رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المنطقة تنتظر «شلال دم».. وأمريكا تدق المسمار الأخير في نعش الأمة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مرت خمسة أعوام على اندلاع ثورات الربيع العربي، تبين بعدها أن شباب مداعبة أمريكا لأحلام شباب العرب في الديمقراطية والحرية والخلاص من المستبدين، مجرد وسيلة لتمرير مشروعها التاريخى لتدمير الأمة وتنفيذ ما اسمته "الشرق الأوسط الكبير".


التغيير بالقوة
وبالرغم من هروب مصر وتونس من المصير إلى الآن!، سقطت ليبيا واليمن بسهولة، وتبقت سوريا متماسكة متحدية ظهور "داعش" و"النصرة"، صحيح أن الحاكم هناك –بشار الأسد- مارس القمع والديكتاتورية ضد شعبه، لكنه في نهاية المطاف نجح في التماسك أمام الهجمة الشرسة والحصار الإرهابي الخانق، بعد أن تحولت الشعارات الثورية إلى قتال مسلح ترعاه قوي إقليمية، شملت دويلة قطر راعى الفوضى بالوكالة، ودخلت تركيا على الخط بقوة وتناسي رجب طيب أردوغان صداقته الوطيدة بالرئيس السوري بشار الأسد، واسقط قناعه العربى وارتدي القناع العثمانى الهادف إلى تدمير المشروع العربي وإحلاله بخلافة عثمانية تمتلك الفعل في منطقة متصارعة تأكل نفسها بصراعات طائفية وخلافات سياسية.

اليوم مع تأكيد الأسد، لجهزية قواته لمقاتلة جنود الجيش السعودي المرتقب وصولهم إلى بلاده، منح الضوء الأخضر لتوقع المراقبون لانفجار "شلال دم عربي" فوق الأراضى السورية.

صحيح أن المملكة أعلنت صراحة عن نيته إرسال قوات برية لقتال "داعش"، لكن العواقب لن تكون محمودة في ظل فشل أردوغان، في الدفع بما أسماه "المعارضة المعتدلة" للسيطرة على حلب وتقديم نفسه وكيل حرب للغرب، فشل الرئيس التركى سببه كما هو معلوم التدخل العسكري الروسي الذي اجهض مشاريع الدولة العثمانية ببلاد العرب، ليس حبا في بشار كما يروج البعض بقدر ما هو الحفاظ على مصالح موسكو داخل عمق إستراتيجي وجدته وضع على طاولة التشريح الدولى، وتستعد كل جهضة لاقتناص جزء مفضل له.

الدم السوري
ارتدي أدروغان، على مدى الشهور الماضية القناع العربي المدافع على حرية شعوب المنطقة، بهدف الزج بالسعودية الحليف الأقوي في المعادلة لجرها إلى مستنقع الدم السوري، تنفيذا لمشروع أمريكا السابق الحديث عنه والذي وضع المملكة على رأس الخارطة الجديدة بعد خلق حليف نفطى جديد متمثل في إيران.

المد الفارسي
الاندفاع السعودي، جاء على خلفية المخاوف من المد الفارسي ورغبة في كسر أذرع إيران الإخطبوطية في المنطقة، ويبدو أن أمريكا وجدت ضالته في هذه المخاوف ونجحت في تأجيج نار الفتنة من خلال حليفها الموثوق في المنطقة –أردوغان-، لدفع الرياض عسكريا إلى الساحة السورية وتوريطها في مستنقع جديد بعد اليمن، لاستنزاف موادرها المالية والعسكرية وضمانة تأليب الرأي العام الداخلى على النظام الحاكم مع دوران عجلة القتال وخلق تواتر داخلى في البلاد.


خطة الحرب
وبدا أن خطة الحرب وضعت فعليا، حسبما كشف موقع "العربية.نت"، أن السعودية قدمت إلى دول التحالف الدولي ضد داعش في سوريا خطة تتحدث عن مشاركة قوات خاصة في الحرب ضد داعش، تقوم على جمع المعلومات وتنظيم القوات المتواجدة على الأرض من المعارضة السورية المعتدلة "الجيش الحر".

وبحسب ما توفر من معلومات، فإن المشاركة السعودية بإرسال قوات برية خاصة إلى سوريا لن تكون بصورة منفردة، وإنما مشروطة بمشاركة الولايات المتحدة، ومحصورة كذلك بمحاربة تنظيم "داعش" في سوريا فقط دون العراق.

الفوضى القادمة
من المحتمل أن تنحج المهمة السعودية، في إزاحة الأسد عن حكم البلاد، لكن من المؤكد أيضا أنه عقب سقوط النظام السوري سوف تترك السعودية منفردة تجابه ميلشيات مسلحة متناحرة خارجة عن السيطرة، بعضها تدعمها قطر وتركيا، وأخري تدعمها أجهزة غربية، وسوف تنقلب الدولة إلى ساحة حرب طائفية كبرى بين السنة والشيعة، للدفاع عن العلويين والثأر لبشار، وأخري تتتشح بالمذهب السنى لتحقيق أهدافا خفية.. ابتعاد أمريكا من المعركة أمر مؤكد، انقلاب أردوغان على الملك سلمان كعادته في خيانة الأصدقاء غير مستبعد، وقتها أيضا سوف يسافر أمير قطر تميم بن حمد إلى طهران لإدانة سلوك الرياض في تأجيج المشاعر الطائفية..وحينها تبقى القوات السعودية لتقاتل في جبهات مفتوحة عشوائية أكثرها تنظيما القوات الروسية.
Advertisements
الجريدة الرسمية