رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شاهد على السحر والشعوذة في الملاعب المصرية


«كذب المنجمون ولو صدقوا»، ورغم أن النص واضح إلا أنه ما زال هناك من يعيش بهذه العقلية، ويتعامل مع السحرة والمشعوذين وكأنهم يقولون حِكما.. أعرف أن سيطرة الخرافات والتضخيم من شخص ما لا يظهر إلا في العصور المتخلفة وإلا لكان المنتخب البرازيلي أو الألماني أو الإيطالي قام بتعيين ساحر مع الفريق لعمل الأعمال للمنافس حتى لا يرى الكرة في الملعب، ولكن الحقيقة أن ديننا الحنيف يحث على العمل والأخذ بالأسباب من أجل إدراك النجاح.


وطوال فترة عملي في الصحافة، سمعت ورأيت الكثير.. حكى لي الكابتن سمير زاهر، أثناء سرد مذكراته أشياء كثيرة، سواء في انتخابات مجلس إدارة اتحاد الكرة أو أثناء إشرافه على المنتخب، وبعد كل هذه السنوات يقول زاهر إنها سحر وشعوذة، بدليل أنه ذات مرة أثناء تولي الكابتن محمود الخطيب وفاروق جعفر قيادة المنتخب في تسعينيات القرن الماضي، أتى إلينا أحدهم، وبعد التعاويذ والذي منه عمل شوية أوراق وطلب دفنها تحت العارضة في الملعب الفرعي لاستاد القاهرة، وكان أمامنا مباراة مهمة جدا أمام تونس في مشوار المونديال ودفنا الأوراق تحت العارضة بمعرفتي ومعرفة الجهاز الفني وللأسف خسرنا من تونس وضاع حلمنا في المونديال.

ومرة ثانية، والكلام على لسان زاهر، اتصل به أحد الأقارب وقال له إن فيه رجل مبروك وممكن يساعد في فوز المنتخب ببطولة الأمم الأفريقية، وبالفعل التقيت الراجل وقال لي إن المنتخب هيفوز بأقدام عماد متعب، وطلب أن يكون التغيير في الوقت الفلاني.. المهم أنني لم آخذ الكلام بمحمل الجد ولكن الرجل اتصل بي بعد المباراة وقال لي إن الذي قاله حدث وعايز الحلاوة فرد عليه: «عليك وعلى حسن شحاتة».

سمعت الكثير من أحاديث اللاعبين الجانبية، مفادها أن اللاعب الفلاني يتعامل مع الشيخ فلان، وآخر مع شيخ تاني وقالوا مرة إن عصام الحضري أفضل حارس في تاريخ مصر يتعامل مع شيخ يجعل شبكته صعبة المنال رغم اقتناعي وتأكدي من أن الشيخ الذي يذهب إليه الحضري هو ملاعب التدريب، حيث ما زال يتدرب وكأنه ابن العشرين عاما، أما الشيخ محمد أبوتريكة الذي كان يرتدي مع المنتخب أرقاما معينة على فانلاته فإنه كان دائم التحصن ضد السحر بآيات معينة في القرآن الكريم، وكان ينصح زملاءه بتلاوتها وهناك مهاجم يعمل عكوسات لمهاجم زميله حتى لا يخطف الأضواء منه.. بمعنى أن الظاهرة لا تقتصر على المنافسين وأشياء كثيرة مردها عدم الإيمان وقلة الثقافة.

في النهاية، لا يفوز إلا من يبذل الجهد والعرق فقط، بعيدا عن الدجالين والنصابين، ولسه ياما هنشوف في عالم الساحرة المستديرة.

Advertisements
الجريدة الرسمية