رئيس التحرير
عصام كامل

الزوجة المصرية بعد الأربعين خارج نطاق الخدمة.. عامر: لا أطيق البيت بعد 10 سنوات زواج.. ناهد: نعطيهم حقوقهم بشرط توفير حياة مريحة.. خبيرة علم اجتماع: تشعره بالندم والحزن على الارتباط بها

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تختلف المرأة المصرية عن المرأة الأوروبية في كثير من الصفات لكنها لا تقل عنها في مستوى الفكر والقدرة على العطاء ولكن الظروف المعيشية والبيئة المحيطة والالتزامات اليومية التي تعيش فيها المرأة في مصر لاشك أنها تؤثر بالسلب على قدراتها الخاصة ورغبتها في استقبال الحياة، فالضغوط على المرأة المصرية كثيرة، لذا قد يجد البعض أن الزوجة المصرية بعد سن الأربعين تصبح خارج نطاق الخدمة.


فيتو توجهت بالسؤال لعدد من الأزواج والزوجات عن أسباب انعزال المرأة وتقوقعها على نفسها بعد وصولها لسن الأربعين وما إذا كانت مع هذا الرأى أم تخالفه وردود أفعال الأزواج تجاه ما يحدث في البيت المصرى.

حقوق الزوجية
يقول عامر عبد الحميد، موظف، على الرغم من أنني ارتبطت بزوجتي منذ عشر سنوات بعد قصة حب ملتهبة إلا أنني أشعر حاليا عندما أراها أنني أمام إنسانة أخرى تختلف عن المرأة التي أحببتها من 10 سنوات فهى دائما متعبة وترفض وبإصرار إعطائي حقوقي الزوجية، وقد تمتد فترات التباعد لأسابيع قد تصل لشهور، ودائما أشعر بأنها تختلق الأعذار ولا تقوى على القيام بواجباتها الزوجية لأسباب دائما صحية.

وأضاف عبدالحميد، هي مشغولة بالأولاد وحرصها دائما على إنهاء واجباتها المنزلية على حساب نفسها الوضع الذي أشعر معه بالإحباط النفسى وقضاء معظم وقته خارج البيت لأنه لا يجد ما يسره في بيته وهذه أفضل وسيلة للهروب من النكد، زوجتي خارج نطاق الخدمة.

الارتباط بأخرى
أما حسين نصحى، مصور، يقول إنه اضطر إلى الارتباط بامرأة أخرى بعد ما أهملته زوجته وأعطت كل اهتمامها لعملها بالإضافة لإهمالها لمظهرها وتناولها الوجبات السريعة التي ضاعفت وزنها فأصبحت لا تسر عدوا ولا حبيبا على حد قوله، لذا اضطررت لأبحث عن راحتى في اتجاه آخر وحرصت في الزيجة الثانية أن أختار امرأة تهتم بنفسها ومظهرها لتجنب أخطاء الزيجة الأولى.

مسعد الخطيب -موظف- يرى أن الزوج يجب أن يتلمس الأعذار لزوجته طالما أنه يحبها وأن يقدر تلك السيدة التي تحملت كل ظروفه ويعطيها الحق في الراحة إذا كانت متعبة فهى بالتأكيد سترد له هذا الاهتمام يوما ما ويضع في اعتباره حجم التضحيات التي قامت بها الزوجة من أجله ومن أجل بيته.

عمل شاق
أما الزوجات فكان لهن رأي آخر، وتقول ناهد السيد -موظفة- طبيعى جدا وسط الظروف الصعبة التي نعيشها أن نشعر بالتعب والاكتئاب فبعد يوم عمل شاق مطلوب منا أن ننظف ونطبخ ونرتب ونذاكر للأولاد وطبعا بعد كل ده تشعر المرأة أنها لا تقوى على النظر لنفسها في المرآة، لو عاوزنا نهتم بنفسنا وكمان نعطيهم حقوقهم الزوجية يوفروا لنا حياة مريحة ماديا ونفسيا وبعدين يطلبوا حقوقهم.

حبها لذاتها
نوال محمود -ربة منزل- لها رأى آخر، فهى ترى أن اهتمام المرأة بنفسها يأتى من حبها لنفسها وإذا ما كانت المرأة منذ البداية تهتم بأناقتها ووزنها ستظل كذلك طول عمرها ولن تهمل نفسها مهما كانت الظروف، أما السيدات اللاتى تهملن في مظهرهن فهن كذلك طوال حياتهن فقد نشأن على هذا، وبالتالى لا يمكن أن نظلم ظروف الحياة ونقول انها السبب في إهمال المرأة لنفسها ووزنها ورشاقتها.


الندم
تقول الدكتورة زينب شاهين -أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة- أن ما تتبعه المرأة المصرية من أسلوب حياة هو خاطئ بكل المقاييس، فقد استطاعت الزوجة أن تشعر زوجها بالندم والحزن الشديد على اتخاذه قرار الارتباط وبناء أسرة في يوم من الأيام نظرا للبشاعة التي يكن عليها بعض السيدات.

وأشارت زينب، إلى أنه من الظلم تعميم الوضع لأن هناك زوجات ونساء جميلات لا يتوقفن عن الاهتمام بمظهرهن وأناقتهن ولكنهن قلة قليلة، فالمرأة المصرية ليس بعد سن الأربعين بل بعد الـ25 قد تشعر بأنها بمجرد حصولها على بيت وزوج قد أدت وظيفتها وانتهى دورها تجاه حياتها الخاصة وجمالها وأناقتها، وفتحت بذلك صفحة جديدة تشجب خلالها الزوج وتهتم فقط بالأولاد والبيت، وتصاب بحالة عجز مبكر فكريا وضمنيا وفعليا ولا يجد الزوج امامه سوى العلاقات الخارجية لتعويض ما يفقده من اهتمام وحب ودفء داخل بيته، وفى المقابل نجد النساء الأوروبيات لا يتوقفن أبدا عن الاهتمام بالنفس وبالرجل أو الزوج طوال حياتها ومهما بلغت من العمر.

مرحلة مختلفة
وتقول نسرين عبد البر- أستاذ الطب النفسى- إن سن الأربعين أو ما بعده مرحلة جديدة ومختلفة في حياة المرأة تعني سن النضوج العقلي والفكري ولكنه قد يكون للكثيرات بداية التعرض لمشكلات صحية جديدة لم تكن تعاني منها أو الإحساس بالاكتئاب خوفا من تقدم العمر، لكن هذا الاعتقاد يعد من الاعتقادات القديمة الخاطئة، إذ نجد المرأة الآن تبدأ حياتها بعد سن الأربعين إذ تبدأ في تحقيق أحلامها وجني ثمرة كفاحها في الحياة سواء في العمل أو في حياتها الشخصية.

وأضافت نسرين، متساءلة، ولكن ماذا عن صحة المرأة في هذه السن؟، مرحلة كسائر مراحل العمر الطبيعية التي مرت بها المرأة منذ أن كانت طفلة صغيرة ثم مراهقة ثم شابة ناضجة،تغيرات فسيولوجية تطرأ على جسمها، وقد تنعكس بطبيعة الحال على الحالة النفسية والمزاجية لها، وهنا ينصح خبراء الصحة النفسية والاجتماعية المرأة ببعض النصائح التي تجعلها تعبر هذه المرحلة بشكل طبيعي وتجعلها تستمتع بحياتها في سن النضوج.

وأكدت نسرين، على ضرورة الاعتناء ببشرتها وشعرها لأن ذلك عامل مهم في الإحساس بالراحة النفسية والسعادة كما يمنح المرأة طاقة إيجابية تجعلها أكثر إقبالا على الحياة والعطاء،وينعكس ذلك على علاقتها بالزوج فتعيش حياتها الزوجية بصورة مكتملة مما يقرب بين الزوجين ويعطى فرصة لاستمرارية الحياة.
الجريدة الرسمية