رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ثابت البطل.. 11 عاما على الرحيل

ثابت البطل
ثابت البطل

كان مريضًا واشتد عليه المرض اللعين وأخبره الأطباء بتدهور حالته الصحية وحاجته إلى الراحة إلا أنه أصر على التواجد داخل ملعب الكلية الحربية في طقس شديد البرودة ليكون بجوار فريق الأهلي في مباراته الهامة أمام نادي الزمالك ببطولة الدوري العام.


جلس على مقاعد البدلاء متلفحًا ببطانية لتحميه من برودة الجو ولإخفاء ارتعاشة جسده الذي فقد نصفه بسبب المرض في واحدة من التضحيات التي لم تشهد مثلها ملاعب كرة القدم المصرية منذ تأسيسها.

ثابت البطل بدون أن يقصد وبدون سعي ونفاق ورياء وبالكثير من التضحيات أصبح رمزًا من رموز النادي الأهلي وأصبحت ذكراه خالدة في عقول وقلوب الجماهير الأهلاوية.

فجماهير الأهلي لن تنسى استجابة البطل لنداء ناديه بعد أن ضحى بالراتب الكبير الذي كان يتقاضاه في ليبيا (16 ألف دولار شهريًا) وضرب بذلك المثل في التضحية والإيثار وعشق القلعة الحمراء بلا حدود.

ففي عام 1995 وقع اختيار مجلس إدارة الأهلي على ثابت البطل ليتولى منصب مدير الكرة بالنادي، وطوال 5 سنوات قضاها في هذا المنصب قاد ثابت البطل الأهلي إداريا للفوز بـ 9 بطولات، وفى 28 أغسطس 2000 اعتذر ثابت البطل عن عدم الاستمرار في منصبه بعد أن قضى 21 عامًا في الأهلي منها 16 عامًا حارسًا للمرمى و5 سنوات مديرًا للكرة واتجه بعد ذلك إلى ليبيا حيث شغل منصب مدير الكرة بنادي الاتحاد الليبى لكنه عاد إلى النادي الأهلي بعد أن قرر مجلس إدارة النادي في جلسته التي عقدها مساء الإثنين 7 يوليو 2003 تعيين ثابت البطل مديرًا للكرة امتدادًا لجهوده المخلصة في هذا المنصب طوال 5 سنوات من قبل.

ليعود البطل لناديه مضحيًا بكل شئ ليستمر في عمله مع الأهلي طوال عام و7 شهور و7 أيام حيث وافته المنيه صباح الإثنين 14 فبراير 2005.

حقق البطل خلال تلك الفترة القصيرة كأس السوبر المحلى على حساب الزمالك عام 2003 ودرع الدوري موسم 2004 – 2005 قبل انتهاء المسابقة بسبعة أسابيع وبأرقام قياسية غير مسبوقة ليصبح عدد بطولات الأهلي أثناء تولى ثابت البطل منصب مدير الكرة 11 بطولة.

اختتم ثابت البطل حياته كأروع مايكون بعد أن شاهد انتصار الأهلي على الزمالك مساء السبت 13 فبراير 2005 وقبل رحيله بساعات بثلاثية نظيفة سجل محمد أبو تريكة منها هدفين وعماد متعب هدف.

كان البطل قد أصر على مشاهدة اللقاء من أرض الملعب في مكانه على دكة بدلاء الفريق باستاد الكلية الحربية برغم تدهور حالته الصحية من منطلق عشقه الشديد للقلعة الحمراء.

ليظل مشهد محمد أبو تريكة وهو يقبل رأس ثابت البطل بعد الهدف الثاني في مباراة الأهلي والزمالك بالدوري الممتاز موسم 2005 خالدًا في ذاكرة كل الجماهير الأهلاوية. فبعد أن سجل أبو تريكة هدف الأهلي الثاني في مرمى الزمالك، ركض إلى حيث الفقيد الراحل وقام بتقبيله على رأسه، وكأن أبو تريكة باسم كل لاعبى الأهلي وجماهيره يقبل الراحل قبلة الوداع الأخير.

واليوم تحل الذكرى الحادية عشر لرحيل الرمز الأهلاوي الكبير ثابت البطل رحمة الله عليه، مر 11 عاما على فراق أحد أفضل حراس المرمى في مصر وأفريقيا وأحد أفضل مديري الكرة في تاريخ النادي الأهلي ولم ينساه أحد وتظل ذكراه خالدة في قلوب الجميع بحبه وعشقه وتضحياته لناديه.

Advertisements
الجريدة الرسمية