رئيس التحرير
عصام كامل

شِد العِمَّة شِد تحت العِمَّة قِرد..عِمّتك ياعبدالرحيم


في الوقت الذي انبرينا فيه كلنا للدفاع عن الصعيد والصعايدة في وجه الرقيع السفيه الذي أساء للشريفات العفيفات سيدات الصعيد.. خرج علينا طالب أزهري صعيدي بكذبة حقيرة عن فوزه بالجائزة العالمية لقراءة القرآن بماليزيا فتجاوزت فضيحته الآفاق وكانت إساءته للصعايدة أكثر مرارة.. إخص عليك ياعبدالرحيم.


بارع في الكذب بدرجة مذهلة إلى حد أنه ذكر في حوار صوت وصورة لجريدة "التحرير" عدد الدول المشتركة في المسابقة الوهمية ثم أعلن أسفه لإقصاء الدول العربية عن مرحلتي التصفيات الأولية.. ويسأله المحرر عن شعوره بعد الفوز بالجائزة فيقول أنا أشعر بالفخر الكبير أوي وأن بأقدم حاجة كويسة لبلدي.. يا نصاب يا كذاب أنت لم تقدم لبلدك سوى العار والفضيحة.. وصدق من قال: لا تأمَنَنَّ لثلاثة.. السمكري والكمساري والطالب الأزهري.

على أي حال دعونا نتناول سقطة هذا الشاب بهدوء.. في تقديري أنه ضحية ــ لكني لا أعفيه من المسئولية ــ هو ضحية لأسباب عديدة أولها صغر سنه وافتقاده مخزون خبرات كان ينبغي أن يكون حائط صد يحول دون استدراجه لهكذا "نصباية".. أقول استدراجه من منطلق هاجس يتردد صداه بداخلي أن هناك من كتب ذلك السيناريو العبيط.

في ظني أن كاتب السيناريو وضع في اعتباره فرضية تمرير "النمرة" بصورة يسهُل ابتلاعها، لا سيما أن الخطوة المؤكدة عقب بث الزفة الاحتفالية بالطالب بقريته هي تسابق فضائيات التوك شو لاستضافته باعتباره انتصارًا لمصر رغم حقد الحاقدين وكيد الكائدين.. وقد وضع كاتب السيناريو أيضًا أن من الصعوبة بمكان كشف الملعوب وسط الطبل والزمر والرقص الذي يوفر الجو المثالي للطرمخة، فيمر الحدث دون أن تكتشف حقيقته.. ولا أستبعد أن يكون واضعو السيناريو قد اتفقوا بليل مع سماسرة برامج التوك شو على تمرير اللعبة بهذه الصورة.

أما الأسباب التي دفعت من خططوا لتلك المقامرة فهي السوابق رَسَّخَت قناعتهم بأن من صدقوا العلاج بالكفتة، وانبهروا بمسخرة الوحش المصري بالتحرير، وراودهم هاجس أن منى مينا وجورج إسحق إخوان وسما المصري خضرا الشريفة.. من السهل أن يشربوا قصة بطل العالم في القرآن النجم العالمي عبد الرحيم راضي.

لم لا وقد ظهر على الشاشات الأنبياء والمرسلون؟ لم لا وهناك من صدق ما صرح به أحد النشطاء بأن هناك سورة في القرآن اسمها "طلع البدر علينا"؟! لم لا وهناك من صدق أن والدة إحدى الفنانات كانت تحج أربع مرات في السنة وكأنها تزور مكة لشراء حمص وحلاوة وبعودة؟! لم لا وقد صدق الناس فتوى الشيخ ياسر برهامي بترك الزوج زوجته وهي تغتصب أمامه حتى ينجو من القتل؟! لم لا وهناك من يحمل لقب دكتور من أمريكا وهو لا يجيد قراءة جملة بالإنجليزية بل بالعربية وصار إعلاميا شهيرا ونائبا بالبرلمان؟! لم لا وفلاح الوادي الجديد الذي صوروه بالجلباب اتضح أنه موجه بالتربية والتعليم؟! لم لا وقد تم تكريم أصغر حاصل على الدكتوراه على أعلى مستوى واتضح أنه نصاب ومقدم للمحاكمة بتهمة النصب.

يلح على ذهني بكل المرارة هذان البيتان: عصرٌ سَما قدر الوضيع به/وغدا الشريف يحطُّه شرَفه.. كالبحر يرسبُ فيه لؤلُؤُهُ/ سفْلًا وتطفو فوقه جِيَفُه.

أقول لــ"عبدالرحيم" أحمد ربنا وبوس إيدك شعر ودَقْن؛ لأن السيناريو لم يكتمل بحفل الاحتفاء بك على الفضائيات ولا باحتفالات تكريمك بوزارة الأوقاف وجامعة الأزهر ولا بتكريم الرئاسة لك.. لسبب بسيط هو أن فضيحتك كانت على وشك تسجيل سابقة تاريخية لا مثيل لها.. وكنا سنشهد لأول مرة زفة الشيخ "المِطَّاهِر" ليلة فضيحة تكريمه! وربما وضعوك على حمار وولُّوا وجهك شطر مؤخرته قابضًا بيديك على ذيل الحمار.. ومزيكة حسب الله تتصدر الموكب بمعزوفة: شد العمة شد تحت العمة قرد.
الجريدة الرسمية