رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سعد الدين الشاذلي.. 5 سنوات على رحيل روميل العرب «بروفايل»

 سعد الدين محمد الحسيني
سعد الدين محمد الحسيني الشاذلي

اسمه بالكامل سعد الدين محمد الحسيني الشاذلي، وتمر اليوم، 10 فبراير، الذكرى الخامسة على وفاته؛ إذ رحل عن دنيانا يوم 10 فبراير 2011، أي قبل يوم واحد من إعلان اللواء عمر سليمان تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك.


وأدى الثوار صلاة الغائب على سعد الدين الشاذلي في ميدان التحرير، وأقيمت له جنازة عسكرية مهيبة حضرها العديد من القادة والضباط، بعد 19 عاما من التجاهل في عصر مبارك.

كانت حياة الشاذلي العسكرية مليئة بالأحداث والمفارقات الكبيرة التي تحولت فيها مصر تحول كبير، وقد أطلق عليه "مهندس حرب أكتوبر" و"روميل العرب".

ميلاده ونشأته:
ولد بقرية شبراتنا التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية في دلتا النيل في أبريل 1922 وكان والده الحاج الحسيني الشاذلي من الأعيان، يتملك 70 فدانًا، وسماه على اسم الزعيم سعد زغلول.

ومنذ الطفولة الباكرة ارتبط وجدانيًا وعقليًا بحب العسكرية، كان الطفل الصغير يستمع إلى حكايات متوارثة حول بطولات جده لأبيه الشاذلي، الذي كان ضابطًا بالجيش، وشارك في الثورة العرابية، وحارب في معركة التل الكبير.

التحق بالكلية الحربية في فبراير 1939، وكان أصغر طالب في دفعته وتخرج منها في يوليو 1940 ملازما في سلاح المشاة، ثم تم انتدابه إلى الحرس الملكي، ثم شارك في الحرب العالمية الثانية وفي حرب فلسطين 1948، ثم قام بتأسيس أول فرقة مظلات شاركت في العداون الثلاثي على مصر.

وفي عام 1960، أرسله جمال عبدالناصر إلى الكونغو كأول قائد عربي يشارك مع قوات حفظ السلام لمنع بلجيكا من استعمار الكونجو مرة أخرى، بعد الحصول على استقلالها، ثم شارك في حرب اليمن قائدا للواء أول مشاة، ثم قائدا للقوات الخاصة بعد دمج المظلات والصاعقة لتصبح اسمها "القوات الخاصة المصرية" ثم قائدا لمنطقة البحر الأحمر.

المناصب
شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973 ومؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر، وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشئون العسكرية، وسفير سابق لدى إنجلترا والبرتغال، ومحلل عسكري، يعتبر من أهم أعلام العسكرية العربية المعاصرة، ويوصف بأنه الرأس المدبر لحرب أكتوبر أو كما يطلق عليه "مهندس حرب أكتوبر".

هو صاحب خطة المآذن العالية، أو "عملية بدر" لعبور القناة، وكان المخطط لتنفيذها في 1971 ولكن القوات الجوية والدفاع الجوي كان ينقصهما بعض الأسلحة للتفوق على الإسرائيليين ومنعهم من الاقتراب لمسافة 10 كيلو متر من القناة بعد عبور القوات المصرية.

الخلاف مع السادات
يوم 12 أكتوبر، طلبت الجبهة السورية تقدم القوات المصرية لتخفيف الضغط عليها من الجانب الإسرائيلي فكان قرار السادات بتطوير الهجوم شرقا لمسافة 12 كيلومترا فعارض الفريق سعد الدين الشاذلي هذه الفكرة، لأنها تخرج القوات المصرية من تحت مظلة الدفاع الجوي، وهذا يتسبب في الخسائر الكبيرة بين صفوف القوات.

إلا أن المشير أحمد إسماعيل أبلغه بتصميم السادات وان هذا ليس قرارا عسكريا، ولكنه سياسي لا بد من تنفيذه وتم تأجيل الهجوم الذي أعده الشاذلي من يوم 13 إلى 14 أكتوبر وسحب الفرقتين 14 -2 المدرعتين وتم دفعهما نحو المضايق مما تسبب في اصطدامها بالقوات الجوية والمدرعة الإسرائيلية، والتي ادت إلى خسارة مصر 260 دبابة من القوة الضاربة في الحرب.

ثم حاول الشاذلي تجميع الفرقتين المدرعتين 14-2 مرة أخرى للقيام بمهامهما شرق القناة، إلا أن المشير أحمد إسماعيل اعترض بشدة؛ مما ساعد في تفوق القوات الإسرائيلية وتسبب في ثغرة الديفرسوار، وهنا وصلت الأمور بين الرئيس السادات والفريق الشاذلي إلى منتهاها فقام السادات بإقصائه وتولي الفريق الجمسي منصبه ليقوم بالتعامل مع الثغرة.

وأرسل إليه السادات المشير أحمد إسماعيل لإبلاغه بترك الخدمة، وتعيينه سفيرا لمصر في لندن في 13 ديسمبر 1973 ولكنه رفض وقال له: لو كان هذا عقابا لي فأفضل أن يكون في بلدي واذا كان مكافاة فأنا أرفضها.

ولكن السادات أقنعه بنفسه، وتولى منصب سفير مصر في لندن عام 1974 بحجة أنه سيتم إعادة بناء القوات المسلحة مرة أخرى وأنه سيكون بالقرب من ألمانيا لتسهيل صفقات السلاح السرية معها.

وبعدها، قام السادات بنشر كتابه الشهير "البحث عن الذات" الذي اتهم فيه الشاذلي بالتخاذل، مما أغضب مهندس أكتوبر جدا، لأنه الوحيد الذي يعرف أن السادات هو السبب في الثغرة فرد عليه بكتابه "حرب أكتوبر"، الذي اتهم فيه السادات بعدم تنفيذ الخطط العسكرية والاستماع إلى العسكريين مما أدى إلى الثغرة ودخول القوات الإسرائيلية إلى غرب القناة واتهم الرئيس بالتنازل عن النصر والانسحاب وتدمير القوات والقبول بمعاهدة كامب ديفيد التي عارضها الشاذلي، وأنهى كتابه بالبلاغ للنائب العام عن السادات بشدة؛ مما أثار ذلك الرئيس السادات الذي أمر بسحب كل صوره التي كان يظهر فيها الشاذلي إلى جواره في مركز العمليات ووضع صور الجمسي مكانها.. وتم اتهامه بنشر أسرار عسكرية وتم الحكم عليه بـ 3 سنوات سجنا.

كتبه ومؤلفاته
صدر للفريق سعد الدين الشاذلي 4 كتب، لم ينشر منها في مصر سوى حرب أكتوبر.. والباقي في الجزائر: الخيار العسكري العربي- الحرب الصليبية الثامنة – أربع سنوات في السلك الدبلوماسي.

أهم الأوسمة
حصل على نجمة سيناء - وقلادة النيل العظمى.

Advertisements
الجريدة الرسمية