رئيس التحرير
عصام كامل

الإعــلام الهــدَّام


أكدنا من قبل أن الإعلام المصري، خاصة الفضائي، تجاوز كل مبادئ الإعلام المهني والأخلاقي، وتهاوى في بئرٍ سحيقة من الفوضى والانفلات، وسعى -ولا يزال- إلى نشر ثقافة الخرافة والتفاهة، والتهريج والتهييج ضد الدولة ومؤسساتها المختلفة وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة، تحت زعم وشعار حرية الرأي والتعبير والنقد، من الكارهين للوطن والمعارضين ومن بعض المحسوبين والمؤيدين لأركان الحكم في البلاد.


أما وقد وصل هذا "الإعلام المنحرف" إلى مرحلة السعي لهدم الدولة ومؤسساتها، والعمل على زرع الفتنة والشقاق بين الشعب ومؤسسة الرئاسة، على ألسنة وكتابات عددٍ من الإعلاميين ومدعي الإعلام والصحافة، فيجب أن تكون لنا وقفة نحن المتلقين لهذا الإعلام، ووقفة من الدولة لأولئك الهدَّامين البعيدين عن مفهوم الإعلام ورسالته في البناء والارتقاء والنقد البنّاء، وليس الهدم وتخريب العقول وتسميم النفوس.

لقد كشفت "السجادة الحمراء" التي سار عليها الرئيس عبدالفتاح السيسي بسيارته عند افتتاح عددٍ كبيرٍ من المشروعات يوم السبت 6 فبراير الجاري، حقيقة هذا الإعلام ومقاصد ونوايا إعلامية، ومدى التفاهة التي يعيش فيها ويسعى إليها دائمًا، كما أظهرت "مقاولي الهدم" وصبيانهم في الفضائيات المصرية المختلفة.

لقد ترك الجميع افتتاح الرئيس 34 مشروعًا عملاقًا اقتصاديًا وخدميًا باستثمارات بلغت 16 مليار جنيه نفذتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ووزارات الإسكان، والاتصالات، والشباب والرياضة، في إطار خطط الدولة لدعم مقومات التنمية الشاملة وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين في العديد من محافظات مصر، وتحدثوا عن السجادة الحمراء، منتقدين المحيطين بالرئيس الذين فعلوا تلك الفعلة النكراء!

وخرج العميد إيهاب القهوجي، نائب رئيس إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، ليوضح أن السجادة ما هي إلا مادة من القماش الخفيف وتُستخدم منذ نحو ثلاث سنوات، ويتم وضعها لتجميل الشكل العام في الاحتفالات الرسمية، مؤكدًا أن هذه "السجادة" يتم استخدامها لإضفاء حالة من البهجة على الاحتفالات وتوصيل انطباعات جيدة للعالم عن أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح.

إننا من واقع متابعة الإعلام الفضائي المصري في الأسابيع والأيام الأخيرة، يتضح ويتأكد لنا؛ أن هذا الإعلام يعمل ضد الدولة وأصبحت أدواته والقائمون عليها "معاول هدم" لأركان الدولة المصرية، وأنه يعمل -بكل الوضوح والبجاحة- لصالح أصحابه من رجال الأعمال بعيدًا عن مصالح الوطن والمواطنين.

ومن هنا ينبغى ويتحتم على مجلس النواب سرعة إصدار قانون الصحافة والإعلام، وإنجاز تشكيلات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، طبقًا للدستور، وعلى نقابة الصحفيين، ونقابة الإعلاميين المرتقبة، محاسبة أعضائهما على ما يرتكبونه من أخطاء وخطايا في حق الوطن بعيدًا عن مفهوم حرية الرأي والتعبير والنقد، وعلينا نحن "الجماهير" مقاطعة الإعلام الفضائي الهدَّام.

وأخيرًا.. نتهم الإعلام الرسمى خاصة التليفزيون بالتقصير الشديد في عرض إنجازات الدولة وعدم "الإعلام" عما يجرى ويحدث في البلاد -على أرض الواقع- من مشروعات عملاقة لزرع ونشر طاقات الأمل والتفاؤل في نفوس المصريين.
الجريدة الرسمية