رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

التغييرات الإدارية في الإمارات «مش بس وزير سعادة»


آفة صحافتنا العناوين، الإمارات تستحدث وزيرًا للسعادة، هكذا تم اختزال أكبر حركة هيكلية في تاريخ حكومة الإمارات والتي كان مهندسها الأساسي هو محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة.


وقبل قراءة ما قام به آل مكتوم، هناك بعض الملاحظات التي مرت مرور الكرام وإن كانت هي الأهم – من وجهة نظري- أولها إن تلك التغييرات تأتي بعد عشرية بناء الأنظمة والاستراتيجيات والأدوات، أي أن ما مضى كانت بمثابة خطة تبنتها الإمارات لبناء خططها المستقبلية وآليات تنفيذ كل خطة وتمويلها، على أن تكون العشر المقبلة هي بداية الانطلاق، الأمر يعني أن استحداث وزير أو دمج وزارة لم يكن من قبيل الصدفة أو "طقة حنك" غرضها شو إعلامي ليس أكثر، نفتقد في المتبقي من دول الوطن العربي إلى أي استراتيجية، سؤال "ماذا سنفعل غدًا" غير موجود على الخريطة، و"عيشني النهارده وموتني بكرة" أثبت أنه مثل للموت كل يوم!

بدأت الانطلاقة الثانية، فكانت وسيلة نائب رئيس الدولة للتواصل مع الشباب هو موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أتفهم أنها وسيلة فعالة في ظل عدد الشعب الإماراتي القليل مقارنة بدول أخرى، لكن ما يهم هو أن من يتابع الأمر هو نائب رئيس الدولة نفسه وفق مقربين من "بن راشد".

بجانب استحداث وزير للسعادة، شملت التغييرات الحكومية الجديدة إنشاء مؤسسة مستقلة لإدارة المستشفيات الحكومية بالدولة، ليكون دور وزارة الصحة هو وقاية وحماية المجتمع من الأمراض، بالإضافة لتنظيم القطاع الصحي، لدينا في مصر بعض المستشفيات مسئولة عنها وزارة التعليم العالي!

في منظومة التعليم، تم دمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي لتكون وزارة واحد مسئولة عن هذا الملف، وإنشاء مؤسسة شبه مستقلة تشرف على المدارس الحكومية، الأمر حتى الآن جيد لكن ما يجعله أفضل هو أن الوزارة ستشرف على مناهج التعليم بداية من الحضانة حتى الجامعة، دولة تعرف ماذا تريد وأي المناهج تنفعها!

أما باقي القطاعات فشهدت تغيرات أيضا، ضمنها دمج وزارة السياحة إلى الاقتصاد، وإضافة مسئوليات أخرى إلى وزارة الخارجية، كما تم استحداث وزير للتسامح مهمته هو ترسيخ تلك القيمة بين أبناء الشعب، لدينا تم إلغاء وزارة العدالة الانتقالية.

بعد تلك الصورة للتغيرات التي أجراها "بن مكتوم" يبقى أن ندرك أن ما فعله هو ما حدث بشكل أو بآخر في أوقات قليلة في حياة الدول العربية، رجال رفعوا لواء المشروعات التنموية ونفذوها، مع الأخذ في الاعتبار فرق التوقيت، فناصر كان صاحب أول خطة خمسية في القاهرة أتت بثمارها من 1960 إلى 1965، والفريق الشهابي نفذ الأمر في لبنان وهواري بومدين في الجزائر، لكن ما يعيب تلك التجارب هو فكرة المؤسسية فكلها أفكار عظيمة ارتبطت بشخص واحد، فبقيت طالما هو باقٍ وبمجرد انسحابه من المشهد السياسي يأتي آخر ببرنامج جديد، المؤسسية هي ما تجعل الإنجازات تدوم، في رأيي أن الإمارات أقرب الدول لأن تضع إطارًا مؤسسيا بعيدًا عن العائلة، مؤسسات قادرة على استكمال ما فعله نائب رئيس الدولة خلال العقود المقبلة فهل هذا في الحسبان؟!.

Advertisements
الجريدة الرسمية