رئيس التحرير
عصام كامل

لا تنتحبوا في الأزمات!


"بدلا من أن تلعن الظلام أوقد شمعة" حكمة آسيوية قديمة نحن في أحوج ما يكون لها.. نحن لا نفعل شيئًا سوى لعن الظلام ليلا ونهارا ولا نوقد شمعة، بل لا نترك فرصة لأحد غيرنا لكى يوقد شمعة، وإنما نتندر على من يوقد شمعة، ونكسر مجاديف من يفكر في أن يوقد شمعة وربما نعتبر من يدعو لذلك عميلا للسلطة والأمن وعدوا للثورة والثوار!


انظروا لما نسمعه ونقرأه ونشاهده في إعلامنا يوميًا الآن واحكموا بضمائركم.. أنا لا أتحدث عن النقد، فهذا حق مكفول للجميع ولا أشير حتى إلى الهجوم المستمر الذي لا يتوقف، ولا حتى الندب الذي يقوم به البعض منا حول انخفاض مواردنا وزيادة حدة أزمتنا الاقتصادية، وإنما أتحدث تحديدًا عن عملية النفخ في نار الأزمات، وبالتالى تشتعل أكثر وتزيد حدة هذه الأزمات أكثر وأكثر.. ومن يقوم بهذه العملية يقدم نفسه بوصفه حريصًا على مصالح عموم الناس رغم أنه يضر بهم ويلحق بهم الأذى.

هؤلاء لو أنصفوا لأهدونا صمتهم.. سكوتهم لا أقول إنه سوف يحل الأزمات وإنما سيقلل فرصة اشتعال هذه الأزمات أكثر على غرار ما يحدث الآن في أزمة الدولار والجنيه.. ومرة أخرى أنا لا أتحدث هنا عن النقد الذي هو حق مكفول للجميع، وإنما أتحدث فقط عن عمليات النفخ في نيران الأزمات، والتي يقوم بها كثيرون عن عدم علم بخطورة ذلك أو بالحقائق، ويقوم بها البعض عن عمد وسبق إصرار وترصد لتأزيم حياتنا لأغراض سياسية.
الجريدة الرسمية