رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «مجزرة التوتسي» فصل من تاريخ الدم في أفريقيا

فيتو

بعد ما يقرب من 22 عامًا على أبشع إبادة جماعية شهدتها رواندا، استمع القضاء الفرنسى لقائد العملية الفرنسية "توركواز" التي جرت خلال حملة الإبادة، والتي برر فيها موقف قواته بشأن «إبادة التوتسى».


وفي هذا التقرير، توضح "فيتو" القصة الكاملة لمجزرة التوتسي في 1994، وهي على النحو التالي:

تفوق عسكري

بداية يعد "التوتسي" أحد ثلاثة شعوب تعيش في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية وبخاصة في رواندا وبوروندي، ويبلغ تعداد شعب التوتسي 2.5 مليون نسمة معظمهم كاثوليك وأقلية مسلمة.

تبلغ نسبة نسبة التوتسي 15%، وبالرغم من نسبتها القليلة، إلا أنها تميزت بحسن تنظيمها لنفسها تحت سلطة مركزية واحدة، وتفوقت في المهارات العسكرية.

إبادة جماعية
بدأت أعمال الإبادة الجماعية في رواندا في 6 أبريل واستمرت حتى منتصف يوليو 1994، حيث شن القادة المتطرفون في جماعة الهوتو التي تمثل الأغلبية في رواندا حملة إبادة ضد الأقلية من توتسي.

ومنذ 7 أبريل، انتشرت الأقوال والدعوات التي تحرّض على استئصال "الصرصار التوتسي"، على حد وصفه الإذاعة في البلاد، وفي وقت لاحق، تم اغتيال العديد من زعماء الهوتو المعتدلين.

قُتل نحو 800.000 شخص، في حصيلة صدمت المجتمع الدولي بأكمله، وكان من الواضح أنها أعمال إبادة جماعية. وأشارت التقديرات أيضًا إلى اغتصاب ما بين 000 150 و000 250 امرأة.

هروب وفرار
لاذ المسئولون الحكوميون والجنود والمليشيات الذي شاركوا في جريمة الإبادة الجماعية بالفرار إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، ثم إلى زيمبابوي، آخذين معهم 1.4 مليون من المدنيين، أغلبهم من الهوتو الذين أبلغوا بأن الجبهة الوطنية الرواندية سوف تقتلهم. وقضى الآلاف نحبهم من الأمراض المنقولة بالمياه.

وبدأت الحكومة الرواندية في نهاية عام 1996 في إجراء المحاكمات التي طال انتظارها على جريمة الإبادة الجماعية، وعلى الصعيد الدولي، أنشأ مجلس الأمن في 8 نوفمبر 1994 المحكمة الجنائية الدولية لرواندا، وبدأت التحقيقات في مايو 1995.

صدمات نفسية
لا تزال آثار الإبادة الجماعية باقية حتى اليوم، حيث تركت رواندا مدمرة، وخلفت مئات الآلاف من الناجين الذين يعانون من الصدمات النفسية، وحولت البنية التحتية للبلد إلى أنقاض، وتسببت في إيداع نحو 100.000 من الممارسين لها في السجون.

وفضلًا عن حالات الصدمة المتكررة التي يعاني منها الكثيرون بسبب تجاربهم، فإن الناجين من الإبادة الجماعية يواجهون العديد من الصعاب، فالكثيرون منهم يعيشون في فقر مدقع ويعانون مشكلات صحية معقدة، مثل فيروس نقص المناعة البشرية"الإيدز" كنتيجة مباشرة لأشكال العنف التي تعرضوا لها خلال الإبادة الجماعية

بعد مرور ثلاثة عشر عامًا على انتهاء الإبادة الجماعية، خطت رواندا في 2007 وخطوات هامة في طريقها لإعادة البناء داخليًا، لكنها لا تزال تعاني من آثار تلك الفترة.
الجريدة الرسمية