رئيس التحرير
عصام كامل

الأسد في حوار الحرب: جاهزون لقتال جنود السعودية.. أردوغان شخص متعصب للإخوان ويعيش الحلم العثماني.. الغرب يتبنى سياسة تخريب المنطقة.. لن نتخلى عن حلب ومكافحة الإرهاب.. والمعركة لن تكون سهلة للرياض

 الرئيس السوري بشار
الرئيس السوري بشار الأسد

فتح الرئيس السوري بشار الأسد جبهات القتال، في حوار حرب أجراه مع وكالة "فرانس برس"، رسم خلاله خطط المعارك المقبلة على جبهة حلب المدينة المستهدفة لجميع القوى الفاعلة في سوريا، ولم يغفل التطرق للتدخل البري السعودي التركي المحتمل، مشددا على جاهزية قواته لخوض معركة حامية الوطيس مع القوات هذه القوات.


واعتبر الرئيس السوري أنّ التدخل البري التركي والسعودي في سوريا «احتمال» لا يمكن استبعاده، مؤكدًا استعداد قواته لمواجهة ذلك.

معركة حلب
وأعلن "الأسد" أن المعركة الأساسية في حلب هدفها «قطع الطريق بين حلب وتركيا» وليس السيطرة على المدينة بحد ذاتها، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن هدفه استعادة الأراضي السورية كافة، الأمر الذي قد يتطلب في ظل الوضع الحالي وقتًا «طويلًا».

أردوغان إخواني
وقال، في مقابلة حصرية لوكالة «فرانس برس»، أجريت أمس في مكتبه في دمشق، إنّ «المنطق يقول إنّ التدخل (البري) غير ممكن، لكن أحيانًا الواقع يتناقض مع المنطق، وخاصة عندما يكون لديك أشخاص غير عاقلين في قيادة دولة ما، فهذا احتمال لا أستطيع استبعاده لسبب بسيط وهو أن أردوغان شخص متعصب، يميل إلى الإخوان المسلمين ويعيش الحلم العثماني».

وأضاف: «نفس الشيء بالنسبة إلى السعودية، إنّ مثل هذه العملية لن تكون سهلة بالنسبة إليهم بكل تأكيد، وبكل تأكيد سنواجهها».

استعادة حلب
وفيما يخص العمليات العسكرية المستمرة في ريف حلب، أوضح الأسد أنّ «المعركة الآن في حلب ليست معركة استعادة حلب، لأننا كدولة موجودون فيها، ولكن المعركة الأساسية هي قطع الطريق بين حلب وتركيا»، مشيرًا إلى أن «تركيا هي الطريق الأساسي للإمداد الآن بالنسبة إلى الإرهابيين».

وفي ظل التقدم الميداني الذي يحققه الجيش السوري والقوى المساندة له في محافظة حلب، أعلن الرئيس السوري أن «من غير المنطقي أن نقول إنّ هناك جزءًا سنتخلّى عنه».

زمن طويل
وردًا على سؤال حول قدرته على استعادة الأراضي السورية كافة، قال: «سواء كان لدينا استطاعة أو لم يكن، فهذا هدف سنعمل عليه من دون تردّد». وأشار إلى أن «الحالة الحالية المتمثلة في الإمداد المستمر للإرهابيين عبر تركيا، يعني بشكل بديهي أن يكون زمن الحل طويلًا، والثمن كبيرًا».

التفاوض وحرب الإرهاب
وبشأن المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بين الفرقاء السوريين، أكد "الأسد" أنّ التفاوض مع المعارضة «لا يعني التوقف عن مكافحة الإرهاب»، معتبرًا أنهما مساران منفصلان. وقال: «نؤمن إيمانًا كاملًا بالتفاوض وبالعمل السياسي منذ بداية الأزمة، ولكن أن نفاوض لا يعني أن نتوقف عن مكافحة الإرهاب»، لافتًا إلى أنه «لا بد من مسارين في سوريا.. أولًا التفاوض، وثانيًا ضرب الإرهابيين، والمسار الأول منفصل عن المسار الثاني».

سياسة التخريب
ولدى سؤاله عن استقالة وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، وإن كان يعتقد بأنّ هذا الأمر سيغيّر في سياسة فرنسا، قال الرئيس السوري إنّ «تبدُّل الأشخاص ليس مهمًا إلى حد كبير، وإنما المهم هو تبدّل السياسات»، موضحًا في هذا السياق أنّ «الإدارة الفرنسية تغيّرت بشكل كامل تقريبًا بين إدارة ساركوزي وإدارة هولاند، لكن بالنسبة لنا السياسات لم تتغيّر».

وقال: «استمرت هذه السياسات، سياسات تخريبية في المنطقة وتدعم الإرهاب بشكل مباشر، لذلك علينا ألا نفترض بأن وزير الخارجية هو الذي يصنع السياسات، إنما كل الدولة، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية».

الجريدة الرسمية