رئيس التحرير
عصام كامل

فكري أباظة يكتب: «أرجوكم انشروا القوانين»

فيتو

 في مجلة «المصور» عام 1956 كتب فكري أباظة مقالًا قال فيه: في هذه الأيام سيهطل من وزارة العدل مطر غزير، هذا المطر هو عبارة عن القوانين الجديدة التي يجب أن تعلن قبل تنفيذ الدستور عام 1956.


 وهناك مطر غزير آخر من القوانين المعدلة لتحل محل القوانين القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب منذ نهاية القرن الـ19 حتى منتصف القرن العشرين، وهذه مرحلة تشريعية خطيرة لأنها ستكون حاشدة بالتشريعات الجديدة التي أشار إليها الدستور في أكثر مواده أو التي تحمى مبادئ الثورة.

 والعبء الكبير بعد ذلك واقع على القضاة الذين سيطبقون القوانين الجديدة، وعلى مصالح الحكومة ودواوينها التي سترعى تنفيذها، وعلى المحامين الذين سيترافعون على هداها، والمواطنين من مدعين ومدعَى عليهم والمتهمين الذين ستحكمهم هذه القوانين.

 وأشار الدستور في مواده العديدة وخاصة في مجال حرية الرأي والفكر والاجتماع والمسكن إلى أن هذه الحريات مكفولة في حدود القانون، ومن هذا يبدو بجلاء أن القوانين الجديدة لن تكون أقل شأنًا ولا خطرًا من الدستور نفسه.

 لكني أقول يجب أن نحيط اللجنة المختصة بأعداد القوانين إلى أن تزود بآراء المختصين من المواطنين، وقد تجد ملاحظات قيمة لأمن العقلاء وحدهم وإنما من الملاحيس والمجانين عملًا بقول: «خذوا الحكمة من أفواه المجانين».

 انشروا مشروعات القوانين قبل أن تصدروها، ثم تفتح الحكومة الباب على مصراعيه لإبداء الآراء فيها.
الجريدة الرسمية