رئيس التحرير
عصام كامل

حديث الشباب


أعلن السيد الرئيس أن عام ٢٠١٦ هو عام الشباب وأن قضاياهم هي شغله الشاغل وعليه أن يبدأ الخطوة الأولى ليضم هذه الحشود إلى مسيرته نحو المستقبل فلا نجاح لشيء في مصر المستقبل إلا بإرادة شبابها.. ومن واجبنا أن نسمع منهم قبل أن ندينهم خاصة وقد سرقت منهم ثورة يناير ومهدت لعودة فلول العهد البائد في الوقت الذي عاشوا فيه وعانوا الفقر والمعاناة والعشوائيات بلا حلم وعمل، وكل ما يصبون إليه (الكرامة والعدالة الاجتماعية).


وتذكرني دعوة الرئيس لاحتضان الشباب بما قام به الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من إنشاء منظمة الشباب حين كلف نائبه آنذاك زكزيا محيي الدين بتكوين هذه المنظمة فاستعان الأخير بلجنة ضمت يحيي الجمل وأحمد صالح القشيري ومحمد الخفيف وغيرهم وبعد ستة أشهر تمت صياغة برنامج المنظمة الذي تميز بعدم المركزية والجمع بين القيم الأساسية للتيارات السياسية المختلفة، وكان مشروع ناصر للشباب مشروعًا وطنيًا لكن كانت خلفيته عسكرية مما أوقع هذا المشروع وأجهضه بعد نكسة ١٩٦٧ ثم فشل السادات ومبارك في تشكيل منظمة للشباب لعدم وجود مشروع وطني يلتفون حوله.. رغم مطالبة هؤلاء الشباب بالتغيير والحريات.

وكانت منظمة الشباب التجرية الوحيدة الناجحة لاحتواء الشباب وتأهيلهم سياسيا وتنظيما لخدمة المجتمع وقد صار جدلا كبيرا حول هذه التجربة لكن الشيء المؤكد هو أن من تربوا في هذه المنظمة تصدروا المشهد السياسي في وقت ما وقد يكون حتى اليوم سواء وزراء أو مسئولين في الدولة بل أيضا رؤساء أحزاب معارضة وقادة حركات شعبية.. وكان الشباب ظهيرا للفكر الناصري التي كانت فكرة ومشروع لمحاربة الاستعمار وتشجيع شعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية للتحرر الوطني.

ولأن ثورة ١٩٥٢ اهتمت بالجانب الاجتماعي قبل السياسي وقدمت في بدايتها الوظيفة والسكن وغيره للشباب عن طريق هذه المنظمة ساندت جموع الشعب الرئيس عبدالناصر رغم الأحداث التاريخية الخطيرة التي حدثت أيام سنوات حكمه أولها حرب ١٩٥٦ «قبل تكوين منظمة الشباب» ثم الوحدة مع سوريا عام ١٩٥٨ ثم الانفصال عام ١٩٦١ ولم يمر عام إلا وقامت ثورة فى اليمن عام ١٩٦٢ وسقط أكثر من ٥٠٠٠ شهيد مصري، لكن انتهت هذه الثورة عام ١٩٦٧ «على ما أذكر» -العام الذي حدثت فيه النكسة- بانتصار الجمهوريين وقيام جمهورية اليمن.

ولا ننسى أن شباب مصر هم من حملوا على أكتافهم عبء حرب الاستنزاف وانتصروا في حرب أكتوبر بعد إعادة تشكيل القوات المسلحة وتجنيد الشباب خريجي الجامعات الذين انتصروا بالعلم والعقل والوطنية.

وقد حق الرئيس السيسي حين أعلن أن مشكلات مصر بدأت منذ أكثر من خمسين عامًا، تحمل خلالها شباب مصر التهميش والتجريف في عهد السادات ومبارك وفترة حكم الإخوان وعايشوا الخطر وتفكك الدولة حتى وصلت إلى حافة الانهيار بعد ٢٠١١، ولكن هناك أمل بثه سيادة الرئيس حين قال: أما الفقراء فعمري لهم وسوف ننجح في إنجاز تقدم هائل سوف ترونه.

وبعد هذا العرض هل من الممكن خلق مجتمع شبابي كبير يحتويه وعاء تحت أي مسمى يحل مشكلاتهم ويضمهم للخدمة الوطنية وخدمة المجتمع، ما يشبه منظمة الشباب؟
الجريدة الرسمية