رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الإرهاب والتطرف.. ما بين الحلول الثقافية والعسكرية

معرض القاهرة الدولي
معرض القاهرة الدولي للكتاب

اختتمت القاعة الرئيسية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته السابعة والأربعين، مجموعة ندوات "الثقافة في المواجهة" بحضور الدكتورة منى مكرم عبيد، ونبيل عبد الفتاح، وتقديم مصطفى النشار.


وافتتح النشار الندوة بطلب موجه إلى وزير الثقافة الكاتب الصحفي حلمي النمنم، بأن يستمر معرض الكتاب على مدى العام من خلال انتقاله في محافظات مصر كلها، لأن الثقافة يجب أن تصل إلى جميع نجوع وربوع مصر.

وفي كلمته قال نبيل عبد الفتاح، الباحث المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن الجماعة السياسية في مصر تنظر إلى الثقافة والمثقف منذ 40 عاما على أنها "ديكور" فقط، ويرون في الآراء الثقافية معرقل لمشروعاتهم وآرائهم، على الرغم من أن رؤى المثقف تكشف حقيقة المشروعات وخفايا أي مجتمع وتفضح خلل الدولة، وهذا هو دور المثقف منذ وجوده، ويتمثل دوره في "النقد التحليلي".

أضاف عبد الفتاح، أن الدولة ترى أن مشروعات المثقف تحتاج إلى وقت ومجهود طويل، لذا يتم تهميش مشروعاته، وتم تهميشها على الدوام حتى ظهور الشبكة الإلكترونية التي أثبتت قدرة المثقف على بث التغيير والإدراك للمجتمع والقوى الجيلية الشابة، مؤكدًا على أن أهداف الثورة لم تتحقق حتى الآن، ولكنها أثبتت كيف يمكن للثقافة إحداث تغيير ملموس ومنقول من الواقع الافتراضي الإلكتروني إلى الواقع الملموس.

وأكد عبد الفتاح أنه لايمكن للمثقف والمفكر أن يؤدي دوره كاملا في ظل وجود واقع وقوانين تتعارض مع الدستور نفسه، مؤكدًا على أن حرية التعبير والدين مكفولة ولكن بشكل ناقص.

وطالب عبد الفتاح بدمج الثقافة وإدخال الفلسفة الحديثة إلى مناهج الأزهر الشريف حتى يتسنى للدولة حل الخلط والتشوش المسيطر على العقل المصري المعاصر، من خلال خلق تفكير ديني جديد قادر على الحوار بعيدًا عن التطرف، ولإنهاء الجدل بين المثقف وأهل الدين.

وأشار عبد الفتاح إلى ضرورة سد الفجوة بين المثقفين ورجال الدولة من خلال إستعداء المثقف للعب دوره النقدي والتحليلي، للعودة إلى الطريق الديموقراطي مجددًا من خلال إقرار نظام تتفق عليه قوى الشعب جميعها، وتجديد الفكر والخطاب الديني، وتحقيق الحد الأدنى من التوافق الوطني، وإصلاح المنظومة التعليمية.

واختتم عبد الفتاح كلمته بالحديث عن إقرار مصر وموافقتها على اتفاقية التمييز ضد المرأة، ولكنها لاتعمل به، فمناصب الدولة تعاني من الذكورية والفحولة المفرطة، مؤكدًا أنه يجب التخلص من ذكورية المنظومة الدينية المتفشية في الأزهر الشريف.

أما السياسية منى مكرم عبيد، فأكدت خلال حديثها أن المثقف جزء من المأزق الراهن الذي يمر بالوطن العربي كله، مستشهدة بالمثل الغربي الذي يقول: " إن لم تكن جزءًا من حل المشكلة.. فأنت سبب لها"، فالمثقف أهمل تفسير وتحليل واقعه الراهن وسمح للواقع أن يمزقه ويشتته ويبدعه عن التفاعل الخلاق، على الرغم من الضرورات التي تفرضها المرحلة الراهنة.

وأشارت منى إلى أن المواجهة الأمنية والعسكرية للإرهاب والتطرف قد تعطله وتعرقله، ولكنها لا تستطيع استئصاله بشكل كامل، فالاستئصال لايمكن إتمامه إلا من خلال الثقافة الفعالة فقط، لذا فنحن في أمس الحاجة إلى مشروع ثقافي كامل يمتد إلى القوانين والسياسات والمؤسسات، ويشمل حكم القانون والحكم الرشيد وإضفاء الطابع المؤسسي على الدولة.
Advertisements
الجريدة الرسمية