رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وزارة للمرح في مصر !


الظاهر أن دولة الإمارات العربية الحبيبة الشقيقة الغالية دماغها رايق وفايق، والظاهر أن محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة وحاكم دبي رئيس الوزراء، مسدد عينه على المستقبل، ركل الماضي المعطل، وقرر أن يجر بلاده إلى المزيد من الفرح والتسامح والسعادة والحب!


هل دولة الإمارت ناقصة سعادة.. وناقصة تسامح.. وناقصة فلوس؟!

أكيد ناقصها السعادة والتسامح والفلوس، بدليل أن رجلها القوى اختار أن يعين وزراء من البنات والعيال من العشرين سنة فما فوق، حاملي الدكتوراهات، في وزارة شابة عينها على منتصف القرن الواحد والعشرين، وليست أسيرة الحاضر المرتبك المشوش، وبدليل أنه عين شابة لإسعاد الناس، مكتبها بجوار مكتبه كرئيس للوزراء، والأخرى للتسامح، متطلعا أن يكون لها، كما قال، دور إقليمي، أي تشتغل على فرن الكراهية المتأجج النيران حول جزر الإمارات، بل المنطقة العربية كلها.

تبحث الإمارات عن السعادة، وهي تملك كل مقومات المستقبل، من رجل صاحب رؤية، دارس إمكانيات بلاده، وخبير بقدرات مواطنيه، عدد الناس الذين يعيشون على أرض الإمارات السبعة لا يزيد على ٩ ملايين و٦٠٠ ألف نسمة، الإماراتيون منهم يمثلون ٦، ١٦٪، بينما الآسيويون نحو ٤٧ ٪‏ وفق آخر معلومات لعام ٢٠١٥، وهؤلاء جميعًا يعيشون على مساحة ٨٦ ألف كيلو متر مربع، وهؤلاء جميعا، يحققون دخلا إجماليا يقدر بــ ٦٤٣ مليار دولار، ويحقق منه الفرد الإماراتي ٦٧ ألف دولار سنويًا، وهو من أعلى الدخول سنويا في العالم، ومن أجل هذا يعتبر الإماراتي ثاني أكبر قوة شرائية في العالم للفرد الواحد وتتمتع الإمارات بسابع احتياطي نفطي على مستوى العالم والاقتصاد الإماراتي يحتل المرتبة ٢٢ بين اقتصادات العالم، ولا يعتمد على النفط فقط.

دولة مفتوحة بكل المقاييس، ونسبة التعليم عالية، والقدرة على التفكير الإبداعي متجددة، وتجربتهم خارج براميل النفط تدعو للإعجاب بهم والتحسر على البراميل المتجلطة عندنا، في مناصب جعلوها منظرة لأنفسهم!‏

انظر لتجربتهم الناجحة في جبل على...

فاجأ محمد بن راشد العالم بحكومة فيها مناصب شابة، ووزارته للتسامح، عنوان على بصيرة، ليست فقط سياسية، بل هي إعلاء للإسلام الحقيقي، في تطبيق فريد على أرض الواقع.

المفروض أن كل حكومة على رأس شعب، إنما جاءت لإسعاد الشعب وتحسين حياته، والحفاظ على كرامته، والدفاع عنه داخليا وخارجيا، لكن القدرات والإرادات تختلف، حين راجعت جغرافيا الإمارات، أرضا وحكما ونفطا وإنتاجا وبشرا، بل عقلا، تحسرت على العاهات التي ابتلينا بها سنوات وسنوات، تتعثر وتتخبط، وتعاند الناس، كأنما هدفها الأول هو إتعاس الناس عددنا ٩٠ مليونا، وحين تبحث عن كفاءة وخبرة، لا تستخرج يداك إلا الغث والتافه والضحل والحرامي، أما المحترمون فيمضغون الغيظ ويمضغهم!

نحن في مصر قادرون على توليد الضحك من قلب الحزن، من أجل هذا يعتبر مزاحنا وضحكنا بكاءً متشحا بالتعجب من جمود الحال والعقول، ربما نتحجج ونقول إن من لديه المال يحلق في الخيال، والإمارات غنية بلا ريب، وغناها لم يعد مرتبطا بالثروة تحت الرمال، بل صار مرتبطا بقدرة فائقة على ممارسة التجارة بشكل تنافسي درامي، أما نحن في مصر فمثل أمينة رزق في رواية بداية ونهاية، تلبس طاقية ده لده، وتعدي الليلة، حياتنا كلها ليلة، مفيش نهار!

نحن أحق بالسعادة، لكن تكالبت علينا وحوش أنفسنا ودناءات مصريين، وخيانات مصريين، ولولا تضحيات وبطولات فائقة الشجاعة من شباب في العشرين، يحرسون الحدود على خطوط النار، لقلنا إننا صرنا خميرة عفن، هيا بنا نعمل لنطور بلدنا، ليس عندنا نفط، لكن عندنا بشر، وليس عندنا بن راشد لكن عندنا رجل يحلم مثله هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليس عندنا سعادة حاليا لكننا صناع النكتة العظام في العالم، حتى أننا نطلقها على أنفسنا، حين نعمل وننتج ونكسب سنضحك ونمرح، ونمزح من القلب لا من وجع الحسرة.
Advertisements
الجريدة الرسمية