوير التاريخ وإخفاء الرسم

فيتو

اصطدم وزير الآثار الجديد، الدكتور خالد العنانى، في أول أيام عمل له بعد أدائه اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية، بمشكلات المواقع الأثرية خاصة بعد اكتشاف رسم لنجمتين سداسيتي الشكل، يمثلان «نجمة داود» اليهودية، بنقوش في معبد أوزير نسمتي البطلمى بجزيرة الفنتين غرب النيل بأسوان.


وأكد مصدر مسئول بوزارة الآثار، أن أحد البعثات الألمانية الأثرية التي تعمل في المنطقة منذ عدة سنوات، متهمة في الواقعة؛ حيث تشير الدلائل إلى أن أحد أفراد البعثة، الذي يرجح أن يحمل الديانة اليهودية، هو من قام برسم أو نقش النجمتين على واجهة المعبد الأثرى، بشكل استفزازى لمشاعر المصريين، لتشويه حضارتهم من جهة، وأيضا لاستفزازهم الدينى من جهة أخرى، مشيرًا إلى أن نقوش نجمتى داود عثر عليها على مقصورة المعبد بطول 10 سم، وهى أعلى أحد جدران المعبد.

وذكر المصدر الأثري، أنه عقب اكتشاف الواقعة، تم إخفاء وإزالة الكتلة الحجرية التي ظهرت عليها نجمتا داود بعد تدخل مسئولى الآثار لجهة غير معلومة رغم أثريتها، واعتبر أن ذلك بمسابة تهرب من مسئولى الآثار ومحاولة لإخفاء الواقعة عن الرأى العام.

وأكد نور الدين عبد الصمد، مدير عام التوثيق الأثرى بوزارة الآثار، أن الثابت تاريخيا من خلال الوثائق الآرامية التي عثر عليها بجزيرة إلفنتين بأسوان أن بعض الأسر اليهودية فرت من فلسطين بعد واقعة السبى البابلى الشهيرة التي قام بها الملك العراقى نبوخذ نصر واحتل فلسطين وكان ذلك في منتصف القرن السابع قبل الميلاد في عصر الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية حيث استعان الملك المصرى بسماتيك - 664 - 609 قبل الميلاد ببعض اليهود الهاربين من فلسطين في جزيرة إلفنتين كجنود ضمن حامية عسكرية مصرية وقد كانت قيادة الحامية مصرية وتبادل المصريون الود مع اليهود في أول المر بحيث ذكرت الوثائق الآرامية أن فتاة يهودية تزوجت من مهندس مصرى كان يعمل في القصر الملكى ضاربة عرض الحائط بالتقاليد اليهودية حسبما ذكر المؤرخ اليهودى مودرجويسكى Moderejewski، Les Jufis d'Egypte de Ramses II a Hadrien.

وأضاف عبد الصمد لـ"فيتو"، أن تعامل اليهود ماليا مع المصريين بإقراضهم أموالا وصلت فوائدها إلى 60 %، ويذكر عالم الآثار الإنجليزى الأشهر بارى كامب أن العلاقة بين اليهود والمصريين لم تكن ودية على وجه العموم بسبب معاملة المصريين لهم كعبيد وخدم لاجئين B. Trigger - B Kemp - D. O'oconner and A. Lloyd، Ancient Egypt،social History (Cambridge، 1998) p.315، وساءت العلاقة بين المصريين والجالية اليهودية في جزيرة إلفنتين بعد أن تعاون اليهود مع الفرس عند احتلالهم لمصر عام 525 قبل الميلاد، وقد ذكرت وثائق جزيرة إلفنتين الآرامية أن المعبد الرئيسى في الجزيرة كان مخصصا للمعبود الفرعونى خنوم.

يذكر أن بعض الجاليات اليهودية قد أقامت في مناطق أخرى في مصر في فترة الديسابورا أو الشتات حيث احتضنتهم مصر بدافع إنسانى مثل تل دفنة في محافظة الإسماعيلية وقرية ميت رهينة بمركز البدرشين بمحافظة الجيزة بيد أن يهود جزيرة إلفنتين هربوا إلى إدفو واندثروا بعد ذلك بنهاية القرن الخامس قبل الميلاد.

وتابع: من الممكن أن يكون اليهود قد تمكنوا من رسم بعض الرموز الخاصة بهم في جزيرة إلفنتين خاصة وأن الوثائق تشير أن الفرس أثناء احتلالهم لمصر قد سمحوا لهم ببناء معبد شعائر خاص بهم وهذا يعتمد بشكل أساسى على رؤية النقش المكتشف والتقرير عما إذا كان أثريا من عدمه، أما مسألة نفى وجود أي أثر يهودى حتى ولو كان صحيحا فهذا يعتبر تزويرا متعمدا للتاريخ مهما كانت الأسباب والظروف وعلى المسئولين التحلى بالحياد والموضوعية.

ومن جانبه أكد الدكتور محمود عفيفي رئيس قطاع الآثار المصرية بالوزارة أنه تم أمس إزالة الكتلة الحجرية المنقوش عليها نجمتا داود بمعبد "أوزير نسمتي" والذي يعود للعصر الروماني بجزيرة إلفنتين بأسوان.

وأوضح عفيفي أن أحد مفتشي الآثار بالمعبد كان قد لاحظ وجود نقش لنجمتي داود على كتلة حجرية قامت بإعادة تركيبها البعثة الألمانية العاملة بالموقع والتي تقوم بأعمال حفائر وإعادة بناء الكتل الحجرية للمعبد حيث قام بإعداد مذكرة وإخطار المنطقة لاتخاذ اللازم.

وأضاف عفيفي أنه أصدر تعليماته للبعثة الألمانية برئاسة الدكتور "كارنيلوس" برفع الكتلة الحجرية على الفور لحين الانتهاء من دراسة تاريخ النقش وتحديد أثريته من عدمه، محذرا بإيقاف عمل البعثة بمصر واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة تجاهها إذا تكرر الأمر مجددا.

من جانبه قال نصر سلامة مدير عام آثار أسوان والنوبة إن الكتلة الحجرية التي تم إزالتها لا تحمل أية نقوش أو كتابات مصرية قديمة من الداخل أو الخارج وأن نجمتي داود المنقوشتين عليها لا تتعدى الواحدة منهم 10 سم، لافتًا إلى أنه جار الآن الإعداد لنقل هذه الكتلة لأحد المخازن الأثرية بأسوان، لافتا إلى أنه تم توجيه خطاب شديد اللهجة للبعثة".

وأضاف، "تم إعداد مذكرة تفصيلة بالواقعة وإرسالها لقطاع الآثار المصرية بالوزارة لتوضيح الأمر للمسئولين، خاصة بعد صدور تحذيرات من منطقة آثار أسوان والنوبة بإلغاء عمل البعثة الألمانية".
Advertisements
الجريدة الرسمية