رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هو ممدوح حمزة وخالد علي أطباء ؟!


لو الأطباء في حاجة لوقفة ضد أمناء الشرطة، فنحن أيضا في حاجة لوقفة ضد الأطباء.

طبيب النهارده إما هاوٍ، وإما اسم كبير لا تقل فيزيتة عيادته عن 500 جنيه، بينما كثير من المرضى يتحولون لأبطال على صفحات الحوادث، اللي فقد بصره بالإهمال، واللي اكتشف سرقة كليته بالجشع.. دون حساب لجشع أو إهمال.


لو كان الأطباء بلا خطيئة، فليرمون أمناء الشرطة بحجر. لكن طبيب النهارده يرى القشة في أعين الآخرين، ولا يرى الخشبة في عينه.

الخشب في عين الأطباء المصريين ثقيل، وكثيف، عانينا منه في المستشفيات الخاصة ومستشفيات الحكومة. كم منا ليس لديه قصة مع إهمال طبي في مستشفى كبير، كم منا ليس لديه تفاصيل تقطع القلب عن واقعة استبداد طبي أدى بحياة صاحب أو صديق أو قريب؟

هيقولك العيب في السيستم؟ وهيقولك: الطبيب الشاب اتصرف عليه دم أهله ودخل الكلية سبع سنين، وذاكر 40 سنة، وبياخد مرتب 400 جنيه؟ هيقولك النهارده الدكتور لا ينام جريا من عمل لعمل، ومن مستشفى لمستوصف.. كله كلام ابن عم حديث، لا علاقة له بمعاملة المريض، وليس مبررا لألوف من حوادث الإهمال الطبي التي لم يجد فيها الضحايا من يشكون إليه، ولا من يستعيد حقوقهم أو حقوق موتاهم.

الموت، اليومين دول، في المستشفيات أكثر من الهم على القلب. موت الأبرياء، نتيجة قلة الخبرة الطبية، والجهل بالزوفة. لو فيه إحصائية، ستجد الموتى في مستشفيات الحكومة أضعاف أضعاف المختفين قسريا، أو المعذبين داخل أقسام الشرطة!

ثم من الذي حول حادثة مستشفى المطرية إلى"عركة" مع الداخلية؟ ألوف الحوادث حدثت، فدخل أهل مرضى، واقتحموا المستشفيات، وغرف العمليات، بعد وفاة أقارب، لغياب الطبيب، أو إهماله. حدثت أكثر من مرة، ونشرت الصحف تفاصيل أكثر من قصة.. فمن اختزل حادثة المطرية في شرطة وطبيب؟

طبعا العدوان على الطبيب لا مبرر له، واقتحام غرف العمليات بالتأكيد لن يجد من يدعمه، لكن هي فقط نماذج للدلالة على أن هبة الأطباء الأخيرة فيها كلام، وحديث، ومليون علامة استفهام.

دعنا نسلم أن للأطباء حقا، فما الذى أدخل مهندس الثورات المهندس ممدوح حمزة في الموضوع؟ ما السر في أن يرفع بعض الأطباء المعتصمين – وهم بالمناسبة عشرات قليلة – صور قيادات إخوانية، وأطباء شبان من الذين كانوا موجودين في رابعة العدوية؟

طيب، خالد علي محامٍ معروف، وناشط على ما قُسم، من الذي استجلبه لمقر لدار الحكمة يوم الإضراب؟، هل خالد داوود تلميذ البرادعي، وجورج إسحاق، أطباء هم الآخرون؟

القصة أكبر من حجمها. هناك من يعمل في الخفاء. هناك من يحاول ليّ الحقائق، وتحويل مسار أزمة في البلد، طالت أمين الشرطة والضابط والمهندس، كما طالت الطبيب هو الآخر والمحاسب وموظف وزارة التموين، إلى أزمة بين فئتين.. إحداهما المؤسسة الأمنية.

في واقعة مستشفى المطرية، النيابة هي التي أطلقت أمناء الشرطة بضمان، مع التقديم للمحاكمة، فلماذا ينتفض الأطباء ضد الداخلية؟ أضعف الإيمان معركة الأطباء مع القضاء. أكيد لا تصح معركة بين القضاء ومواطن، لكن في الظروف المهببة، والمعايير المختلفة، وتبيانا للأمور ليس مفترضا أن تكون المعركة مع أمناء الشرطة!

لاحظ أنه بينما ينادي الأطباء بحقوقهم، تظل الوقائع ثابتة، لألوف منهم نسوا الفوط في بطون المرضى، وآخرين قتلوا الآلاف خطأ.. بعضهم تاجر في الأعضاء بدم بارد، وآخرون قلصوا فرص مرضى في الحياة بدعوى: لسه بيتعلم.

حدث هذا، بينما لا وقف المرضى متظاهرين، ولا هبَّ أهل الضحايا يطالبون بالقصاص مع جورج إسحاق، وخالد علي.. والمهندس ممدوح حمزة.

حكاية عبرة صحيح !
 
Twitter: @wtoughan 

Wtoughan@hotmail.com

Advertisements
الجريدة الرسمية