رئيس التحرير
عصام كامل

حبيب الصايغ: أحترم أحكام القضاء وأطالب بتغيير قوانين الحريات

 الشاعر الإماراتي
الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ

قال الشاعر الإماراتي، حبيب الصايغ، رئيس اتحاد الكتاب والأدباء العرب: "أنا كشاعر وكاتب وصحفي لا يمكن أن أكون إلا مع حرية التعبير".

أضاف: "أنحاز إلى الحرية غير المطلقة، فأنا أكون ضد الحرية إذا تكلمت عن الحرية المطلقة، فلو صدر حكم قضائي على أي كاتب، فأنا لا أشكك بالقضاء، بل أطالب بتغيير القانون ولو شككنا بالقضاء كأننا حكمنا على الدول بالفشل والانهيار وهذا ليس دورنا، أنا مع الحرية بالشكل الذي لا يسيء للآخرين".


وأضاف الصايغ، في بيانٍ له، تعليقا على ما نشرته "فيتو" من تصريحات لبعض الأدباء والمثقفين الذين ينتقدون تصريحات الصايغ الأخيرة: "طالعت على موقعكم بعض التصريحات مع مثقفين مصريين كبار أجلهم وأحترم عطاءهم الفكري والأدبي والثقافي، هم الناقد الأدبي د.حسين حمودة، ود.أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة، والكاتب الكبير يعقوب الشاروني.

وقد لاحظت أن الزملاء المحررين اجتزأوا تصريحاتي في لقاء تليفزيوني أجريته مع قناة النيل الثقافية المصرية يوم 6 فبراير 2016، واللقاء الفكري الذي حضرته في معرض القاهرة الدولي للكتاب مع الكاتب الكبير محمد سلماوي، وأخرجوا جملة من سياقها أقول فيها إن الكُتَّاب والأدباء ليس على رأسهم ريشة، وتساءلت: لماذا إذا أخطأ الطبيب يحاسب والكاتب لا؟ وبالطبع بنى الأدباء والمثقفين مواقفهم على فرضية صحة ما نقل إليهم".

وتابع: "في تقديري أن المعالجة بهذه الطريقة لم تكن موفقة، وتبين أن الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وهو المنوط به الدفاع عن الأدباء والكتاب العرب في كل مكان، وضمان حرياتهم وأمنهم الشخصي والعام، إنما جاء ليطالب بمحاكمتهم نظير إبداعاتهم، وهذا اجتزاء، فهذه العبارة قيلت في ختام حوار طويل عن حرية الفكر والرأي، أكدت خلاله عليهما، وقلت إن القوانين في بعض الدول العربية معيبة ويجب أن يتم تغييرها".

وحول سؤالي عن التمرد الطبيعي في الكتابات الأدبية، قلت نصًّا: "فليتمرد الكاتب كما يشاء، لكن هناك قوانين مطبوعات ونشر يجب أن تحترم حتى لو كانت خاطئة، لكن نحن نطالب بتعديل القوانين، ونحن بصدد عمل قانون مطبوعات ونشر استرشادي نقدمه للحكومات العربية إن شاءت تأخذ منه، هناك خلل كبير في بعض الدول للتضييق على الحريات، مائة بالمائة، لكن هذا ليس معناه أن يتمرد الكاتب على القانون، فلا يصح أن نطالب الناس باحترام القانون ونحن لا نحترمه، لا يوجد منطق في هذا.

"ورأيي عن الحرية المسئولة، ومطالبتي بتعديل القوانين المتعلقة بالحريات في الوطن العربي أكررها في كل لقاء وأي محفل، وقد ذكرت في اللقاء الذي جمعني بالكاتب الكبير محمد سلماوي في معرض الكتاب، وكما هو منشور على موقعكم يوم 4 فبراير الجاري، أن الكاتب يجب أن يدرك: أن الحرية مسئولية وأن على الكُتَّاب أن ينتبهوا إلى الإساءة للناس، وضربت مثلًا بما يقوم به صحفيو قناة الجزيرة - على سبيل المثال - التي ما زالت تصف ما حدث في مصر بأنه انقلاب، وذكرت أنني تكلمت معهم مرة وقلت لهم: بل إن ما حدث في مصر ثورة، ثورتان، وقلت: لنفرض أن ما حدث انقلاب وأنه ترتب عليه وضع جديد فما شأنكم أنتم بهذا الأمر؟

وقلت المعنى نفسه مرة أخرى في جريدة فيتو - أيضًا - في الحوار ونشر في الموقع الإلكتروني بتصرف في 13 فبراير الجاري، حيث قلت: "نفكر الآن في تعاون مع اتحاد الحقوقيين العرب لعمل مشروع استرشادي لقانون مطبوعات عربي موحد يرضي الكُتَّاب والأدباء، لأن القضايا العربية واحدة تقريبًا"، كما ذكرت أنني: "أحترم حقوق الكُتَّاب وحريتهم، لكن في بعض الأحيان يتعدى الكاتب بقلمه على حرية غيره، وتبدو إساءته غير مقبولة على الإطلاق من خلال الإساءة لدولة ما أو رمز كبير، ولا يمكنني إنصاف الكاتب سواء كان محقًا أو مخطئًا، لأن الكتابة لا تمتلك الحصانة". كما قلت إن الحرية لا تعني الإساءة إلى الذات الإلهية والدين والرموز.

يتضح لكم مما ذكرته في الحوار أنني من موقعي أتحدث عن الحرية المسئولة، وعن ضرورة استشعار الأدباء والكتاب باللحظة التي يعيشها وطننا، وأننا في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب لن ندخر جهدًا في الدفاع عن أي كاتب عربي يتعرض للظلم والقهر والاضطهاد، بشرط ألا يستخدم حريته في الإساءة للآخرين، فكيف يعقل أن نقيم الدنيا ولا نقعدها نحن الكُتَّاب والمثقفين على الغير إذا تجاوزوا في تطبيق القانون، ثم نفعل الشيء نفسه؟!

وتصديقًا لموقفي هذا، فقد أصدرنا بيانًا مؤخرًا نشكر فيه السلطات السعودية على إلغاء حكم الإعدام بحق الشاعر والتشكيلي الفلسطيني أشرف فياض، ونطالبها بالإفراج الكامل عنه، وقد ذكرت في البرنامج المشار إليه أنني قرأت قصائده ووجدت أن ليس فيها ما يستحق المحاكمة أصلًا، وأن القاضي لو قرأ أعمالنا جميعًا بنفس الطريقة لأعدم معظم الشعراء العرب، وهذا بالطبع لا يجوز، وقد شددت على فكرة أن الرأي لا يجابه إلا بالرأي والفكرة بالفكرة، وأن المنوط بهم تفسير وتأويل القصائد والأعمال الأدبية هم نقاد الأدب والشعراء".

وكانت "فيتو" قد نشرت حوارها مع الصايغ في الفترة الأخيرة في العدد رقم 200 من الجريدة الورقية، والتي أجرته على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته السابعة والأربعين.

الجريدة الرسمية