رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالفيديو والصور.. قذاف الدم لـ«فيتو»: مؤامرة عربية لـ«خنق مصر» بـ«سد النهضة».. «داعش» يدرب عناصر مصرية استعدادا لمواجهة كبرى.. الإخوان حصلوا على ملياري دولار لت

فيتو

أحمد قذاف الدم.. منسق العلاقات (الليبية – المصرية) سابقا، الحوار معه من الممكن أن يتم على أرضية أنه مواطن ليبي، كان لاعبا أساسيا –في وقت ما، على رقعة حكم الجماهيرية الليبية، ومن الممكن أيضا، وضعه في خانة رجل النظام الأسبق، الذي ترك بلاده بعد سقوط النظام الذي كان يعمل في كنفه، ومن الممكن– للمرة الثالثة، أن نشير إلى أنه "هارد ديسك" يحتوى بداخله على معلومات أقل ما توصف به "سري للغاية"، غير أن وضعه في خانة القارئ الجيد للأحداث، والشاهد الرئيسي على بعض الوقائع، والمحلل السياسي للقرارات ستكون هي الرؤية الأكثر وضوحا للحوار معه. 


"فيتو" التقت "قذاف الدم"، في محاولة منها للبحث عن إجابات لأسئلة عدة، بعضها متعلق بالجانب الليبي، الذي تحولت أراضيه لساحة معركة، متعددة الأطراف والجنسيات أيضا، والبعض الآخر من الأسئلة، متعلق بالملفات المرتبطة بالأحداث التي تجرى في الداخل الليبي، ومنها بالتأكيد "ملف القاهرة والحدود الغربية". 

المنسق السابق للعلاقات (الليبية – المصرية) الحوار معه حمل رسالة تحذير أخيرة قبل الانفجار الكبير، على الصعيد المحلى في ليبيا بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام،حيث أكد أن المنطقة تنتظر سيناريو كارثيا يهدد بالتقسم إلى 50 إمارة.

"قذاف الدم" أزاح النقاب أيضا عن التهديدات التي تنتظر مصر، كاشفا عن وجود معسكرات في ليبيا تدرب الدواعش على المواجهة الكبيرة مع الجيش المصري، في ظل المؤامرة التي تحاك بهدف توريط قواتها في الأزمة الليبية، على غرار الفخ الذي نصب للسعودية في سوريا.

فإلى نص الحوار..

- بداية.. أين أنت مما يحدث في ليبيا الآن؟
يمكن القول إننى في قلب الحدث، هذه بلدي والعار أصبح يلاحق أي ليبي يقف متفرجا على انهيار دولته، سواء على مستوى التهجير أو النهب والسلب والمعاناة التي باتت مسلسلا لا ينتهى، أثناء ثورة الفاتح لم نترك أفريقيا فما بالك بدولتنا، كما أننى لا أستطيع كجندي ترك بلادي والاكتفاء بالجلوس في مقعد المتفرج في ظل الانهيار الذي يحدث وفق سيناري ممنهج وضعها الغرب.

- إذن.. ما دمت في قلب الحدث لماذا لم تتم دعوتك للمشاركة في الحوار الأممى بمدينة الصخيرات المغربية؟
الغرب الذي قاد الحملة على ليبيا وأوصلها إلى هذا الوضع البائس لا يريد مشاركة أنصار ثورة الفاتح في أي حوار؛ لأنه يدرك جيدا أننا أغلبية، وإذا ما شاركنا في مثل هذا الحوار، سنقف ضد مطالبه التي يمليها لاستكمال مسلسل الدمار الذي لحق بالبلاد نتيجة تدخل 40 دولة بقواتها العسكرية تحت غطاء "الناتو" مصحوبة بأقمار صناعية ومقاتلات جوية.

وأريد أن تعلم جيدا أن الغرب الذي يدير المفاوضات لا يريد رؤيتنا على طاولة حوار، بعد أن حرص على جمع شركاء من الباطن لتمرير مطالبهم، بهدف بعث رسالة مضللة إلى العالم مفادها، "الأوضاع جيدة، وأنهم يعملون على تحقيق الديمقراطية المزعومة والأمن والاستقرار".


-من وجهة نظرك... هل تتوقع نجاح تمرير حكومة فائز السراج؟
لست متفائلا بأن هذا الذي يجري سوف يؤدي إلى النجاح، خاصة أنه وضع تم فرضه بالقوة، دون مشاورات حقيقية مع جميع الأطراف، وانظر لردود الأفعال وسط الفبراريين –أنصار ثورة 17 فبراير- هم أنفسهم غاضبون ويشعرون بالغبن نتيجة تجاهلهم سواء في طرابلس أو بنغازي، والغرب يستمر في تكرار أخطائه متعمدا بنوايا مبيتة، على غرار ما فعله في العراق بذريعة النووي، وشخصيا أحذر الغرب إذ ما انفجرت الأوضاع في شمال أفريقيا سوف تطالهم النيران في دول أوروبا.

سيطرة الإخوان 
بالحديث عن الحكومة الجديدة.. هل يمكن أن توضح لنا مدى سيطرة الإخوان والجماعة المقاتلة على هذه الحكومة؟
لا أحد يسيطر على الأوضاع في ليبيا، والإخوان هناك لا يشكلون شيئا وما يسمون أنفسهم بالتيار الإسلامى لا يتعدون خمسة آلاف شخص، وسط مجتمع قبائلى تتجاوز القبيلة الصغيرة فيه 20 ألف شخص.

كما أن الإخوان لا توجد أرضية خصبة لهم هناك، فالمجتمع متدين بطبعه ولا ينتظر من يملى عليه تعليمات دينه، معمر القذافى نفسه عقب ثورة الفاتح طبق الشريعة الإسلامية، وأغلق الحانات ونوادي العراة وجميع المظاهر المخالفة لتعاليم الدين الإسلامى، وعمل على نشر الثقافة الإسلامية في ليبيا وخارجها ونجح في أسلمة مجتمعات في دول أفريقيا وقام ببناء المساجد في عدة دول، والإخوان الذي يزعمون أنهم رقم في المعادلة إلى 2011 كان عددهم 350 فردا.

ثم إن هذه الأساليب الملتوية لا علاقة لها بالدين، هؤلاء الملثمون يمارسون أسلوب العصابات، وتسبب هذا التيار في تدمير دول المنطقة، وتسبب في تدمير 4 جيوش إسلامية ولولا ما حدث في 30 يونيو لكان جيشها الخامس في ركب الدمار، ثم هؤلاء الذين في ليبيا تحديدا ويدعون أنهم يمثلون الإسلام هتفوا تحت قصف الناتو وتعاونوا مع إسرائيل في 2011 لإسقاط نظام القذافى والاستيلاء على الدولة، فهم لا يمثلون الإسلام.. والإسلام منهم براء.


- ملامح التدخل العسكري الغربى في ليبيا، تلوح في الأفق، فما هي قراءتك للمستقبل وسيناريوهات هذا التدخل؟
الغرب لم يأت إلى ليبيا لدعم الديمقراطية كما يزعم، والآن عادت البلاد إلى ما قبل الثورة عام 1996، وهؤلاء يحملون حقدا دفينا على ليبيا والإسلام، ويريدون تدمير المنطقة والأمة الإسلامية لأنها عدو متوقع، الآن عادوا بعد سقوط الدمى التي حاولوا تنصيبها منذ 2011، ويريدون استثمار ما فعلوه خلال الأعوام الخمسة الماضية، والشعب بالفعل لديه قلق من القتل بقنابل الناتو.

ولو كانوا يريدون السلام كما يزعمون، عليهم دعم البرلمان –مجلس النواب- الذي اختاره الشعب، ودعم الجيش الوطنى دون تدخل خارجى، نحن نمتلك من الرجال والخبرات ما يؤهلنا لإعادة بناء دولتنا، دون الحاجة لتدخل عسكري غربى يهدف في المقام الأول إلى استكمال التدمير والاستيلاء على ثروة البلاد النفطية.


حفتر ومصر 

- في ظل تصاعد الضغوط التي تمارس على الجيش الليبي، هل تتوقع استمرار الفريق خليفة حفتر في منصبه؟
الجيش الليبي مؤسسة وطنية ويجب عدم ربطه بشخص، ومهمة القوات المسلحة الشرعية الدفاع عن الدولة، بغض النظر عن اسم الفريق خليفة حفتر كقائد عام.

ومن جانبي أرى أن محاولة الزج باسمه في هذا المعترك تسييس للأزمة، فالرجل اختاره البرلمان الذي اختاره الشعب ونحترمه أيضا رغم أننا لم نكن طرفا في الاختيار لكننا احترمنا إرادة الشعب، وعلى الغرب أيضا احترام البرلمان والشخص –حفتر- الذي اختاره لهذه المهمة.

- بصراحة..هل تقبل بتدخل عسكري مصري في ليبيا؟
لماذا تتدخل مصر عسكريا في ليبيا؟!، ما نحتاجه من مصر الدعم السياسي ودعم الجيش الوطنى من خلال تدريبه أو ممارسة ضغوط لرفع الحظر عن تسليحه، ومن يسوقون لفكرة تدخل القاهرة عسكريا يريدون دفع الجيش المصري إلى مستنقع فوضى وفتح جبهات حرب أمامه على غرار ما يحدث للسعودية في سوريا الآن وجرها إلى فخ الأزمة.

وعلى الجانب الآخر القاهرة تستطيع لعب دور سياسي فاعل بمعاونة السعودية في هذه الأزمة، من خلال الدبلوماسية الفاعلة للضغط على المجتمع الدولى.


-المعادلة هناك معقدة الآن، فما هي السيناريوهات التي تتوقعها والحل الأمثل؟
ليبيا تمر الآن بأزمة تقودها إلى 3 سناريوهات من بينها سيناريو حل، الأول عبارة عن استعمار مقنع ومنطقة خضراء في طرابلس تعمل بها حكومة وصاية، أما الثانى فهو سيناريو الصومال مع التدخل الأجنبى وموجات نزوح بشرية إلى الغرب ودول الجوار، والسيناريو الثالث، وهو الحل، أدعو الجميع لطى صفحة الماضى بخيرها وشرها بالطريقة التي نتوافق عليها، ونسقط هذا الباطل وننطلق لمستقبل يجمع الكل تحت راية بيضاء، وصدور عفو عام عن الجميع وعودة كل المهجرين وخروج الأسرى، وإقامة انتخابات حرة، وإعادة بناء القوات المسلحة والشرطة، وأرى أن هذا هو الحل الآمن للخروج، وهذه رسالة ودعوة أخيرة قبل الانفجار الكبير.


الدور القطري التركى 

- ما زلنا في دائرة الأزمة.. كيف ترى الدور القطري والتركي في الأزمة الليبية؟

تركيا وقطر مجرد دمى في يد الغرب، ليس بيننا وبينهما شيء، وأضيف إليهم السودان، هؤلاء صدرت لهم تعليمات قاموا بتنفذيها، وأراد الغرب أن يطمس حملته على بلادنا بوجود هذه الأطراف كى لا يقال إنه هجوم صليبي ضد الدول الإسلامية، واستخدم في سبيل ذلك هؤلاء كأوراق في اللعبة.

تركيا وقطر والسودان، يرسلون إلى الآن العناصر الإرهابية إلى ليبيا، عبر البر والبحر على مرأى ومسمع من العالم رغم الحظر المفروض عليها منذ 2011.

- لكن هناك أصوات تؤكد على أن قطر تلعب دورا كبيرا في المنطقة.. إلى أي مدى تتفق وهذا الرأى؟

التفخيم في الدور القطري أمر لا يستحق، فهذه الإمارة مجرد كومبارس تمول الحروب بتعليمات عليا، وهم لا يمثلون شيئا للأمة العربية فهم مجرد قبيلة صغيرة لا تمثل عددا في الأمة، وقطر وغيرها ضحايا وسوف يأتى الدور عليهم جميعا، الغرب لايفرق بين القذافى وحمد، وحال وصلت النار إلى الجزيرة العربية لن تصمد هذه الدول سوى أسابيع.

- معنى ذلك أننا من الممكن أن نرى أمير قطر يلاقى مصير القذافي؟

لا.. القذافي مجاهد استهدف الغرب، ولن ينال أمير قطر هذا المصير، فقد سقط في مستنقع العمالة للغرب، وغرقت يداه في دماء السوريين واليمنين والليبين والعراقيين، وأدعو له ربي يهديه سواء السبيل وأن يكفر عن ذنوبه التي ارتبكها في هذه الأمة.


- على صعيد الإرهاب في ليبيا.. ما حقيقة سقوط غاز الخردل والسارين في أيدي العناصر الإرهابية؟ 
هناك كان يوجد غاز الخردل والسارين، وسرقت من المخازن، وتم تهريبها إلى دول الجوار ووصلت إلى سوريا، والآن تباع وتشترى في الشوارع على مرأى ومسمع من الجميع.

وبعض القيادات المتواجدة في ليبيا الآن، ساهمت بشكل فاعل في تهريب كميات من الغاز إلى سوريا لإيصاله إلى عناصر "داعش" هناك، وما أقوله في هذا الأمر ليس بسر خطير، فالأجهزة الغربية تعلم ذلك جيدا، وتعلم أيضا ببيع الغاز السام في شوارع وطرابلس وتكسبت من تجارته عناصر معروفة بالاسم.


-كيف ترسم خريطة تواجد تنظيم "داعش" في ليبيا؟
التنظيم متواجد هناك ويهمين بشكل عام على "درنة" و"سرت"و"صبراته"، ومتواجد أيضا في الخمس، كما شرع التنظيم في التمركز بالعاصمة "طرابلس" بقوة الآن، وربما تعلن العاصمة إمارة في أي لحظة، بحسب ما نمتلكه من معلومات في الداخل.

التأثير على الجوار 
- هناك تذمر من الدور الجزائري في الأزمة، فبماذا تصف هذا الدور؟


الجزائر مثل مصر متضررة مما يحدث هناك، خاصة أن الدولة الليبية كانت مفتوحة بأمان لكل العرب في عهد القذافى، والجميع كان يحل ضيفا عليها ويعمل بها دون تأشيرات، والآن تبدل الوضع وبعدما كانت الدولة امتدادا للجوار العربي، أصبحت مصدر تهديد، ويتم تهريب الصواريخ والحبوب المخدرة، والعناصر المقاتلة للجزائر، وهناك تحريض وتمويل من العصابات المتواجدة في البلاد لزعزعة النظام الجزائري ودول شمال أفريقيا بشكل عام لتوسيع دائرة الصراع.

- فيما يتعلق بتوسيع دائرة الصراع، ما هو الخطر الذي بات يمثله "داعش ليبيا" على مصر؟

لن تستقر مصر ما دامت الفوضى منتشرة في ليبيا، هناك معسكرات للمصريين متواجدة هناك، بالإضافة إلى تهريب الأسلحة والصواريخ وحبوب الهلوسة للداخل المصري، وهؤلاء الأعداء يريدون فتح جبهة صراع جديدة للقاهرة على الحدود الغربية، تماما كما هي الأوضاع على الحدود الشرقية والجنوبية.

- حديثك هذا يتفق مع الأصوات التي تؤكد تعرض القاهرة على الأخص، والمنطق العربية بشكل عام لمؤامرة كبرى.. تعقيبك؟
هذه مؤامرة على الأمة لا تخص ليبيا فقط، وكلنا ضحاياها حتى الإخوان وداعش ضحايا لهذا المخطط لأنهم "غافلون"، يعتقدون أنهم يرفعون راية الإسلام والدفاع عن الدين، والنتيجة تخبرنا أن ما حدث خلال السنوات العجاف أن ما حدث جريمة في حق الدين والعروبة شارك بها الجميع، ونتساقط بأيدنا وأسلحتنا وشبابنا، وعلينا الاستيقاظ قبل السقوط الأخير، حتى بعض الدول التي تمول هذه الحروب الآن، لن تكون في مأمن نفس المعطيات متوفرة لديهم و"الحبل على الجرار" في مسلسل الفوضى، وسيذبح الآخرون يوم ذبح الثور الأبيض، وسنتحول أمة من الغجر المهجرة.



- وفقا للمعلومات المتاحة لك.. هل يوجد تواصل بين قيادات "داعش" في ليبيا، وعناصر بالداخل المصري؟

أكيد.. هذا التنظيم يشبه الخلايا العنقودية، وتواصلهم ممتد من دول آسيا إلى بلاد المغرب الإسلامى، حتى الأوروبيون منهم، والدول العربية والأفريقية، ونصيب الأسد هناك من المصريين والتونسيين، لأنهم يعدونهم لمصر وتونس بهدف مواجهة كبيرة.

كما أن القيادة المصرية تعى هذا الخطر جيدا، ووعى الشعب مكنه من الانتفاض في 30 يونيو ووقوف الجيش مع الشعب مثل حائط صد أمام مخطط فوضوي كبير، والرئيس عبدالفتاح السيسي تحمل مسئوليته في ذلك اليوم، ولولا ذلك لكانت مصر أسوأ من سوريا وليبيا، وعلى الشعب المصري أن يعى هذا الأمر ولا يظن أن المؤامرة انتهت حتى لا يسقط في هذا الفخ مجددا.

- في ظل ما يحدث في ليبيا، ما هي رسالتك للشباب المصري الذين يصرون على السفر إلى هناك؟
ليبيا ليست دولة الآن، وأصبحنا نتسول ومع الأسف أصبحنا نتتظر مساعدات غذائية من الخليج ومصر حتى الدقيق نحصل عليه من الخارج على شكل مساعدات إنسانية، عدنا إلى 1950 في عام المجاعة عندما وصلت أول شحنة قمح من مصر، إذا لماذا يذهب المصريون إلى هناك وكثير منهم يقعون في براثن العناصر الإرهابية وآخرون يتم تجنيدهم.


-حدثنا عن حقيقة صفقة تسليمك في عهد الإخوان مقابل 2 مليار دولار؟

لا أحب التحدث عن هذه الواقعة، لكنها حقيقة وأثبتت التحقيقات في مصر وليبيا ذلك، ولدينا من الوثائق ما يؤكدها، وتم دفع الرشوة للإخوان مقابل تسليمى فعليا، والأمر ما زال قائما، هذه العصابات ترسل عناصرها إلى الآن بهدف متابعتى ويبحثون عن طريقة أخرى لتنفيذها.

سد النهضة
-بخبرتك السياسية في الملف الأفريقى، ما هي النصيحة التي توجهها لمصر في التعامل مع أزمة "سد النهضة"؟


هناك دول عربية وتركيا وأمريكا تعمل في هذا الملف بهدف "خنق مصر"، نحن منذ عهد جمال عبدالناصر الذي كان يدرك أن الأمة يجب حماية ظهرها في العمق الإفريقى وعلى الظهير الصحراوي لنا كعرب، وعملنا معا على الملف، وتحولت إثيوبيا من دولة عدو إلى دولة حليفة، وساعدنا حركة ميليس زيناوي لخلق نظام سياسي موالى للعرب.

كما أننا خضنا صراعا مريرا ضد القوى الاستعمارية هناك، ودفعنا الكثير ليس مالا فقط بل دم أيضا، وقتها تحرك الغرب ضد معمر القذافى بدأ عندما طرح فكرة الولايات المتحدة الأفريقية التي سخر منها بعض العرب حينها، وبالتالى هناك دعم لإثيوبيا في هذا المشروع -سد النهضة-، ومع الأسف هناك أطراف عربية شريكة في هذا العمل، ودول جارة لمصر تتآمر في هذا الملف.

ما النصيحة التي توجهها للنظام المصري للتعامل مع هذا الملف؟
على مصر أن تفتح يدها لأفريقيا على غرار أيام عبدالناصر، والتعامل مع الأزمة بوسائل دبلوماسية وقانونية، وطرح البعض للخيار العسكري أمر بعيد عن المنطق، عندما كنت في السجن وتابعت جلسة الرئيس المعزول محمد مرسي التي تمت إذاعتها على الهواء وحملت تهديدًا بضرب السد، عرفت أن هذا النظام ساقط، لأن الدول لا تدار بهذا الشكل الهزلى.



حرب سوريا واليمن

-لو ابتعدنا قليلا عن المشكلات المصرية والأزمة الليبية.. سوريا تمثل الحجر الساقط في هرم الأمة الآن، ما تقييمك للحرب البرية التي أعلنت عنها السعودية هناك؟


اعتقد أن الأخوة في الخليج يقرءون الملف بشكل مقلوب، وأخشى أن تكون المملكة زج بها في هذا الملف لجر أرجلهم في هذا المستنقع، وليس من مصلحة أي دولة في الخليج أن تزج بقواتها في اليمن أو سوريا، أو حتى فلسطين؛ لأننا في حالة ضعف ووهن، والغرب يريد أن يستدرجنا بجيوشنا وأموالنا لنقتل بعض بأسلحتنا وأموالنا ونفطنا.

وأنا أحذر من ذلك، بقاء بشار الأسد لن يمثل خطرا على الخليج، أما سقوط الأسد سوف يفتح "باب الجحيم" على الجزيرة العربية، لأنه عقب سقوطه لن تحكم المعارضة، بل ستحكم الفوضى أو "داعش" المدعومة من الغرب، وفى اليمن أيضا ستحكم الفوضى.. الآن سوري يقتل سوريا ويمنى يقتل يمنيا وياتى الإخوة في الخليج للمشاركة في القتال.

كما أننا للأسف لم نستوعب الدروس مما حصل في ليبيا، وليس من مصلحتنا اتخاذ هذه الخطوات الخاطئة وستجرنا إلى مطب تدمير باقى الأمة، وهذه بقية السيناريو بتوجيه الأمة في معارك غير واجبة، وتستطيع السعودية القيام بدور إيجايى.

نحن لسنا مسئولين عن مصير الشعب السوري، والحلول يجب أن تكون عبر الجامعة العربية، وهذه السوابق سندفع جميعا ثمنها.

الخطر الإيرانى

-لكن السعودية دخلت معركة اليمن وتقترب من سوريا لصد النفوذ الإيرانى؟


نتعامل مع إيران في المنطقة كأنها هي العدو الأساسي، ونثير نعرات طائفية ضد الشيعة، هذه بدعة، الشيعة مذهب يصلون ويحجون ويصومون، وكل المذاهب جاءت بعد الرسول، وفيما يتعلق بالصعيد السياسي إيران دولة قوية طردت سفراء الغرب وتناصر قضية فلسطين وقوة معادية لإسرائيل، كما أنها دولة مستهدفة كباقى الدول الإسلامية مثل تركيا ونيجريا واندونيسيا وباكستان، وإن كانت هذه المواجهات مؤجلة في الوقت الحالى لغرض تكتيكي أو لاستدراجها في مواجهات معنا أو مع بعضها البعض.

وأريد أن أشير هنا إلى أن الغرب يخوض الآن الحرب على "الخط الأخضر"، أو الحزام الإسلامى، هم قمسوا خطواتهم التدميرية في البداية على "الخط الأحمر" الشيوعية فيما سمي حينها بـ"ربيع براج"، ثم جاء ما يسمى الربيع العربي لتدمير "الخط الأخضر" الإسلامى لأنهم يرونها تشكل خطرا عليهم في الغرب، وبعدنا سوف يبدءون الحرب على "الخط الأصفر" المتمثل في الصين وشرق آسيا وهو ما دفع يبكين للانتفاض.

-بوجهة نظرك ما هو دور الخفى للمشروع التركى في إحراق ملفات العرب؟

الأمة التركية تبحث عن ذاتها، ووجدت فراغا أمامها، ووقعت في اختيار إما أن نملئه نحن أو يملئه الاستعمار، في ظل غياب المشروع والوحدة العربية، في ظل عملنا على التشرذم ونحل مشاكلنا بـ"الكى"، لذلك وجد الأتراك فرصتهم مواتية للتدخل في شئوننا والهيمنة على مقدرتنا والتحدث بلسان حالنا في دوائر صنع القرار الغربي، وهم يدركون جيدا أن ملف المنطقة يحمل لهم المكاسب التي يريدونها سواء عضوية الاتحاد الاتحاد الأوروبي، أو العودة كشريك فاعل لإمساك دفة صنع القرار، ومع الأسف في ظل تحولنا إلى أمة من "الغجر" تحمل أمتعتها وتهجر من ديارها وتشرد أطفالنا وتنتهك نسائنا، ونكتفى بسب انفسنا ومصارعة بعضنا البعض اصبحنا فريسة سلهة لكل فيروس يسعى لاختراق أجسادنا.


-الحديث عن التحالفات الإقليمية، يدفعنا لسؤالك عن رؤيتك للتحالف العسكري الإسلامى؟

جيد أن تكون لنا قوة عسكرية إسلامية تدافع عنا لقطع الطريق أمام الغرب، لكن كما قلت لك نحن نكتفى بـ"الكى" في العلاج رغم أنه الخطوة الأخيرة، فقبل إنشاء قوة عسكرية لابد من تطوير التعليم وتطوير الخطاب الدينى والشرح الحقيقى للإسلام، دعم الدول الفقيرة لإعادة البناء، هذه الأموال التي ننفقها في الحروب كافية لإعلاء العرب وتطوير شبابهم وخلق مجتمعات سوية، أما الآن نحن نزيد في الأحقاد والضغائن بين العرب بلغة الرصاص.

ويجب التأكيد هنا أن مشكلات المنطقة لن تحل بالرصاص، ولن تقوم لنا قائمة بدون اتحاد فاعل، يفتح الحدود من المحيط إلى الخليج، يبعث على أمل للشباب المنطقة لانتشالهم من براثن الفقر والمخدرات والبطالة التي تقودهم إلى الإرهاب.

الدول الغربية رغم موروث الكراهية بينهم بسبب الحروب، اتحدوا وفتحوا حدودهم وكسروا القيود، ونحن شعوب متصالحة مع نفسها منذ فجر التاريخ وموروث الدم بعيد عنا ومقومات الاتحاد فيما بيننا متوفرة، وبالرغم من ذلك نناصب بعض العداء ونصر على الكراهية غير المبررة.


-بمناسبة فتح الحدود، تحل الذكرى المئوية لاتفاقية "سايكس بيكو" هذا العام، فما تصورك للجزء الثانى منها؟

اليوم العراق والسودان وليبيا وسوريا يتم تقسيمهم، ومن وضعوا "سايكس بيكو" بالأمس، يهدفون الآن بخلايا الفكر الظلامى الذين زرعوهم بيننا إلى مجموعة إمارات ربما تصل إلى 50 إماراة، تتطحن فيما بينها والمؤلم أن هذه المؤامرة ننفذها بأيدنا وثروتنا.

من يقولون أن هناك حربا عالمية ثالثة، اقول لهم أن الحرب الثانية لم تتوقف بعد، والخطوط الثلاثة التي تحدثت عنها، "الأحمر والأخضر والأصفر"، وضعهم الحلفاء في الحرب العالمية الثانية لاستثمار الفوز في الحرب، وهم الآن في مرحلة الهجوم على "الخط الأخضر"، نحن فقط في مرحلة حروب "الجيل الرابع" عبر الانرتنت والإعلام والشائعات لاستكمال انتصارهم في الحرب العالمية الثانية.


-ما هو تقيمك للدور الروسى في المنطقة الآن، والخطوات التي يتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟

الرئيس الروسي فلادمير بوتين، يعرف تماما أنهم وقعوا في فخ "الخط الأحمر"، وعاد هو وزملاؤه لإنقاذ موسكو من جديد، والعمل على نهضة أمتهم من جديد، كما أن "بوتين" يعلم جيدا أنهم يحاولون محاصرة بلاده من جديد، فنقل المعركة بذكاء إلى خارج أراضيه لمواجهتهم قبل الاقتراب.

هذه أمم عظيمة نجحت في استعادة توازنها بعد السقوط، وتعمل الآن يمنهج علمى مدروس لتجنب السقوط من جديد، وبوتين يدرك جيدا خطورة سقوط الدول الإسلامية، ونقل الحرب بعدها إلى الصين والدول الآسيوية، وما يفعله الآن هو دفاع عن النفس.

رسالة لمصر

في النهاية.. ما هي رسالتك إلى مصر حكومة وشعبا؟


أولا، فيما يتعلق بالشعب المصري، عليه أن يعى جيدا أن المعركة لن تنتهى بعد، ويجب عليه الحفاظ على إنجازه في 30 يونيو وتحمل الصعاب لإنقاذ بلاده من الفوضى التي تستهدفها.

ثانيا، بالنسبة للرئيس السيسي، قام بدوره وحمى بلده وساند شعبه وانقذه من مصير مجهول، والمنطقة تنتظر منه الكثير، لأن استقرار العرب مرهون باستقرار مصر وقوة قيادتها.


Advertisements
الجريدة الرسمية