رئيس التحرير
عصام كامل

حكماء ولكن..


إن ما حدث من وقفة أمام نقابة الأطباء بحجة اعتداء أمين شرطة على طبيب بمستشفى المطرية العام وهى حادثة فردية يمكن أن تحدث في أي دولة في العالم هو اصطياد في الماء العكر، وكأن الأطباء هم ملائكة لا يرتكبون الأخطاء، فلم أجد ممن تضامنوا مع نقابة الأطباء مثل ممدوح حمزة وحمدين صباحى وخالد على وأسماء محفوظ وغيرهم، فضلا عن الدكتور سعد الدين أبراهيم، وهم جميعًا ليسوا بأطباء، فإذا كانوا يتضامنون مع الجانب الذي يرون فيه من وجهة نظرهم أنه معه الحق، فماذا سيقولون عندما يرتكب بعض الأطباء مخالفات وأخطاء يضيع بسببها أبرياء وسأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الطبيب الذي تسبب في بتر ساق طفل رضيع وآخر الذي قطع القضيب الذكرى لطفل كان يجرى له عملية طهارة فضاع مستقبل الطفل وهو فى بدايه حياته..


ومع ذلك يقول الناس هي أخطاء مجرد أخطاء ولم يدع أحد بهدم الطب وكلياتها ونقاباتها كما ينددون هم بهدم الجيش والشرطة.
 
ولسان حالهم عبر عنه حقيقة الدكتور ممدوح حمزة في لقاء تليفزيونى من أمام وقفة نقابة الأطباء معبرًا عن رغبته هدم الجيش والشرطة حين قال إن الجيش وقف ضد مبارك ولم يتدخل إبان ثورة 25 يناير لأنه كان ضد التوريث وعندما استولى الإخوان على السلطة كان للجيش دور في إزاحتهم لاسترجاع سلطة الجيش وقال إن السيسي هو سبب الفقر والمجاعة التي يعيش فيها الشعب.. والله أنا أضحك وأنا أكتب ما قاله، فممدوح حمزة يريد هدم الجيش والشرطة، وهو يعلم جيدًا أن ذلك هدم للدولة، وستتحول المنطقة كلها إلى بركة دماء كبيرة.. أما هم فسيرحلون للخارج ويبثون سمومهم من هناك.

وأعيب على وكيلة النقابة التي لم تتصرف بحكمة تجاه هذه المشكلة وكان يمكن اتخاذ العديد من الإجراءات دون التصعيد بهذا الشكل والذي لا يخدم قضية الأطباء، فمثلا عندما دخل محافظ القاهرة على مستشفى عام ووجد حالة من الاستهتار داخل المستشفى وتحدث إلى طبيب امتياز ووجده يكلمه واضعًا يديه في جيبه فقال له المحافظ أخرج يديك من جيبك فهذه قواعد الاحترام التي تغيب عن معظم الشباب الصغير.. فوجئنا بوكيلة النقابة تتحدث في كل القنوات الفضائية لتندد بالمحافظ بالطريقة غير اللائقة التي تكلم بها مع الطبيب، وكان الأجدر بالنقابة هو محاسبة الطبيب وتعليمه كيفية التحدث سواء مع الرؤساء في العمل أو أهالي المرضى الذين باتوا يعانون من غطرسة كثير من الأطباء وخاصة في المستشفيات العامة.

وأخيرا فإن من تضامنوا مع الأطباء ظهروا على حقيقتهم فقد وقعت الأقنعة ولم ولن تركع مصر مادام هناك جيش يحمى الوطن فيحيا الجيش وتحيا الشرطة رغم حقد الحاقدين..
ولك الله يا مصر.. حماك الله ورعاك.
الجريدة الرسمية