رئيس التحرير
عصام كامل

العنف ضد المرأة

فيتو

 على الرغم من التقدم في المجتمع وكل ما وصلنا إليه من تحضر وتقدم، للأسف لا يزال هناك مظهر من مظاهر الهمجية والتخلف، ويتضح ذلك من خلال العنف ضد المرأة، سواء كان عنفًا جسديًّا أو حتى عنفًا لفظيًّا، ولكننا نتساءل: ما هي أسباب هذا العنف وانتشاره؟


 من أهم الأسباب هي المرأة نفسها، فبعض النساء عند تعرضها للعنف يسامحن ويعفون، ما يجعلهن فريسة سهلة للعنف مرة أخرى؛ لأن الطرف الثاني لا يقدر هذا التسامح والطيبة، بل يستغل ذلك، وأيضًا وجود عامل الجهل بالتعامل مع الطرف الثاني وحقوق المرأة عليه، ويمكن أن يكون الجهل من الطرفين، وهو جهل المرأة أن لها حقوقًا وجهل الراجل بما عليه من واجبات تجاه المرأة، وأبسطها احترامها وعدم إهانتها.

 أيضًا وجود اختلاف في المستوى الثقافي بين الزوجين، فمن الممكن أن يكون أحدهما ليس على القدر نفسه من الثقافة بحقوق الطرف الآخر، وأيضا أساس التربية، فهناك بعض الأسر التي تنشئ أبناءها على ثقافة العنف، فالرجل لا تكتمل رجولته إلا باستخدمه للعنف، وهذا ما تقوم بعض الأسر بتربية الابن على ذلك فينشأ عنيفًا.

 ولعل السبب الأهم هي عاداتنا وتقاليدنا التي عملت على تكبير وتضخيم حجم الرجل، وفي المقابل تهميش دور المرأة، ليصبح مجتمعنا، للأسف، مجتمعًا ذكوريًّا يعطي كل الحق للرجل، وعلى المرأة الرضوخ له فقط، ولذلك فإن أسباب العنف ضد المرأة كثيرة ومتعددة، ولكن السؤال: هل يوجد وسيلة للتخلص من هذه الظاهرة؟

 يمكن القول إن هناك بعض الأمور التي يمكن أن تسهم في التخلص من تلك الظاهرة مثل قيام الدولة والمؤسسات بإصدار قوانين تعطي للمرأة حقها تجاه أي عنف يمارس ضدها والتوعية الاجتماعية بين الناس بحق المرأة ودورها الأساسي في المجمتع، وأيضًا مساهمة وسائل الإعلام في معالجة تلك الظاهرة وتوعية الناس ثقافيًّا واجتماعيًّا.

 فالمرأة كائن رقيق، خلقه الله من ضلع آدم، وخلق الرجل قويًّا كي يستخدم قوته في الدفاع عنها وحمايتها، وليس لممارسة العنف ضدها، فلقد أمر الله بحُسن معاملة المرأة، فأحسِنُوا معاملتها واتقوا الله فيها.
الجريدة الرسمية