رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

طبيب البابا الخاص يكشف لـ«فيتو» أسرار الساعات الأخيرة في حياته

البابا شنودة الثالث
البابا شنودة الثالث

بينما كانت عقارب الساعة تتأهب لإعلان الخامسة من مساء السبت 17 مارس 2012، فارقت روح قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الأقباط الأرثوذكس وبطريرك الكرازة المرقسية جسده إلى الأمجاد السماوية، لتنتهي حياة الآلام التي عاشها نياحته قرابة تسعين عاما، قضى أكثر من أربعين عاما منها في خدمة شعب الكنيسة والملايين من جموع المسيحيين في مشارق الأرض ومغاربها، ذهب البابا بجسده وترك سجلا عامرا وحافلا بالمواقف الروحانية والوطنية وتلالا من الأسرار ربما تبقى رهينة ضمائر البعض لفترة غير قليلة..


وفى السطور التالية أدق تفاصيل الساعات الأخيرة من عمر البابا الذي يحل في الترتيب الـ117 بين من تولوا ذلك المنصب الروحاني على لسان طبيبه الخاص، الدكتور ماهر أسعد، والذي تحدث لـ(فيتو) عن كواليس الرحيل المؤلم لملايين من المصريين، مسلمين قبل الأقباط، في وقت عصيب تمر به مصر وتضع نقاطا فوق حروف مستقبل علاقة مصرية خالصة بين أبنائها من مسلمين ومسيحيين.

 طبيبه الخاص يتحدث
في تأثر بالغ يحكى الدكتور أسعد: في ذات الشهر الذي شهد رحيل البابا كيرلس السادس، فارق البابا شنودة الحياة الدنيا، إثر تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية، ولم يكن الأمر مفاجئا لقداسته فقد كان يعرف أن أيامه باتت معدودة بعد أن ساءت حالته الصحية، وتأكد من عدم جدوى تلقى العلاج حيث فقد السيطرة على الأمراض التي أصيب بها، حيث أصيب بسرطان الرئة ومن ثم انتشر المرض اللعين وانتقل إلى العمود الفقري.

وعن اللحظات الحاسمة في عمر البابا أضاف الدكتور أسعد: في الأيام الأخيرة تركت عيادتي وعملي بشكل كامل من أجل مرافقة قداسته، وقد تيقنت من رحيله عندما دخل عليه أحد من يخدمون نياحته ليعطيه أدوية الساعة الرابعة والنصف عصرا، فوجد تنفسه وقد توقف بينما جسده كان دافئا، فأسرعت إليه واكتشفت توقف القلب تماما عن النبض، وفشلت كل محاولات إعادته للحياة، وهنا أخبرت المقر الباباوى لتحرير محضر كنسي ذكرت فيه كل التفاصيل.

زيارة العذراء
ومواصلا كلامه يقول الدكتور أسعد: بعد ذلك تم حقن جثمان البابا بمادة الفورمالين التي تستخدم لحفظ الأنسجة البشرية، وتم تحنيط جسده، وكفن في ثياب البطريركية التي كان قد ارتداها في عيد الميلاد الأخير، فضلا عن عصا الرعاية الذهبية والتاج الملوكي المنحوت عليه صورة السيدة العذراء، والتي جاء على لسان الأنبا أرميا أنها زارته قبل نياحته بيومين.

وعن عرض جثمان البابا على شعبه جالسا على كرسي البابوية، قال الدكتور أسعد: هذه ليست المرة الأولى، فعند رحيل البابا كيرلس عام 1971 قام طبيب شهير بتحنيط جثمانه ليلقى شعبه عليه نظرة الوداع، وهو ما حدث مع نياحة البابا شنودة الذي دفن في أحب الأماكن إلى قلبه – بعد السماء – دير الأنبا بيشوى بوادي النطرون والذي قضى فيه أكثر من عشر سنوات بقلايته التي لم يغادرها في بداية حياته الكنسية.

الوصية
بعد ساعات من إعلان خبر وفاته فتحت وصية البابا شنودة بحضور أعضاء المجمع المقدس، وكان أبرز ما جاء فيها أن يدفن في دير الأنبا بيشوى، الذي كان يذهب إليه عقب عظة الأربعاء الأسبوعية ولا يعود منه سوى يوم السبت، وقد شدد البابا المتنحى على سرعة تنفيذ ذلك البند من الوصية خشية أن تهمل لمدة عام كما حدث مع الأنبا كيرلس السادس الذي دفن بمقابر البطريركية لمدة عام ثم استخرجت رفاته ودفن في دير مامرينا العجايبى بالأسكندرية كما أوصى.
Advertisements
الجريدة الرسمية