رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل يشوه الإعلام الغربي صورة مصر؟


هل يتعمد الإعلام الغربي تشويه صورة مصر؟
عندما تتوجه بهذا السؤال إلى أي مسئول في الحكومة المصرية، أو أي إعلامي من الذين يرون الحياة في مصر "بمبي بمبي"، ستكون الإجابة هي أن الإعلام الغربي يسعى لتنفيذ مخطط إسقاط مصر.. ولن تحتاج وقتًا طويلًا عندما تبحث في التقارير المنشورة بكبرى الصحف الغربية ومواقع التليفزيونات حتى تكتشف أن التقارير كلها تقدم صورة سيئة عن الحياة في مصر.


فصحيفة "الجارديان على سبيل المثال، نشرت على موقعها ثلاثة أخبار عن مصر، آخرها كان خطاب الأكاديميين الغربيين الذين يطالبون السلطات المصرية بالنظر في ملف حقوق الإنسان بشكل كامل وليس فقط في قضية مقتل الشاب الإيطالي.. وعلى نفس الصفحة الخاصة بصحيفة الجارديان ستجد خبرًا خاصًا بالسجادة الحمراء التي سار عليها موكب الرئيس عبدالفتاح السيسي.. الخبر نفسه أبرزه موقع الــ "بي بي سي" مع صورة لموكب السيارات يمشى على السجادة.

أسلوب الإنكار والإسقاط واتهام الآخر هو جزء أصيل في ثقافة وعلم دعاية الأنظمة السلطوية، فالإعلام الغربي لم يقتل الشاب الإيطالي، ولم يفرش السجادة الحمراء ليسير عليها موكب الرئيس.. الإعلام الغربي أبرز ما تنشره الصحف المصرية نفسها، فلماذا نتهمه دائمًا بتشويه سمعة مصر.

الحقيقة التي تتجاهلها الحكومة وأجهزتها المعنية، هي أن بعض أجهزة الدولة تسحب مصر إلى الوراء.

فقضية حقوق الإنسان والممارسات السلبية "لبعض" من رجال وزارة الداخلية ظاهرة وواضحة للعيان.. ودعونا نبتعد عن المبالغة التي تقول إن وزارة الداخلية تنتهج سياسة انتهاك حقوق الإنسان، ونتبنى فكرة أن الحالات التي تحدث –على كثرتها– حالات فردية.. المشكلة الحقيقية هي أن وزارة الداخلية ليس لديها منهج لمواجهة هذه الممارسات.. بعض الحوادث التي تحدث في مصر تشير إلى فجوة بين ما يصدر عن وزارة الداخلية من أقوال، ما يصدر عن بعض رجالها من أفعال.

ورغم أن الحقيقة مازالت غائبة في قضية مقتل الشاب الإيطالي، فإن انعدام الثقة في الأمن المصري، وفي الشفافية أدت بـ 4600 أكاديمي –والرقم على مسئولية صحيفة الجادريان البريطانية– إلى التوقيع على خطاب يطالب السلطات المصرية بتحقيق شفاف في قضية مقتل الشاب الإيطالي وفي حالات الاختفاء القسري في مصر.. الخطاب يعكس حجم انعدام الثقة في العدالة في مصر، وفي أداء أجهزة الأمن المصرية، ولا سيما أن المحامي نجاد البرعي الناشط في مجال حقوق الإنسان ظهر ليؤكد –من خلال برنامج مع "إبراهيم عيسى"– أن التعذيب في السجون أصبح ظاهرة وأن هناك المئات ماتوا تحت التعذيب.

علينا أن نضع التفاصيل الصغيرة جنبا إلى جنب حتى نرى الصورة كاملة.. صورة القبض على رسام الكارتون إسلام جاويش ثم الإفراج عنه، صورة موكب سيارات الرئيس تسير على سجادة حمراء طويلة في مشهد يعكس الفخامة والثراء بينما البلد يعاني من الفقر، ثم صورة تفاعل قضية مقتل الشاب الإيطالي.. هذه الصورة ليست صناعة غربية، ولكنها صناعة مصرية.. هذه الصورة ليست مفبركة ولكنها صورة طبق الأصل من الأحداث والحوادث والمجريات في مصر.

الصورة السلبية المتلاحقة عن الأمن والعدل في مصر سيصيب –إن لم يكن أصاب بالفعل– المصريين بالإحباط وانعدام الثقة وانعدام الأمل في أي المستقبل.. وبينما يظهر الرئيس بين الحين والآخر في خطاب ليطمئن المصريين، أو يظهر في الصورة في مداخلة تليفزيونية ليقول إنه لم يغضب من رسوم إسلام جاويش، فإن ابتسامة الرئيس ونبرته الهادئة في محاولة منه لتوضيح الصورة أو توضيح رد فعله وموقفه من بعض الأحداث، لا تواكب الصور السلبية التي تصدر عن أجهزة الدولة.

مصر في أشد الحالة حاليًا إلى النظر في السياسات الأمنية الداخلية، ترتبط بحملة "لتعديل الصورة الذهنية عن مصر" إذا كانت تبحث عن جذب استثمارات وجذب سياحي.
Advertisements
الجريدة الرسمية