رئيس التحرير
عصام كامل

شادية تعترف: «تيزة حكمت اكتشفتني»

فيتو

في مجلة «آخر ساعة» عام 1976، روت الفنانة شادية ذكريات مرحلة المراهقة قائلة: "كان لنا قريبة تركية اسمها حكمت، عُرفت بإجادتها العزف على العود والكمنجة، وذات يوم جمعت «تيزة حكمت»ــ كما كنا نناديها، كل نساء العائلة في منزلنا، وبدأت في العزف بمهارة على العود، وفوجئت بها وهى تعلن أن «فاتوش»، ومعناها «فاطمة» بالتركية، ستغني.


وبدأت فعلًا أغني أغنية: «بتبص لي كدا ليه، حجبت نورك ليه عني .. يا بدر وسط الغمام»، وهي أغنيات غنتها ليلى مراد في فيلم «ليلى».

 قرأت على وجوه الأقارب إعجابهم الواضح بصوتي، وكان هذا أول اعتراف عائلي بصوتي بفضل «تيزة حكمت» مكتشفتي الحقيقية، التي لولاها ما كان أفراد العائلة أنصتوا لصوتي واقتنعوا به.

 بصراحة أنا لم أكن تلميذة متفوقة في دروسها، بالعكس، كنت تلميذة بليدة جدًا، وكانت المحفوظات هي المادة الوحيدة التي أنجح فيها، بسبب إعجاب مدرسة المحفوظات «أبلة ليلى» بصوتي، فقد كانت تحب صوتي كثيرًا، ويبدو أنها كانت وقتها تمر بتجربة عاطفية لدرجة أنها كانت تغلق باب الفصل بعد انتهاء اليوم الدراسي وتأمرني أن أقف لأغني أمامها وحدنا، وكان نتيجة ذلك نجاحي في المحفوظات.

 وذات يوم أخذتني إلى مكتب ناظرة المدرسة، وظننت يومها أنني فعلت ذنباً، وقالت أبلة ليلى للناظرة: «هذه فاطمة شاكر (الاسم الحقيقي لشادية) التي حدثتك عنها يا حضرة الناظرة».

 قال الناظرة: «سمعت إن صوتك حلو، سمَّعينا كده يافاطمة»، وبدأت أغني وأنا أرتعد من الخوف، وأعجبت الناظرة بصوتي، وهنأتني وشكرتني، وكانت زميلاتي خارج الحجرة يتصورن أنني ارتكبت ذنبًا أو أنني فُصلت، لكني خرجت بعد الغناء وقلت لهن كنت أغني لحضرة الناظرة.

 انتشر الخبر في المدرسة أن الناظرة تحبني، وأنني ناجحة بالثلث، الغريبة أني صدقت نفسي أني سوف أنجح لأن الناظرة مُعجبة بي، لدرجة أنني أصبحت لم أعد أهتم بدروسي، وكانت المفاجأة آخر العام أنني رسبت في جميع المواد".
الجريدة الرسمية