رئيس التحرير
عصام كامل

تفجيرات بروكسل ونبوءة ترامب


بعد تفجيرات بروكسل، هل هناك الآن من شك أن الأمريكيين سينتخبون دونالد ترامب؟ الإجابة المنطقية هي أنه مع كل حادث إرهابي ينفذه تنظيم الدولة الإسلامية أو القاعدة أو غيرها من الجماعات والتنظيمات الإرهابية تقل حظوظ هيلاري كلينتون في الفوز برئاسة في نوفمبر المقبل، وتعلو حظوظ دونالد ترامب ويزداد الأمريكيين معه اقتناعًا بأن فرنسا وبلجيكا تعرضتا لمثل هذه الهجمات لأنها لا تطرد المسلمين.


ورغم أنه لا يزال هناك بعض المتفائلين، فإن الحقيقة التي سيكتشفها العالم بعد أقل من ثمانية أشهــر أن تفجيرات بروكسل جاءت لتضع ترامب على كرسي الرئاسة.. فالولايات المتحدة في حاجة إلى رجل يطرد المسلمين، ولعل ذلك يتوافق مع أول رد فعل لترامب والذي نشرته شبكة الـ "سي إن إن" حيث قال إن تفجيرات بروكسل هي مجرد البداية.

واستغل ترامب الحادث الإرهابي للهجوم على اللاجئين السوريين في أوروبا، وليؤكد لشبكة الـ "سي إن إن"، أن القادم أسوأ، وأسوأ، وأننا –أي الأمريكيون– نعبث وأننا أغبياء.. وأننا لن نسمح لهؤلاء الناس بأن يأتوا لبلدنا".

لماذا سيفوز ترامب؟ لأنه يتنبأ بما سيحدث، هو يتنبأ بأن الإسلام المتشدد لن ينكسر وها هو تنظيم الدولة الإسلامية يرد بضربات في قلب بلجيكا بعد أيام قليلة من القبض على صلاح عبد السلام.. ومن يفهم في النشاط الأمني والاستخباراتي يعرف أن القبض على صلاح عبد السلام يعني أن الشرطة البلجيكية وقوات الأمن كانت نشطة بشكل فعال قبيل القبض عليه، وأن الدوائر الأمنية كانت تعمل بشكل مكنها من الوصول إليه.. ومع ذلك فإن تنظيم الدولة الإسلامية استطاع تنفيذ ضرباته.

سيشعر الأمريكيون بعد حين –وربما الآن– أن ترامب ليس أسوأ من جورج بوش الذي كذب على الشعب الأمريكي بأكمله واعترف وزير خارجيته كولين بأول بأنه ضلل الشعب الأمريكي، بل قاد بوش أمريكا إلى انحدار اقتصادي حتى وصلت إلى حد الإفلاس، ومع ذلك أنتخبه الأمريكيون لأنه كأن أقوى وأكثر حزمًا من جون كيري.

وحتى تكتمل تفاصيل الصورة، فلنترك الخلفية التاريخية بين جورج بوش وجون كيري، وندع تفجيرات باريس وبروكسل الإرهابية على جانبي الصورة، لنجد مشهد آخر يتصدر الصورة، وهو فوز ترامب بتأييد أعضاء اللجنة العامة لشئون العلاقات الأمريكية الإسرائيلية AIPAC وبخاصة بعد أن هاجم في مؤتمر اللجنة - وبعد استقبال حافل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والفلسطينيون، والأمم المتحدة وإيران.. وماذا ستقول هيلاري كلينتون بعد كل ما قاله ترامب؟ ترامب قال كلامًا يسعد الإسرائليين ويجعلهم يحشدون ماليًا لإنجاح ترامب مهما كانت التكلفة، حيث قال ترامب" أن أوباما هو أسوأ شيء حدث لإسرائيل" وهاجم هيلاري كلينتون معه، واصفًا الديمقراطيين بأنهم "يحبسون أنفاس حلفاء أمريكا ويكافئون أعداءها.

ولم يبق على اكتمال أسباب فوز ترامب برئاسة أمريكا إلا سببان: الأول أنه رجل أعمال، فهو اقتصادي عمل أو اعتنق السياسية، أما السبب الثاني فيتمثل في ظهور ترامب وكأنه منقذ الولايات المتحدة من أيدى الديمقراطيين الذين وضعوا أيديهم في أيدى الإسلام السياسي.. ورغم أن الديمقراطيين –وبخاصة أوباما– أوقف حربًا كبيرة في المنطقة العربية، فإن الأمريكيين معروفون بأنهم لا يفهمون لا في التاريخ، ولا يتذكرونه، وهم لذلك لا يدركون أي قيمة لباراك أوباما الذي فشل في تحقيق حلمه وخطة التأمين الطبي، أو أوباما كير.

قد يعتقد الناس أن عام 2015 كان سيئًا، وأن 2106 لا يبدو بأفضل حال، ولكنهم ومع انتخاب ترامب سيعرفون أن الأعوام التي ستلي عام 2017 هي الأسوأ على البشرية.
الجريدة الرسمية