رئيس التحرير
عصام كامل

استثمار طاقات الشباب المهدرة


إنه ليس من الفطنة والكياسة إهمال وعدم استثمار طاقات الشباب والعمل على اكتشاف قدراتهم وتشجيعهم وحثهم على الإبداع والعمل المثمر البِّناء؛ فاستثمار تلك العقول وهذه الأفكار وتوجيهها للعمل والإبداع من أهم واجبات القادة تجاه الشباب، فلا يجب أن تظل هذه القدرات والإمكانيات والمواهب حبيسة نفوس الشباب، وقد يتم استغلال هذه الطاقات استغلالًا سيئًا بسبب حالات الإحباط التي يعانى منها كثير من شبابنا بما يعود بالضرر عليهم ومجتمعاتهم.


مصر بحاجة إلى تلك المواهب ولا يجب إهدارها، فمثلًا إن كنا نشتكى إهدار المياه والكهرباء وهذا شيء يجرمه الشرع والقانون، فإهدار طاقات وإمكانيات الشباب ومواهبهم أخطر وأشد، فيجب الانتباه إذا لم تُستغل وتُستثمر فقد يستغلها الغير، وإن لم يتم توجيه هذه الطاقات إلى الإبداع والعمل البنَّاء فإنها قد تتجه إلى الهدم والإفساد محققين رغبة كارهينا، فكيف نستفيد ونستثمر هذه الطاقات والإمكانيات؟

أول طرق الاستثمار الأمثل هو النظر إلى هؤلاء الشباب بإعجاب وتقدير؛ لأن نظرة التقدير والاحترام تكون دافعًا لمزيد من العمل ومضاعفة الإنتاج والتميز في الإبداع، وعلى الجانب الآخر إذا تم النظر إلى هؤلاء الشباب بتعالٍ وتقليل من شأنهم فسيؤدى ذلك حتمًا إلى تحطيم معنوياتهم وتسفيه أحلامهم ورؤيتهم فلا يُستفاد منهم وقد يكونون بذلك معاول هدم في مؤسساتهم وأعمالهم.

إن التجاوز عن شططهم وخطأهم في بعض الأحيان دافعًا من دوافع التميز والتقدم في مسيرتهم.

ومن الأمور التي تعمل على بث الإحباط في صفوف الشباب أن كثيرًا من المؤسسات التي لو تم التحاق الشباب بها فإن تلك المؤسسات لا تمنحهم الثقة ولا تمكنهم من العمل بل تمنحهم أجورهم دون عمل وهذا يخلق لهم حالة خطيرة من حالات الإحباط.

ويعتبر هذا قضاءً مبكرًا على هؤلاء الشباب وتضييعًا لتلك القوى البشرية وتحطيمًا لمعنوياتهم وطاقاتهم.

ونتساءل أين الشركات والمؤسسات والهيئات والوزارات والحكومات من الشباب؟ وحتى نستثمر تلك الطاقات لابد من إزالة كل العقبات والمعوقات التي تعمل على تعطيل الاستفادة من جهدهم.

ونعترف أن هناك جهودًا وخلق فرص عمل ولكنها لا تكفي احتياجات الشباب فلابد من إعادة نظر في عملية التدريب والتثقيف ليتماشى مع متطلبات المرحلة الحالية بما لها وما عليها.. إن مصر وهى تعيش هذه المرحلة المهمة والخطيرة من تاريخها المعاصر تحتاج جهود كل أبنائها في كل نواحي الحياة وعلى الدولة تبصير هؤلاء الشباب بخطورة تلك المرحلة.. فهيا بنا جميعًا يدًا بيد نبنى ما تهدم.. ننحي خلافاتنا جانبًا.. نُعلى قيمة الوطن... ننكر الذات.. حفظ الله مصر وحفظ رجالها وشبابها وقيادتها وجيشها.
الجريدة الرسمية