رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي وهزيمة يونيو 67 «٤»


حرب أكتوبر استعدنا بها كرامتنا الوطنية وتخلصنا بها من أحزان الهزيمة ولكنها لم تقض على فيروسات الضعف في جسم الدولة الوطنية المصرية والتي أصابتها بعد الهزيمة؛ نظرًا لأننا نتنبه لها في مهدها أو نتصدى لها وقتها.. بل لعل المسار الذي انتهجه الرئيس السادات وقتها سياسيًا واقتصاديًا أيضًا شجع على أن تنتشر هذه الفيروسات أكثر في جسد دولتنا.


ونتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة بعد الحرب بدأت موجات هجرة مصرية نحو دول الخليج العربي، وفتح ذلك بابًا على مصراعيه نحو التطرف الديني في مصر، حيث عاد هؤلاء المهاجرون وهم يحملون معهم قيمًا جديدة متطرفة دينيًا نظرًا للطبيعة المحافظة والتقليدية لهذه الدول، وأيضًا لوجود مجموعات من الكوادر الإخوانية التي وجدت لها ملاذًا آمنًا فيها واتخدت منها قاعدة للعمل والانطلاق في مواجهة مصر، التي كانت تعد بالنسيج لجماعة الهدف والغاية.

وشيئا فشيئا بدأت ملامح الهوية المصرية تتطرق للتغيير وبالتالي أخذ التأمل الذي أصاب كيان دولتنا الوطنية يتسع أكثر وأكثر.. وعندما جاء الرئيس مبارك انخرط في المواجهات العسكرية مع الجماعات الإرهابية ولم تتم مواجهة فكرية وثقافية حقيقية للتطرف الديني، بل إنه أتاح لجماعة الإخوان اختراق النقابات المهنية والأحزاب السياسية والبرلمان، وغض الطرف عن نشاطات السلفيين زاد في مناطق عديدة، ولو كنا تنبهنا مبكرًا لمظاهر التطرف والتآكل لتغير حالنا كثيرًا.
الجريدة الرسمية