رئيس التحرير
عصام كامل

في يوم المرأة.. حكاية أم أنقذ الحلم نجلها من الموت في حرب أكتوبر

فيتو

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، التقت «فيتو» النقيب احتياط عبد الظاهر محمد، أحد أبطال حرب أكتوبر 1973 وقائد فصيلة دبابات خلال الحرب، الذي يروي قصة حلم أمه الذي طمأن قلبها على عودته سالمًا.


يقول عبد الظاهر محمد: «حتى اليوم السادس من حرب أكتوبر لم تخسر كتيبتي سوى دبابة واحدة، واستشهد من طاقمها الرامي، ثم تعرضت للإصابة في كمين للعدو بعد تحركنا للتصدي للثغرة الإسرائيلية عند دخولنا وادي مخفض، وبه شجيرات كثيفة عند نقطة الكبريت بالقرب من العريش، حيث تفحمت يدي، وفي الصباح امتلأت سوائل وانتفخت أصابعي».

ويضيف: «تم إخلائي إلى مستشفى جنيفة التي أرسلتني إلى مستشفى السويس تحت الأرض، وقضيت يومين تحت الملاحظة، ثم انتقلت إلى مستشفى هليوبوليس بالقاهرة وقضيت بها أربعة أيام، وحصلت على إجازة 15 يومًا لأعود إلى قريتي برباط شاش صغير على يدي».

ويتابع: «استقبلني الناس وجاءت والدتي من المنزل إلى أول الشارع، وتعلقت في عنقي، ولم تتركني رغم تسليمي على الناس، حتى وصلت المنزل ودخلت وفكت يديها من حول عنقي وقالت: لقد كنت متأكدة من رجوعك، لقد حلمت أنك فوق فرع شجرة على شط بحر وهذا الفرع الذي أنت فوقه يميل داخل المياه بحيث تكون المياه أسفلك، ورأيتك تنزل خطوة خطوة وأنا أتابعك وأرتجف خوفًا من سقوطك في الماء، وقضيت وقتًا عصيبًا حتى وصلت إلى أسفل الفرع عند جزع الشجرة وقفزت إلى اليابسة، وهنا اطمأن قلبي وأدركت أنك ستعود».

واختتم: «إذا تأملنا المشهد في اليوم الأخير لوجودي على الجبهة نجد نقطة كبريت مرتفعة جدًا، ويميل نصفها إلى داخل المياه، وعند إخلائي من النقطة كان على الطريق ثغرة ضيقة بين الألغام من جهة جنوب النقطة إلى لانش مطاطي ينتظر فيه الأسفل البعيد لينقلني عبر المجرى الضيق للقناة جنوب البحيرات إلى الغرب، هل هذا يجسد مشهد الحلم؟ وهل قلب الأم يرى؟».
الجريدة الرسمية