رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أخرجت أسوأ ما فينا !


هل يمكن أن يستقر مجتمع على عشوائية أخلاقية أو يتقدم إلى المستقبل مفتقدًا هويته وقيمه وموروثه الحضاري الذي أبهر الدنيا وأخرجها من ظلمات العصور الوسطى إلى فجر المدنية الحديثة.. لقد كانت الأيام الثمانية عشر الأولى من عمر ثورة يناير.. هي الأكثر إبهارًا للعالم وقدرة على التغيير السلمي لا لشيء إلا لاستمساكها بأخلاق التكاتف والتعايش والإيثار والأخلاق الحسنة، وهو ما منحها طاقة جبارة أزاحت الاستبداد وقوضت أركانه، وحفرت مجرى جديدًا للسياسة.. لكنها سرعان ما أخرجت أسوأ ما فينا من استقطاب وانتهازية وتشرذم أصاب نسيجنا الاجتماعي بتصدعات لا نزال نعاني تداعياتها حتى اليوم.


أفرزت الثورة حالة احتجاج انتهازي يطلب المزايا ويغفل ما يكافئها من جهد وإنتاج.. يطلب الحقوق ويهمل الواجبات.. يطلب حق التظاهر وينسى واجب السلمية حفاظًا على مقومات الدولة وأمن المجتمع.. يهدم كل شيء ويدمر كل قيمة دون النظر في عاقبة اهتزاز المجتمع وفقدانه نسق الأخلاق والمثل العليا.. وهو ما أفرز صعودًا في حوادث العنف والقتل والاغتصاب والسرقة بالإكراه والخطف والتعدي على هيبة الدولة.. وانتشار البذاءات ولغة السباب والتشهير وانتهاك الخصوصيات، وبدلًا من أن يحافظ الثوار أو أصحاب الثورة على نقاء ثورتهم كما كانت في أيامها الأولى اتخذها البعض سبوبة أو تصفية حسابات وانتقامًا وأرادها البعض حالة دائمة من الفوضى والهدم وتشويه أي شيء في طريقه.. بدءًا من كتابة العبارات المسيئة على الجدران وصفحات فيس بوك.. وصولًا إلى حد التشفي في الموت دون التزام حدود التطهر والخلاص من موبقات الفساد والظلم والاستبداد.
alyhashem51253@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية