رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. حيل تل أبيب لتجنيد المسلمين في جيش الاحتلال.. منح مالية وأراضٍ بأسعار زهيدة لاستقطاب الشباب.. مجند عربي يتباهى بدفاعه عن إسرائيل.. وآخر لا يعبأ بلقب الخائن بسبب المغريات المادية

فيتو

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تجنيد المسلمين في صفوف جيش الاحتلال، والتي تروج لها وسائل الإعلام الإسرائيلية، بهدف استقطاب المغيبين ممن باعوا أوطانهم وارتموا في حضن الصهاينة.


كانت قصة دينا عوفاديا، المجندة التي أسقطت عنها الجنسية المصرية، شرارة انطلاق الدعاية الصهيونية لتجنيد العرب في صفوفها، ومن ثم تحولت الأبواق الصهيونية لتسليط الضوء بشكل خاص على المسلمين.

وقبل أيام، بثت القناة الثانية الإسرائيلية تقريرًا عن مجندة عربية مسلمة، تطوعت للخدمة في إحدى كتائب المشاة التابعة لجيش الاحتلال.

البندقية والمصحف
وظهر التقرير المصور المجندة المسلمة، وهي تقسم الولاء لدولة الاحتلال حاملةً البندقية والمصحف.

وأشار التقرير إلى أن الإحصائيات تشير إلى وجود أكثر من ألف جندي مسلم يخدمون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومن بينهم مجندات مسلمات.

وقالت المجندة للقناة الإسرائيلية: "أخدم في الجيش لأدافع عن دولتي، لأنني لا أختلف عن غيري من الشباب الذين يخدمون في الجيش ويحمون الوطن. الكثير من صديقاتي العربيات يردن أيضا التطوع بصفوف الجيش".

وبسؤالها حول عدم رغبتها في كشف وجهها، قالت للقناة العبرية إنها تخشى تعرضها هي وأسرتها للخطر.

وفي كل مرة، تحاول إسرائيل إظهار أن المسلمين ينضمون لجيش الاحتلال برضا نفسي دون إجبار من أحد، وفي المقابل تعكس أن أهاليهم من يدينون بالدين الإسلامي هم المتعصبون ويقابلونهم بالنبذ والرفض، كما أن حياتهم تكون معرضة للخطر لمجرد تفكيرهم في الانضمام للقتال في صفوف الصهاينة.

الدعاية الصهيونية للترويج لهذه الظاهرة لم تتوقف، فبين الفينة والأخرى تبرز وسائل الإعلام الإسرائيلية نماذج لهؤلاء لإظهارهم كأبطال، من خلال إجراء أحاديث معهم، وكان آخرهم جنديين تحدثا إلى موقع "ماكور" الإسرائيلي.

مسلم إسرائيلي
وقال جندي مسلم يدعى أحمد الأسدي، انضم مؤخرًا لجيش الاحتلال: "أعتقد أن من يعرف نفسه على أنه فلسطيني لا يمكنه أن يكون صديقي- لا أعتقد أنني فلسطيني- وأنا لا أفهم الذين يدعونني "خائنا" في قريتي، إنهم يعيشون في دولة إسرائيل التي توفر لهم كافة الخدمات الممكنة. فالحياة هنا رائعة خلافا للدول العربية الأخرى".

وأضاف "الأسدي"، مرتديا زي الجيش الإسرائيلي، ويحمل البندقية: "أنا مسلم، إسرائيلي فخور".

وتابع: "أرى هذه الأيام موجة آخذة بالازدياد بين الشبان المسلمين الذين يرغبون في التطوع بالجيش الإسرائيلي، إنه مسار تقدم اجتماعي فريد من نوعه، وهو واجبي المدني، أرى المزيد والمزيد من الشباب في قريتي دير الأسد ينضمون إلى الخدمة العسكرية. وأنصح الكثيرين بالتجنيد، بل إنني أطلب منهم التجنيد للألوية والكتائب القتالية وألا يكونوا جنودا في الجبهة الداخلية ويخدمون في مكاتبها بتل أبيب".

وأردف: "لقد كنت قائدا مسئولا عن أخي، والآن التحق ابن أخي الذي أنهى الصف العاشر بالخدمة في سلاح البحريّة في حيفا".

مزايا للمسلمين
وفي إطار الدعايا لجذب المسلمين، عدّد "الأسدي" المزايا التي يتمتع بها الشباب المسلم في الجيش الإسرائيلي، قائلا: "تعلّمت هنا معنى الانضباط والقيم، ويكافئ الجيش الشباب المسلمين الذين يلتحقون به. الجنود المسلمون قادرون على شراء قطعة أرض كبيرة بأسعار مدعومة من الدولة، أسعار زهيدة حقّا، فضلا عن المنحة المالية الكبيرة التي يحظى بها الجندي عندما ينهي ثلاث سنوات من الخدمة (اليهود والعرب على حدٍّ سواء)، يتلقى المتطوعون المسلمون في الجيش راتبا عاليا بشكل ملحوظ إضافة إلى نحو 1500 دولار شهري طوال أشهر الخدمة الستة الأخيرة، ولكن لا يحظى الجندي اليهودي بهذه المزايا".

وأضاف جندي آخر يُدعى "محمد": "هتفوا نحوي "خائن"، ولكنني أشعر بالرضا في الجيش وأفكر بسيرة مهنية عسكرية طويلة".

وتشكل المغريات المادية والمكافآت الاقتصادية التي يقدمها جيش الاحتلال لاستقطاب هؤلاء الشباب أهمية كبيرة للتفكير بالتجنيد.

الجريدة الرسمية