رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا لا نأكل الفشة والممبار في عيد الحب؟

محمد محمود ثابت
محمد محمود ثابت

لماذا الورد في عيد حبنا؟ هل لأن أوراقه يحتضن بعضه في رقة؟، أم لأنه ناعم مثلك، أحمر مثل خدودك؟.. هل يرمز إلى قصتنا وحكايتنا وعشرتنا الطويلة؟، هل قرأتِ ما قاله الشاعر القديم: «ولا خير فيمن لا يدوم له عهد.. أرى ودكم كالورد ليس بدائم»؛ فالورد لا يعيش طويلا؛ يذبل، يذهب عطره ثم يموت، إذن لماذا يكون رمزا وتعبيرا عن حبي لك.. عن حبنا الكبير؟!، هل هذه قيمة حبنا يا حبيبتي؟


فكري معى، لماذا لا نذهب في عيد الحب إلى أقرب «مسمط»، نأكل الفِشّة والممبار؟، أنا أحب طاجن لحمة الرأس جدا، ولكنى لا أفضل «اللسان» مع الشوربة ولا الكوارع السادة، أفضّل أن تكون بالصلصة، ويا سلام إذا كانت الفِشّة «سبايسي».

أنا أعرف أنك لا تحبين «الفِشّة والممبار»، قالت لى أمك إنك تهربين من البيت إذا وصل خبر إلى أنفك بذلك، أو تجرين إلى أقرب حمام، وتفرغين كل ما في بطنك، وتصرخين في الجميع: «ابعدوا عنى».

هل أبعد عنك؟ لماذا لا تحبينى على عيوبي وأحبك على عيوبك؟، أنا أحب أحشاء الحيوانات، وهذا عيب بالنسبة لك، وأنتِ تكرهينها، وهذا عيب بالنسبة لى. 

طوال حياتى حلمت بامرأة تطبخ لى الأكل المفضل، أن تحقق كل أحلامى البسيطة، وتخاصمنى على أتفه الأشياء، تعرف دائي ودوائي، وتحذرنى من الأكل خارج البيت مهما حصل، كل هذا وأكثر أتمناه، ولكنى وقعت في الحب، لم أعرف من أنا، ولا أفهم ماذا حدث، استسلمت لك، ولم أتمن سوى القرب منك، متغاضيا عن حقوق معدتى، وعن جهلك بطبخ ألذ الأطعمة.

لن أنسى غضبك عندما قلت لك مازحا: «يا جميلتى، يا حمامتى، يا فِشّتى اللذيذة»، هل تعرفين أهمية «الفشة»؟ هي رئة الحيوان، رئة الإنسان، ولولا الرئة ما كان نسيمك وصل من أنفى إلى رئتى ليجري في دمى، ويضخ في قلبي نبضات هذا النسيم والحب الكبير الذي نعيش فيه.

لا تنظرى لى بهذه الطريقة، أنا لا أحب هذه النظرة؛ فأنا لا يمكن أن أكون بخيلا، ما قيمة بوكيه الورد يا حبيبتى؟ ٢٠٠، ٢٥٠، ٣٠٠ جنيها؟، إن تكلفة عشائنا في أقل مسمط تتكلف أكثر من ٤٠٠ جنيه، فآخر شيء أفكر فيه هي الفلوس، ألم تصرخى لأمى مرة: « أنا زهقت وطهقت، ابنك يا حماتى بيصرف بالهبل»، لماذا تتهمينى بالبخل إذن؟!.

ثم أنت لا تعرفين ماذا تفعل «الكوارع» في دم الرجل، ألم تشتكِ من إرهاقي الدائم؟ ألم تلمّحي بعينيك الأسبوع الماضي بشيء يجرح ويكسر أى رجل في الدنيا؟ هل ستعود صحتى مرة أخرى بالورد أم الفشة والكوارع؟! إن الورد يسعدك لحظة، أما الكوارع ستسعدك طوال الليل!. فكرى مرة أخرى!.
Advertisements
الجريدة الرسمية