رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالصور.. «محمد وآية.. حب في التخشيبة»

فيتو

«ما يجمعه الرب لا يفرقه إنسان».. آية جاءت في الكتاب المقدس، وجسدها الناشط محمد حسانين وزوجته آية حجازي في مشهد رومانسي اقشعرت له أبدان المحبين.


حبيبان كانا على موعدٍ مع النضال، قصة عشق ولدت من رحم الثورة، جمعهما هدف إنساني، فأقسما أن لا يخونا العهد، ولم تستطع وحشة السجن وأسواره المخيفة أن تنال من قلبيهما، فقد قاوما برودته والتحفا بغطاء الذكريات، واهتديا في ظلماته بوميض الحب في لحظاته الرومانسية.

محمد حسانين، تحدى قضبان محكمة عابدين، التي كبلت حريته داخلها، بباقة ورد حمراء قدمها لمحبوبته احتفالا بعيد الحب، فقلبه لايزال ينبض باسمها وولع الاشيتاق سلوانه في ليالي السجن القاسية، في مشهد لم نعهده إلا في روايات العشق الأسطورية.

أما آية حجازي، فهى تلك الفتاة العشرينية التي قدمت من الولايات المتحدة الأمريكية بعد استكمال دراستها للحقوق بجامعة جورج تاون لتلتحق بركب الثوار، عاقدة العزم على أن تسخر كل طاقاتها وإمكانياتها التنموية والمادية، في تحقيق حلمٍ طالما راودها ببلاد المهجر، وهو أن تصبح قاهرة المعز مدنية أفلاطونية ينطلق شعاعها من ميدان التحرير.

التقت "آية" بشاب خمري اللون.. مصري أصيل من أبناء حى إمبابة بمحافظة الجيزة، يدعى محمد حسانين، تخرج هو الآخر في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، ولم يكن أحدهما يعلم أن القدر يومًا سيجمعهما تحت سقف بيت واحد ليصبحا زوجين، يجسدان نموذجًا لكل معاني الحب والتضحية.

تقابلت أفكار الشابين بل وتقاربت، وعكفا على تحقيق أحلامهما على أرض الواقع، وفى ظل الحراك السياسي الذي شهدته مصر عقب ثورة الـ25 من يناير، أسست آية حجازي وزوجها، بمشاركة عدد من أصدقائهما مؤسسة "بلادى.. جزيرة إنسانية"، بهدف القضاء على ظاهرة أطفال الشوارع من خلال تأهيلهم نفسيًا وعلميًا عن طريق الموسيقى والرسم.

ولما كان ميدان التحرير ملهمهما، حرصا أن يكون مقر مشروعهم الإنساني في رحابه، وبالفعل اتخذوا من أحد العقارات بشارع محمد محمود المجاور لميدان التحرير مقر له، بعد موافقة الجهات المعنية، وبدأ الجميع يعمل على قدم وساق كل حسب موقعه وطاقته، وسط تجاوب كبير من الأطفال الذين اكتظت بهم ساحات التحرير عقب اندلاع الثورة، ومع كل حدث جلل.

وجاءت غرة مايو من العام 2014، ليصبح ذلك اليوم تاريخا لن يمحى من ذاكرة الزوجين ورفاقهما، وذلك عندما اتهم والد أحد الأطفال الذين يترددون على المؤسسة بأن ابنه تعرض للتعذيب وتم استغلاله في أعمال مخلة للآداب العامة، حينها تم القبض على الرفقاء، وتبدل الحال، وتفرق الحبيبان، لينطبق عليهما المثل القائل «دوام الحال من المحال».

600 يوم والفراق مصيرهما إلا أنهما تعاهدا على استكمال المشوار، ومواجهة ظلمة السجن طالما يتسلحان بالحب، ويتزودان بالإخلاص والود.
Advertisements
الجريدة الرسمية